من أجل فهم ارتباط الحشود بكرة القدم

من أجل فهم ارتباط الحشود بكرة القدم

من أجل فهم ارتباط الحشود بكرة القدم

كرة القدم ، هي موضوع مركزي في اهتمام سوسيولوجيا كاملة هي سوسيولوجيا الحياة اليومية ، طبعا إلى جانب سياقات عديدة بالمجتمعات الحديثة ، لقضاء (أو على الأصحّ ، لشغل )أوقات فراغ الحشود . و تنكشف ضمن التحليل السوسيولوجي ، آليات شديدة الحبك و البنينة ، مادّيا و رمزيا ، لضمان الجرف الكاسح لاهتماماتها و انشغالاتها التي تخصّ وجودها ، و خلال يوم شديد “الحساسية” ، هو يوم الأحد ….، حتّى أن الآحاد باتت مرتبطة في مخيالها ، بالكرة !! ، حتّى و هي معطّلة و مريضة و جائعة …..
و تذهب دراسات أكثر جدّة ، في تعميق فهم الظاهرة ، و العمل على الإمساك بالعوامل الفاعلة في هذا أالارتباط ، إلى أبعد ، من فعالية التضليل و التّجييش و الإقناع السرّي …المضمونة ، بالحدّ من منسوب تدفّق المهارات العقلية ، باتجاه الحشود ، مستلهمة أدوات علمية (نماذج نظرية) من علم الأديان المقارن ، لتكشف ، كون أالارتباط بكرة القدم ، يتفاقم بالتناسب مع تفاقم الحرمان و الغبن و الشعور بالانهزام و للإهانة ….، فتجد الأكثر تهميشا و تهشيما ….، يكاد يصاب بالسّعر عند تسجيل إصابة بطريقة فنّية !!! ، لحرمانه الكلّي من الجمالي ، في ملبسه و مأكله و منامه ….، و يتحقّق عنده الإشباع !! ….، تماما كما الإشباع الفاحش المنتظر في الميتافيزيقا!! ، حتّى أنك تجديه صبيحة اليوم الموالي ل “الموقعة” …، منهكا ، يلوك مشاهد “الشّبعة” !!!!
في دراسة علمية رائعة !! للراحل بيير بورديو ، قبل رحيله بقليل ، حول توزيع “الهوايات” !!! (هي في الحقيقة هوايات و انخداعات …) ، حسب المواقع الطبقية، بالمجتمع الحديث ، انكشف ، أن أرباب المال و الصناعة و السياسة ، يعشقون التزلج على الجليد ، من أعلى قمم جبال كل الدنيا !! ، أولا ، ثم القنص ، و شرب الويسكي بالضبط ، بينما يميل (أو على الأصحّ يخدع ) ، الكادحون و المحرومون و المسروقة حقوقهم ، ل “الفرجة” على كرة القدم ، أولا ، و شرب الّنّبيد الأحمر الرديء الرّخيص ( الأمر يخصّ المجتمع الحديث) .
د عبد السلام درار
سوسيلوجي مغربي

error: المحتوى محمي !!