من هم أهل الأعراف؟

من هم أهل الأعراف؟

تقديم

من هم أهل الأعراف؟

جاء ذكر كلمة الأعراف في بعض الآيات الكريمة، كما سميت بها سورة عظيمة نزلت في مكة المكرمة، لكن ما معنى الأعراف و من هم أهل الأعراف الذي جاء ذكرهم في القرآن الكريم؟.

الأعراف لغة واصطلاحا

الأعراف لغة جمع عُرف، وهو المكان العالي، والموضع المرتفع و منه جاء لفظ عُرف الديك وهو ما علا رأسه.
و أما الأعراف اصطلاحا فيقصد به سور مرتفع أقيم بين الجنة و النار، كما ورد في القرآن الكريم استدلالا من قوله تعالى: “وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ” (سورة الأعراف/ الآية: 46)، وقوله أيضا: “وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ” (سورة الأعراف/ الآية: 48).

ومن ذلك جاءت تسمية سورة الأعراف.

اختلاف العلماء في تحديد أهل الأعراف

جميع أقوال العلماء تبقى متقاربة في معنى الأعراف حيث تؤكد أنه فاصل بين الجنة والنار إما حجاب أو سور أو تل مشرف، أو جبال أي أنه حاجز يعلو المسافة بين النعيم والجحيم يوم القيامة.

أما اختلاف أهل العلم فيكمن في تحديد من هم أصحاب الأعراف، وهذا تبعا للسبب الذي أوقفوا به في هذا الموضع:

  1. يرى ابن عباس وابن مسعود وكعب الأحبار -رضي الله عنهم- أنهم مساكين أهل الجنة، وهذا استلالا بما أخرجه الطبري عن عبد الله ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: (الأعراف هو السور الذي بين الجنة والنار وأصحاب الأعراف بذلك المكان حتى إذا بدأ الله أن يعافيهم انطلق بهم إلى نهر يقال له نهر الحياة، حافتاه قصب الذهب، مكلل باللؤلؤ وترابه المسك، فألقوا فيه حتى تصلح ألوانهم وتبدو في نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها، حتى إذا صلحت ألوانهم أتى بهم الرحمن تبارك وتعالى فقال: “تمنوا ما شئتم”، فيتمنون حتى إذا انقطعت أمنياتهم قال لهم: “لكم الذي تمنيتم ومثله سبعون ضعفاً”، فيدخلون الجنة وفي نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها ويسمون “مساكين أهل الجنة).
  2. قيل هم قوم تجاوزت بهم حسناتهم النار وتجاوزت بهم سيئاتهم الجنةـ وعنهم قال الشعبي: (أرسل إلي عبد الحميد بن عبد الرحمن وعنده أبو الزناد عبد الله بن ذكوان مولى قريش، وإذا هما قد ذكرا من أصحاب الأعراف ذكراً ليس كما ذكرا، فقلت لهما: إن شئتما أنبأتكما بما ذكر حذيفة، فقالا: هات.. فقلت: إن حذيفة ذكر أصحاب الأعراف فقال: هم قوم تجاوزت بهم حسناتهم النار، وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة، فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا “سلام عليكم”، وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم نظروا أهل النار قالوا: “ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين”، فبينما هم كذلك اطلع إليهم ربك تبارك وتعالى فقال: “اذهبوا وادخلوا الجنة، فإني قد غفرت لكم” .
  3. أنهم قوم صالحون، فقهاء، علماء، وينسب هذا القول إلى مجاهد.
  4. وقيل أنهم الشهداء الذين قاتلوا في سبيل الله من غير إذن آبائهم، وقد أخرج الطبري في هذا القول: (حدثني المثنى، وساق السند إلى يحيى بن شبل، أو رجلا من بني النضير أخبره عن رجل من بني هلال، أن أباه أخبره، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف، فقال: “هم قوم غزوا في سبيل الله عصاة لآبائهم، فقتلوا فاعتقهم الله من النار بقتلهم في سبيله، وحبسوا عن الجنة بمعصية آبائهم، فهم آخر من يدخل الجنة”).
  5. وهناك قول بأنهم رجال يعرفون أهل الجنة وأهل النار، ومنه قول الرازي، لأن هؤلاء الأقوام لابد لهم من مكان عال يشرفون منه على أهل الجنة وأهل النار لتمييزهم.
  6. ويقال أنهم عدول القيامة الذين يشهدون على الناس بأعمالهم، وهم في كل أمة، ذكره الزهراوي، واختاره النحاس.
  7. قال الزجاج:” هم قوم أنبياء”.
  8. وقول آخر يفيد أنهم قوم كانت لهم صغائر لم تكفر عنهم بالآلام والإبتلاءات في الدنيا فوقفوا، وليست لهم كبائر فيحبسون بسببها عن الجنة لينالهم بذلك غم ووصب، وهذا ما ذكره ابن المبارك فقال: “أخبرنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: أصحاب الأعراف رجال كانت لهم ذنوب عظام، وكان جسيم أمرهم لله، فأقيموا ذلك المقام، إذا نظروا إلى أهل النار وعرفوهم بسواد الوجوه، قالوا: ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين، وإذا نظروا إلى أهل الجنة عرفوهم ببياض وجوههم“.
  9. قال البعض أنهم أولاد الزنا، ذكره أبو نصر القشيري عن ابن عباس -رضي الله عنهما-.
  10. قال آخرون أنهم ملائكة موكلون بهذا السور، يميزون بين المؤمن والكافر قبل ولوج الجنة والنار.
  11. قيل أنهم مؤمنو الجن ،وقد ذكر السيوطي حديثا يعزوه إلى البيهقي، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إن مؤمني الجن لهم ثواب وعليهم عقاب فسألناه عن ثوابهم فقال: على الأعراف وليسوا في الجنة مع أمة محمد، فسألناه: وما الأعراف؟، قال: حائط الجنة تجري فيه الأنهار، وتنبت فيه الأشجار والثمار”.
  12. وآخرون قالوا هم قوم كانت عليهم ديون لم يسددوها وبقيت معلقة بذممهم، ومنه قول قتادة: (قال مسلم بن يسار: “قوم كان عليهم دين”).
  13. ومنهم من قال هم أولاد المشركين الذين ماتوا قبل سن التكليف.
  14. ورجح الجمهور أنهم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم، إذ روى الشعبي عن حذيفة (أنه سئل عن أصحاب الأعراف، قال: فقال: “هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة، وخلفت بهم حسناتهم عن النار، قال: فوقفوا هناك على السور حتى يقضي الله فيهم”).

239 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *