الطب و الصحة

وباء كورنا أين كيف ولماذا؟

وباء كورنا أين كيف ولماذا؟ 1

المحتويات

مقدمة

تتناقل وسائل الإعلام العربية والأجنبية أخبار انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” وتداعياته على مدار 24 ساعة دون انقطاع، في حين يحلل الخبراء هذا الوباء بين نظرية المؤامرة ونظرية الحرب البيولوجية.

لماذا فيروس كورونا؟

أمام غياب الدواء أو أي لقاح موصى به ضد هذا الفيروس المميت صار الوضع خطيرا وبدأ تراشق الاتهامات وانتشرت الإشاعات حول تركيب سلاح بيولوجي له تداعيات اقتصادية ومخاوف عالمية أساسها حرب بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية اللتان تعارضت مصالحهما الاقتصادية منذ فترة.

ووسط كل هذا الزخم الإعلامي السلبي والأخبار المزيفة للتضليل لا أحد يعرف حقيقة الوضع، ولا يدري الناس من يصدقون، لكن هناك حقيقة واحدة علينا أن نصدقها وهو ما جاء به هدي الصادق الأمين، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:” يا مَعْشَرَ المهاجرينَ، خِصالٌ خَمْسٌ إذا ابتُلِيتُمْ بهِنَّ، وأعوذُ باللهِ أن تُدْرِكُوهُنَّ : لم تَظْهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ حتى يُعْلِنُوا بها إلا فَشَا فيهِمُ الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِم الذين مَضَوْا، ولم يَنْقُصُوا المِكْيالَ والميزانَ إِلَّا أُخِذُوا بالسِّنِينَ وشِدَّةِ المُؤْنَة وجَوْرِ السلطانِ عليهم، ولم يَمْنَعُوا زكاةَ أموالِهم إلا مُنِعُوا القَطْرَ من السماءِ، ولولا البهائمُ لم يُمْطَرُوا، ولم يَنْقُضُوا عهدَ اللهِ وعهدَ رسولِه إلا سَلَّطَ اللهُ عليهم عَدُوَّهم من غيرِهم فأَخَذوا بعضَ ما كان في أَيْدِيهِم، وما لم تَحْكُمْ أئمتُهم بكتابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ويَتَخَيَّرُوا فيما أَنْزَلَ اللهُ إلا جعل اللهُ بأسَهم بينَهم”.

إقرأ أيضا:سورة الروم مكتوبة

فهل هناك شيء واحد بخلاف ماهو عليه حال العالم اليوم، ألم تظهر الفواحش في البر والبحر، ألا ينقص الميزان وتمنع الزكاة، ألا يحكم بغير كتاب الله.

وسيقول البعض ولكن هناك من المؤمنين من سيصيبه هذا الوباء، فالرد ما ورد عن عائشة رضي الله عنها حيث قالت:” سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، وَأَنَّ اللهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ”.

وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِم”.

فهل سيرفض المسلم الصادق أن يهبه الله تعالى الشهادة.

وهذا لا يعني البقاء وانتظار الموت فالنبي صلى الله عليه وسلم علمنا الوقاية وتجنب الهلاك، حيث قال عليه الصلاة والسلام:” فر من المجذوم كما تفر من الأسد”، وقال عليه السلام:” لا يوردن ممرض على مصح”.

والحديثان صريحان في الابتعاد عن بؤر انتشار الفيروس والأخذُ بالأسباب وعَدَمُ احتكاك المريض بالسليم ومخالطته.

كما قال صلى الله عليه وسلم في الطاعون: “إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه”.

إقرأ أيضا:من هم أهل الأعراف؟

وهذا تبيه هام لعدم نشر الوباء ونقله لأماكن أخرى، أو إلقاء النفس إلى الهلاك بالذهاب إلى المناطق الموبوءة.

الحل لمواجهة فيروس كورونا

كأمة إسلامية لا ملجأ لنا من الله إلا إليه وعلينا أن ندرك أنه لن يصيبنا إلا ما كتبه خالقنا لنا، ومهما ادعت الدول العظمى أنها تحكم العالم فلا حاكم ولا مدبر لشؤون الخلق إلا الله وحده لا شريك ولا منازع له في ملكه.

والنبي الأمي عليه الصلاة والسلام الذي لم يملك تكنولوجيا متطورة ولا مجاهر إلكترونية ولا لقاحات حذر أمته منذ 14 قرن مما لحق بها اليوم، وعليه فعلى أمته أن لا تلتزم بغير نصائحه لأنها من وحي إلهي و بها السبيل للنجاة ومنها:

  • المسارعة إلى التوبة والرجوع إلى طريق الحق ورد المظالم وإنكار المنكر الذي صار يمشي على قدمين بيننا ولنراجع أنفسنا وتقصيرنا، فالبلاء ينزل بالذنب ويرفع بالتوبة.
  • التوكل على الله وعدم الجزع من قضائه ونشر الخوف والهلع، أو الاعتراض على ما كتبه جل وعلا.
  •  المداومة على الصلاة بخشوع وتضرع، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر أي أهمه وأشغله فزع إلى الصلاة، وقد قال الله عز وجل:” وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ”.
  • الذكر والدعاء ومنها التحصين بأذكار الصباح والمساء ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:” ما من عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومساءِ كلِّ ليلةٍ بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وَهوَ السَّميعُ العليمُ ثلاثَ مرَّاتٍ إلا لم يضرَّهُ شيء”.
  • الوضوء والاغتسال ومنه الاعتناء بالنظافة، واستعمال المناديل وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس. 

المسلم يحيا لعبادة الله وتعمير الأرض بالتوحيد وإن مات في الوباء فذلك له شهادة، فعَنْ أَبِي عَسِيب رضي الله عنه مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”أَتَانِي جِبْريلُ (عَلَيْهِ السَّلَام) بِالْحُمَّى وَالطَّاعُون فَأَمْسَكْت الْحُمَّى بِالْمَدِينَةِ وَأَرْسَلْت الطَّاعُون إِلَى الشَّام، فَالطَّاعُون شَهَادَة لِأُمَّتِي وَرِجْز عَلَى الْكَافِر”.

إقرأ أيضا:سورة الأنعام مكتوبة

وعلى هذا يقاس وباء قيل عنه الكثير ولكنه في الحقيقة ليس سوى طاعون هذا العصر الأهوج الذي أبيد فيه الإيغور والكشمير والأحواز وأمة الإسلام صامتة، وقصف فيه الشام والعراق وفلسطين وليبيا وأرض سيناء وأعدم الأبرياء ظلما وجورا وأمة المليار غائبة، وحوربت الصلاة والحجاب والنقاب في حملة صليبية مستعرة وحتى في ديار الإسلام وبيننا من يصفق ويهلل، ربنا اجعل بلدنا آمنا وسائر بلاد المسلمين وارفع عنا البلاء وابعد عنا هذا الوباء.

السابق
من أسماء الله الحسنى “العزيز”
التالي
اليوم العالمي للاحتفال بالثابت الرياضي ( π )
مقالات تهمك

4 تعليقات

أضف تعليقا

  1. كورونا قال:

    نسأل الله السلامة فهو خير حافظ ، وكورونا جند من جنود الخالق سبحانه.

اترك تعليقاً