هل ترانا نلتقي؟

هل ترانا نلتقي؟

في عام 1954م اعتقل الداعية “كمال السنانيري” من قبل النظام المصري وحكم عليه بالإعدام ثم خفف الحكم إلى المؤبد لمدة 25 سنة.

و بعد خمس سنوات من السجن أصابة المرض واشتد عليه فنقل إلى المستشفى وهناك التقى بـسيد قطب، وصارا قريبين جدا من بعضهما، وتوطدت العلاقة بينهما حتى المصاهرة إذ طلب السنانيري أخته أمينة قطب للزواج فوافقت.

وتم عقد قرانها فكانت أمينة تزور أخويها محمد وسيّد قطب في السجن مع زوجها، وبعد 17 سنة خرج عام 1973م.

ثم يسجن ثانية عام 1981، ويموت تحت التعذيب في دهاليز السجون المصرية لينشر خبر انتحاره في وسائل الاعلام زورا وبهتانا.

فأبدعت أمينة قطب بتلك بقصيدة ظلت خالدة حتى بعد رحيل كل من عايشوا أحداث القضية والمظلمة، وهي مرثية بكلمات قوية موحية ومعبرة، وهكذا يموت الجسد وتحيا الروح كما تحيا أجساد كثيرة لأرواح ميتة.

هــــل  تُــرانـا نـلـتـقي أم أنــهـا     …     كـانت  الـلُّقيا على أرض السرابِ
ثــــم  ولـــت و تــلاشـى ظـلـهـا     …     و  اسـتـحـالت ذكـريـاتٍ لـلـعذابِ
هــكــذا  يــسـأل قـلـبـي كـلـمـا     …     طـالـت الأيــام مــن بـعـد غـيـابِ
فــــإذا  طــيـفُـكَ يــرنــو بـاسـمـاً     …     وكـأنـي  فــي اسـتـماعٍ لـلجوابِ
أو لــم نـمـضي عـلى الـحقِ مـعًا     …     كـي يـعود الـخير لـلأرض اليبابِ؟
فـمـضـينا فـــي طــريـق شـائـكٍ     …     نـتـخلى  فـيـه عــن كـل الـرغابِ
و  دفــنـا الـشـوق فــي اعـمـاقنا     …     و مـضـينا فــي رضـاءٍ و احـتسابِ
قــد تـعـاهدنا عـلـى الـسيرِ مـعًا     …     ثـــم  اعـجـلـتَ مُـجـيبًا لـلـذهابِ
حـــيــن  نـــادانــيَ ربٌّ مــنــعـم     …     لــحـيـاة فــــي جــنـان ورحـــابِ
و  لـــقــاءٍ  فــــي نــعـيـم دائــــم     …     بــجـنـود الله أنــعِــمْ بـالـصـحـابِ
قــدّمـوا  الأرواح و الـعـمـرَ فـــدىً     …     مـسـتجيبين عـلـى غـير ارتـيابِ
فـلْـيَـعُـدْ  قــلـبـك مـــن غـفـلاتـه     …     فـلـقاء الـخـلد فـي تـلك الـرحابِ
أيـها الـراحل عُـذرًا فـي شَـكاتي     …     فــإلــى طــيـفِـك أنّـــاتُ عــتـابِ
قــد  تـركت الـقلب يـدمي مُـثقَلاً     …     تائهًا في الليل في عُمق الضبابِ
و  إذا اطـــــوي وحـــيــداً حــائــراً     …     اقـطع  الـدرب طـويلاً فـي اكتئابِ
و اذا الــلـيـل خِــضَــمٌّ مُــوحــشٌ     …     تـتـلاقـى  فــيـه أمـــواج الـعـذابِ
لـم يـعد يـبَرق فـي لـيلي سَـناهُ     …     قــد تــوارت كــل أنــوار الـشهابِ
غـيـر  أنـي سـوف أمـضي مـثلما     …     كـنتَ تـلقانيَ فـي وجـه الصِّعاب
سـوف يمضي الرأس مرفوعاً فلا     …     يـرتـضى  ضـعـفًا بـقـولِ او جـوابِ
ســوف  تـحـدوني دمـاءٌ عـابقاتٌ     …     قـــد  أنـــارت كــلَّ فــجٍّ لـلـذهابِ.

فرحم الله جميع موتى الملسمين، وجمع أرواحهم الطاهرة في عليين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!