مقدسات وقرارات

مقدسات وقرارات

إعلان الولاء للكيان الصهيوني ليس أمرا جديدا، التطبيع الذي كان بالأمس في الخفاء قد ظهر للعلن من غير حياء ولا تورع، فإعلان القدس عاصمة لبني صهيون وجد طريقا سلسا، والمساس بالمقدسات والتطاول على الثوابت وجد مباركة من أكابر القوم.

حتى تغيير الهوية والعبث بالقضايا الهامة لم يجد ردة فعل قوية ترقى للتغيير، والشعوب مكبلة بأغلال مبتكري جبن النفوس المحلى بأفخر أنواع الجبن الغربي المستورد بمداخيل البترول والغاز العربي، ليوضع على موائد تليق بمقام أصحاب الجلالة والجهالة والعمالة في أرض لم تنل من الاستقلال سوى الاسم بين القهر والاستبداد والطغيان والمعاناة، النهب و…و…
الخطابات المملة والتبريرات الوهية المستغبية للعقول أو ببساطة لغة الخشب التي يعتمدها السادة والساسة لكسب بعض الود والتعاطف الشعبي لم يعد له أي وقع لا بالسلب ولا بالإيجاب بعدما صارت المشاكل الاجتماعية والأزمات الاقتصادية تسحب المواطن العربي إلى دوامة الجري وراء تحصيل لقمة العيش، وإن حاول فهم ما يجري حوله فسيناريو التخويف وفزاعة الإرهاب وحتى لا ينسى حضور على الدوام وما حال سوريا واليمن أوليبيا بالمفرح أو سيأتيه الفرج قريبا رغم كل الاتفاقيات والمؤتمرات من جنيف 1 إلى جنيف ن ولقاء بلجيكا وألمانيا والقائمة تطول لبلدان غربية تسعى لحل مشاكل عربية ..من يصدق هذا؟…
برتوكولات الحكومات لإيجاد حلول ونصرة الشعوب العربية والإسلامية وغيرها من الخرافات والأساطير والبطولات على الورق والمراتب والرتب للجهات النافذة بشهادات مزورة تشهر عمالتها وولاءها للدول العظمى والتي هي أحقر من حقير لولا خيانة التطبيع، فالحبر الأحمر لمداد أختام القرارات الدولية الجائرة ليس سوى دماء الشعوب التي تريقها الأيادي الآثمة لعملاء الصهاينة والغرب الصليبي، لقاء فتح باب العهدات وتحويل الجمهوريات المزعومة إلى مملكات مسلوبة.
من يقتل أطفال ونساء وشباب وشيوخ المسلمين بالملايين، من يستقوي على أبناء بلده بالغرباء، ويجعل أرضه حقل تجارب لكل ما تم ابتكاره من آلات الدمار ما خف منها وما ثقل، ولا يرد على هذه الانتهاكات سوى صوت البغض الشعبي العربي، فلم يشهد التاريخ كره المرؤوسين لرؤسائهم بهذه الشدة إلا في البلدان العربية اليوم.
إذن فهل سيختلف الحال عن فلسطين المحتلة ولعل الأمور بها أوضح وأجل مما هو عليه حال باقي الدول العربية، ولكن الأكثر وضوحا هو أنه لن يتحرر الأقصى ما لم تتحر باقي العواصم العربية.

هل نعيش وهم الحرية؟ فمن يكون ترامب هذا غير مجنون أشر جاء ليعلي من لا شأن لهم، من هذا الذي يسمي أراض محتلة بدولة إسرائيل، فلسطين عربية ولن تكون غير ذلك.

السؤال الأهم هو كيف وصل الحال لهذا الشتات والضعف والوهن حتى يصير القدس بلا بواكي بل أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام رغم أنه من خير أمة أخرجت للناس؟.

الجواب واضح وبسيط هو البعد عن الله تعالى، ونسيان سبب الوجود، فبالإخلاص والتفقه فيما يقول عز وجل: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{56} مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ{57} إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ{58} فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ{59} فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ{60})… لكان الوضع مخالفا تماما لما هو عليه، فالتوحيد سيوحد الأمة وفي الوحدة كل القوة.

478 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *