الإعلام في عصر التكنولوجيا
ساهم تطور العالم الرأسمالي اقتصاديا وسياسيا في نمو دور الإعلام في المجتمع، خاصة مع تطور الأنظمة المعلوماتية والتكنولوجية، لدرجة تحول الإعلام إلى يد خفية تتحكم في العالم عن طريق الاديولوجيا والدعاية المغرضة ”البروباغاندا“، حيث انتقل الإعلام من وسيلة لنقل الأخبار، وخلق قنوات التواصل مع الشعوب من قبل الحكام إلى جهاز يتحكم في الفكر العالمي، فتأثير الإعلام لم يقتصر فقط على المستوى الإخباري والتواصلي، بل أصبح له حظ من السلطة والتأثير على السياسات الاقتصادية والدبلوماسية الدولية.
دور الإعلام في المجتمع ؟
لا يمكن الحديث اليوم عن الإعلام التواصلي فحسب، بقدر ما يمكننا الحديث عن إعلام التلاعب بالعقول والتأثير في تشكيل الوعي والفكر خاصة فكر الشباب، فكل البرامج الإعلامية لديها جمهور مستهدف من أجل تحقيق غايات سياسية واقتصادية بالدرجة الأولى، ثم ترسيخ القيم الثقافية العالمية التي تصب في مصلحة النظام الرأسمالي العالمي.
ما هي نقاط قوة الإعلام؟
الإعلام لا يقوى وحده ، لكن بفضل تدخل الكثير من القوى المتمثلة أساسا في التطور التكنولوجي ونمو الرغبة في التسويق العالمي سواء تسويق ماهو منتج مادي أو ما هو إيديولوجي فكري.
هذا التطور السريع في زمن بات يعرف بعصر السرعة كان له تأثير قوي على بنية المجتمع الفكرية والثقافية، كما هو الحال على البنية السياسية.
ما دور الإعلام في توجيه سلوك الأطفال؟
إذا كنا نتحدث عن دور الإعلام في توجيه السلوك والتأثير في الفكر فلابد من الحديث عن نتائجه على أضعف شريحة في المجتمع وهي فئة الأطفال، لاسيما أن كل طفل عبارة عن مستهلك غير واعي بخطورة المادة الإعلامية التي يستهلكها والتي تلعب دورا أساسيا في النمو الفكري لهذا المستهلك سواء بطريقة سليمة أو بطريقة موجهة وغير مستقلة.
ما هي خطورة الإعلام ؟
الإعلام الحديث له قوة خارقة في التوغل في العقول، بفضل تخطيه لحدود الزمان وحيز المكان، مستفيدا من طفرة السرعة التي نشهدها في كل المجالات، والخطر يتواجد بالضبط حينما يحصل المستهلك على محتوى إعلامي لا ينتمي لثقافته يخالف عقيدته، بطريقة مؤثرة في العقل الباطني، هنا نستطيع الحديث عن تأثير الإعلام في الثقافة ، والدليل هو ما أصبح شائعا مؤخرا من مظاهر الثقافة الغربية التي دخلت بل وأصبحت تتسابق مع ثقافتنا العربية حول الإستقرار.
الإعلام محرك للسياسة
لا يمكن لأي نظام سياسي أن يستغني عن الإعلام في نشر المخططات السياسية والبرامج الإنتخابية ، لكن الإعلام ارتقى الى مستوى أكثر واصبحت له سلطة التسويق الفكري للتيارات والمذاهب المختلفة، حتى أضحت كل جهة سياسية تسعى لامتلاك قوى إعلامية تستهدف شرائح واسعة من المجتمع وكأنها سياسية القطيع التي تستهدف جمع أكثر عدد ممكن من العقول وإعادة برمجتها حسب الرغبة لتوجيه الرأي العام
والأكثر من ذلك أن الدبلوماسية تأثرت كثيرا بسبب تدخل الإعلام في السياسة، وصارت الخرجات الإعلامية تبني علاقة مع دولة وتسقطها مع أخرى في ثوان معدودة، وأكثر نموذج حي هو الصراع المغربي الجزائري الذي تزداد حدته بسبب الخرجات الإعلامية التي يظهر أنها من صنع أطراف خارجية تسعى لتفرقة الأمة وتزيدها وهنا على وهن.
ما تأثير الإعلام على الدين؟
لا يمكن الحديث عن خطورة اديولوجيا الإعلام باعتبارها سلاحا يقتل في صمت، دون التطرق إلى تأثير الإعلام على المعتقد الديني، فثقافة الإلحاد أصبحت منتشرة لدرجة أنها اصبحت موضة لدى بعض الشباب والمراهقين، بسبب تصوير الإعلام لهذه الفكرة المغلوطة في قالب مميز يحجب حقيقتها.
لكن بالمقابل يمكن للإعلام أن يثبت المعتقد الصحيح ويقدم رسائل هادفة، ويعمل على إصلاح الفرد والمجتمع إذ ما تبنى مبادئ العمل الصالح والقيم المثلى، وأدى الرسالة بأمانة.
عبد السلام مرابط ©