محاولة شعرية في رثاء صديق..

محاولة شعرية في رثاء صديق..

محاولة شعرية في رثاء أستاذ خلوق (الأستاذ فؤاد الإدريسي آيت الوالي)

Hommage à un ami disparu

لقد استندنا، في كتابة هذه الأبيات الشعرية، من نوع الرثاء، على مقدار من سورة قرآنية، وعلى إنتاج بعض الشعراء وهم:

   امرؤ القيس (501 – 550)، شاعر الصراحة والواقعية والعاطفة الإنسانية.

أبو بكر الصديق (573 – 634)، رضي الله عنه، أول الخلفاء الراشدين، وكان أيضا شاعرا.

الخنساء (575 – 645)، شاعرة الرثاء.    

وأبو العتاهية (748 – 825)، أسلوبه في الرثاء أسلوب المديح والزهد.

وجرير ابن عطية اليربوعي (653 – 728)، تطبع أسلوبه الرثائي الرقة والانسياب.   

وابن عبد ربه الأندلسي (940 – 860)، صاحب كتاب العقد الفريد، الذي يعتبر من أمهات الكتب في الأدب العربي. 

وعلي صدر الدين المدني الهاشمي المعروف أيضا بابن معصوم (1642 – 1707)، وقد تميز بثقافته الموسوعية، علما وأدبا وشعرا

وأحمد شوقي (1870 – 1932)، الملقب بأمير الشعراء، وقد نظم الشعر العربي في كل مجالاته، مديحا ورثاء وغزلا، تاريخيا وسياسيا واجتماعيا.      

وجريس معمر الذي ولد سنة 1935، هو الشاعر والجزال السوري، تطبع أعماله الحقيقة المرة، وقد يقال في حقه إن الشاعر هو ضمير الأمة ووجدانها.   

شعر في رثاء صديق، شعر في رثاء أستاذ خلوق

أذكر يوم التحقت بالمؤسسة بكل بساطة واحتشام

وغادرتها، للأسف، كما دخلتها، بكل تواضع واحتشام

أعدل هذا فيه الجدارة تنهزم والتفاهة تنتصر؟

أقطر هذا يعلو الهزئي فيه.. ويطمس المقتدر؟

إنا إلى الله، وهذا قول يجبر الكبد المنفطر

رجل من ذهب في ذمة الله .. .. مبكرا ذهب  

لفراقه جرت دموع الولع في خشية ورهب

وقفة بكاء من ذكرى صديق مرتحل ومنزل

ذكرى مزدحمة بالشوق والحنين وشخص المقل

ترحما على مودع يظل حيا في قلوبنا وأفكارنا

فاض القلب قبل العين ألما وصبابة على فقيدنا

على النحر والصدر حتى استوحش الدمع المحمل

لقد أبكرت الرحيل يا واحدا من جنود الخفاء

أبكرت يا أستاذي ولا وداع على أمل اللقاء

غادرت على عجل ، وخلفت الأسى في قلوبنا

يا صافي السيرة يا نقي الفؤاد.. تركتنا

أيا عين جودي بالجود ولا تسأمي

وحق البكاء على السيد المكرم

أحقا إن فؤاد الروح بصمت انتقل؟

هي هكذا الحياة كظل مال منتقل

يتبعه ظل، ويليه ظل، ثم ظلال

تذكرت عهدنا حينما كنا جميعا نعمل

يا ليته يعود ذاك الزمان الأجمل

آجالنا حتمية راجحة واقعة

لا ريب فيها وما لها من مانعة

المسألة لا تقبل وقتا ضائعا

حان، يحين أو سيحين طائعا

Ô temps, disait Lamartine (1790 – 1869) suspends ton vol !

Et vous, heures propices suspendez votre cours !

Mais je demande en vain quelques moments encore,

L’homme n’a point de port, le temps n’a point de rive ;

Ô temps, ce mécanisme irréversible, cette machine infernale ! disait l’auteur de : « De Fès à Marrakech via Paris … Du bled au doctorat d’Etat », L’Harmattan, 2015. 

Ce temps, qui est capable d’unir, pour un temps, mais surtout de détruire, pour toujours !

Tout autant l’être que l’émotion, l’affection que la passion, ou l’ambition…

Même si « il y aura toujours l’eau, le vent et la lumière ».

La vie est ainsi fatalement faite, on n’y peut rien ! Question de temps !

Mais vous êtes là, heureusement dans nos cœurs, dans nos pensées, à jamais, au mépris du temps,

Le temps ! Cet éternel fleuve latent, qui « coule, et nous passons ! », op.cit. p. 8.

Question de temps !

مدارس العلم ومشاربها، في عياض قاطبة،

 على عطائك الزاحر شاهدا مواكبا

خصالا وأخلاقا وعلما ودرسا ومطلبا

لقد أبكرت الوغى يا ذا الخصال

وأسرجت المنية فجرا بلا سؤال

من غير مساءلة ولا استئذان أو إخطار

خلفتني للشجى وسهد المرار

لكل قريب أو صديق أو زميل

أضاع المسرة في النفوس تترا

غمرها الثكل المرير قهرا

فيا زوج الفقيد رزقت صبرا

فإن الصبر من شيم الكمال

أعزي الأهل والأصدقاء كما

 أعزي أشقاء الفقيد مع العيال

مدرك غور الجرح بلا نبال

والشق قد تجاوز حد الاحتمال،

 أم ثكلى وتيتم أطفال 

لهفنا عليك يا صديقي حرقة

تبكيك أعين المقربين صدقا

يا صاح مهلا، مهلا، لم الرحيل؟

تركت الأهل والصحب، والحزن دليل

كلا إذا بلغت التراقي

 وقيل من راق وظن أنه الفراق

والتفت الساق بالساق

 إلى ربك يومئذ المساق

 (صدق الله العظيم، سورة القيامة، الآية 27)

رحمة الله عليك يا صاح والرحمة نور المؤمن بلا مراء لا مفر من الرحيل الأخير ولو بقي لفيف الشوق معقودا في صدرونا يظل جسر الدعاء والصدقات يحمل إليكم هدايانا وصدق صداقتنا.

والسلام عليكم

الجيلالي شبيه، أستاذ جامعي في جامعة القاضي عياض، التي درس في رحابها المرحوم الأستاذ فؤاد الإدريسي آيت الوالي.

error: المحتوى محمي !!