ميناء أصيلة على الساحل الأطلسي بطنجة

مدينة أصيلة

 على ضفاف المحيط الأطلسي أقصى شمال المغرب تتربع مدينة أصيلة 40 كيلومترًا جنوب مدينة طنجة صاحبة التاريخ الممتد إلى ما قبل الميلاد، تاريخ حافل يتفرد بسرد حكايا الكد والجد الممزوجة بجمال المناظر الطبيعية الخلابة بين زرقة البحر وشواطئه ذات الرمال الذهبية المنبسطة.

ينتمي سكان مدينة أصيلة إلى قبائل “جبالة” وهي تسمية منسوبة إلى جبال البشارات، يعتمدون بالأساس على الصيد البحري كنشاط تقليدي متوارث فرضته طبيعة المنطقة الساحلية.

وكمورد اقتصادي آخر وفرت السياحة مداخيل هامة خاصة من إيجار المساكن وتوفير خدمات نوعية مثل النقل والإطعام للسياح المحليين والأجانب.

معالم سياحية

المرافق السياحية في مدينة أصيلة المغربية متعددة ومتنوعة تقف بشموخ على أرض جذورها ضاربة في عمق التاريخ، حدائق عمومية متناسقة، تتجمل بأحواض مائية ونباتات مزهرة ملونة، وتحمل أسماء مشاهير الأدباء والشعراء على غرار محمد عابد الجابري، محمود درويش والطيب صالح وغيرهم. 

كما تتوسط المدينة أبواب تاريخية، منها باب البحر، باب السوق، باب القريقة، باب الحومر وباب القصبة وتنصب قبالتها قصور وأبراج، مثل قصر الريسوني المشيد في مطلع القرن العشرين على يد القائد الريسوني، وكذا “برج القمرة” الذي يعد مركز مراقبة على المحيط.

ميناء أصيلة

وأهم محطة في المدينة هي ميناء أصيلة الحديث الذي تمت تهيئته عام 1992م، بعدما كان ميناء مركزا لاستقبال السفن التجارية القادمة من موانئ اسبانيا والبرتغال وإيطاليا، ومدينة مرسيليا الفرنسية، لتفريغ الواردات الأوربية ونقل المنتجات المغربية لأوروبا، فحسب المصادر التاريخية أنه في عهد السلطان المستضيء الذي حكم المغرب في القرن السابع عشر كان مرسى أصيلة مركزا تجاريا لتصدير الحبوب إلى أوروبا.

تبلغ مساحة الحوض المائي بميناء أصيلة 20 هكتارا توفر له 1158 متر من منشآت الحماية حاجزا من أمواج المحيط العاتية، يبلغ طول رصيفه 100 متر بعمق مترين، بطاقة استيعابية لميناء الصيد 150 وحدة، ويحتوي على حيز خاص طوله 55 متر وعرضه 10 أمتار لإصلاح قوارب الصيد.

الحركة لا تتوقف في الميناء والنشاط مستمر حيث يطلب كل كائن حي الرزق بطريقته الخاصة، فلكل نصيب من خيرات البحر، ومكان في الميناء يؤيه.

أهمية ميناء أصيلة

النشاط الأساسي لميناء أصيلة هو الصيد الذي يعد محركا لاقتصاد المنطقة، حيث تتوفر مناصب شغل وموارد عيش للسكان، وخدمات متنوعة منها:

• استقبال الأسماك وغيرها من المنتجات البحرية تسويقها بالجملة والتفصيل (بالتقسيط).
• تزويد القوارب بالماء والكهرباء والوقود والمؤونة.
• مرسى لتوقيف قوارب الصيد.
• صيانة القوارب وتنظيفها.

وغير بعيد عن الميناء يمكن الاستمتاع بأشهى أنواع السمك الطازج وفواكه البحر حيث يقدم مطعم علي بابا أفضل المأكولات البحرية من الأطباق الكلاسيكية التقليدية المحلية والعالمية، وكذا التحضيرات العصرية اللذيذة.

يعد المطعم أطباقا فاخرة متنوعة من الجمبري، بلح البحر، القريدس، الروبيان، القواقع، المحار..إلخ، بالإإضافة إلى الخضروات والصلصلات مختلفة الأذواق مثل: البايلا، حساء السمك، الغراتان وطبق الأرز المتبل وغيرها من الوصفات الغنية والشهية.