هذا مقال من سلسلة مقالات تربوية تنشر حصريا بالتعاون مع موقع معين المعرفة والكاتب محمد بنعمر، جميع الحقوق محفوظة (يحظر نسخ القصص ونشرها على مواقع أخرى أو طباعتها إلا بطكر المصدر).
البيداغوجية
لقد سيق الذكر أن التربية هي ما يقدمه الراشدون من قيم ومهارات إلى الصغار ،ورغم المسار التاريخي الطويل الذي قطعته التربية ومرت بها علومها،فلا يشك احد على محورية التربية وعلى حضورها في صناعة الإنسان وفي بناء المجتمع، وفي إشاعة القيم الايجابية والنبيلة التي يحتاجها الإنسان بين البشر
فإنها اختارت الاستقرار في الأخير في الجهة التطبيقية الإجرائية أي في علم البيداغوجية ومهن التدريس ،إذ اختارت البيداغوجية الاشتغال على قضايا التربية والتعليم وعلى مهن التدريس.
و يشير مصطلح البيداغوجية إلى الفن والطرق والوسائل المتبعة في مهنة التدريس، وتعتمد البيداغوجية اعتمادًا كبيرًا على علم النفس التربوي، وعلى بحوثه ذات المنحى التعليمي الإجرائي، و خاصة نتائج بحوث مدارس المدرسة السلوكية والمعرفية والبنائية، وتشير البيداغوجيا وتعتمد على نظريات التعلم وممارسة التعليم.
الديداكتيك
وحسب اميل دركايم فان البيداغوجيا هي النظرية التطبيقية للتربية ،تركز على العلاقة الجامعة بين الأطراف المكونة للعملية التعليمية بجميع عناصرها[1]
و البيداغوجية بصفة عامة هي مجموعة من القواعد والنظريات التي تتخذ موضوعها التربية وفلسفتها،ومشاكل التعليم بفلسفتها وغاياتها البعيدة والقريبة،فهي تشتغل على التربية في جهة التدريس.
علم الديداكتيك هو مفهوم جديد،يعني تعليمية المواد الدراسية- التعليمية– التدريسية -الذي يعني تعليمية المواد المدرسة ، ويتعلق هذا المصطلح بمنهجية التدريس وبطرائق تعليم المواد التعليمية بجميع أنواعها أطرافها و أقطابها[2]، مع الأخذ بهذا الاعتبار البعد المنهجي التعليمي المحدد في ضرورة مراعاة البعد النفسي والعقلي، والنمائي،و استحضار المجال الاجتماعي،والقيمي والثقافي لشخصية المتعلم مع مراعاة معطيات ومركبات العملية التعليمية في سياقها، وتنبتي الديداكتيك على النسق البيداغوجي الذي يركب المرجعيات السيكلوجية والاجتماعية للعملية التعليمية.
وبصفة عامة ان الديداتكنيك تعني الطريقة التعليمية المتبعة للتدريس والتي يستخدمها ويختارها المعلم لتعليم لتدريس متعلميه.
لكن الوجهة التي أخذت حصة الاهتمام والعناية أكثر من غيرها من الجهات في علم التربية في العهد الجديد ،هي جهة تشخيص الفوارق بين المتعلمين،و اختلاف التعلم ودرجة التحصيل بين المتعلمين ،بإبراز الفوارق الفردية بين المتعلمين، واختلافهم من حيث المدة و الغلاف الزمني الذي يستغرقونه ويقضونه في التعلم والتحصيل والتكوين.[3]
صورة تقريبية لعلاقة:التربية-البيداغوجية-الديداكتيك

- خلاصة الفصل-1-
لقد قمنا في هذا الفصل بتحديد حقيقة علم النفس التربويمن حيث هوأحد فروع علم النفس العام ، فهو علم اتجه إلى دراسة السلوك الإنساني، في ميدان هام ،وهو ميدان والفضاءات و المؤسسات التعليمية وخاصة المدرسة.
كما حددنا ملامح علم النفس التربوي وموضوعه ومناهجه ولغته المصطلحية والتطور والمراحل التي مر منها،والوقوف على مقدماته ومداخله الأساسية من خلال التوجه إلى تحديد العلاقة الجامعة والمتبادلة بين علم النفس و التربية من حيث الموضوع والدلالة و المسار الذي قطعه كل واحد منهما سواء في مرحلة الانفصال والاستقلال ،أو في مرحلة الاحتضان والتداخل والالتحام ،إذ التقى العلمان :علم النفس وعلم التربية في مصطلح خاص وهو علم النفس التربوي[4].
[1]من البيداغوجيا إلى الديداكتيك لرشيد بناني مطبوعات الحوار الجامعي السنة : 1991ص: 91
[2]-ما هي الديداكتيك لمحمد الدريج مجلة التدريس ص:46 العدد-7-السنة :1984
[3]-التربية-اليبداغوجيا- الديداكتيك-محاضرة للمفتش محمد ملوك بدار الشباب ابن سينا وجدة 10-10-2019.وهذه المحاضرة موجودة على صيغة:PDF في صفحة الأستاذ محمد ملوك على الفايس بوك.
[4]- علم النفس وفن التربية جان بياجي ترجمة وتقديم محمد بردوزي.دار توبقال ط:-5-1992. علم