أخبرتني المستشفى

أخبرتني المستشفى

أخبرتني المستشفى أنها مدرسة مفتوحة للجميع، تستقبل الكبير والصغير، الذكر والأنثى، المتعلم والجاهل، الرئيس والمرؤوس، الغني والفقير، الطيب والشرير، المسافر والمقيم.

أخبرتني المستشفى أن الكثيرين يدخلون إليها محملين على نقالة ويخرجون منها مشيا على الأقدام، وأناس يلجونها راجلين ويغادرونها محمولين.

أخبرتني المستشفى أنها تمنح كشوف نقاط متفاوتة الدرجات وفي مواد مختلفة، مثل مادة الصبر، مادة الاحتساب، مادة التوكل، مادة الرضى وغيرها من المواد التي لن تصعب على التلميذ النجيب.

أخبرتني المستشفى أنها تكافئ من يرتادها بشهادات نجاح قد تصل للامتياز، كما تمنح شهادات رسوب بامتياز أيضا.

أخبرتني المستشفى أنها قد تكون آخر محطة ينزل بها الركاب، كما أنها قد تكون محطة انطلاق لحياة جديدة.

أخبرتني المستشفى أن مصاب الآخرين دوما أصعب، همهم أكبر، وألمهم أشد.

أخبرتني المستشفى أن الناس لا يدركون النعم إلا بعد فقدها.

بحكمة أعادت على مسامعي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:” سلوا الله العفو والعافية، فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية” [رواه الإمام أحمد]، ولحظتها تذكرت ما رواه العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه-:( قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله، قال: “سل الله العافية” فمكثت أياما ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله، فقال لي:” يا عباس، يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنيا والآخرة”). [رواه الترمذي].

أخبرتني المستشفى الكثير والكثير، قصص وعبر، حكايات ومآسي، وأعطتني دروسا قيمة حقا إنها مدرسة الحياة التي أخذت عدة دروس فيها ويقيني أن الشافي هو الله وحده، والأخذ بالأسباب المشروعة واجب، فلا يأس ولا قنوط من رحمة الخالق، وما المصاب إلا لحكمة، فاللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت.

333 مشاهدة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *