يعتمد الكثيرون مبدأ الغاية تبرر الوسيلة لتحقيق مآربهم وبلوغ أهدافهم، متجاهلين ما لهذا المبدأ من محظورات وتجاوزات للقيم والمبادئ والأحكام أيضا، لكنهم بالمقابل سيدفعون فاتورة غالية أولها الغبن والأسى ولواحقها كل جزاء عادل إن لم يكن في الأرض فلن يغيب عن محاكم السماء.
قد يعج طريق تلك الفئة بالناس ومنهم من يقدم ولاءه ويعرض مودته، لكن شعور الوحدة سيشغل كل حيز يحيط بهم، وقصة الثري الحرب لأحمد رضا حوحو نموذج حي بهؤلاء المتسلقين الذي اتخذوا كل السبل بما فيها غير المشروعة لتحقيق غايتهم، فكانت النهاية أليمة تثير الشفقة اكثر من الشماتة.
الشفقة هي ما يستحقه من اختار الوسيلة الخطأ ولو كان الهدف نبيلا، لأنه يظن أنه سيمتلك أسباب الراحة لكنه لن يستشعرها، يتوهم أنه نال فوزا وغنيمة إنما هو الخسران عينه.
التخلي عن القيم البشرية والنوازع الإنسانية لا يعني أبدا القوة والتألق، ولا الغنى والسلطة، لن هناك غير مظهرية براقة وسط عالم متظاهر ومتفاخر ينكر خطايا الذات المسيئة.
شرعة الإيمان جعلت لكل تصرف ضوابط معينة من غير ضرر أو ضرار، ودرء المفسدة أولى من جلب مصلحة، وقد تكون هناك استثناءات للمضطر ورخص لأصحاب الحاجات الملحة، لكن وفق قواعد وشروط محددة بعيدا عن مبدأ الغاية تبرر الوسيلة الذي لا يخضع لأي شرعة أو قانون، ويعتبر دخيلا على أمة تستمد تشريعها من وحي رباني منزه. |
التعليقات
التعليقات مغلقة