أهرامات الجزائر ..أعجوبة ترفض الزوال

أهرامات الجزائر ..أعجوبة ترفض الزوال

صنفت الأهرام المصرية الشهيرة ضمن عجائب الدنيا السبع في حين أن أهرامات الجزائر هي الأخرى أعجوبة حقيقية لم يتم ضمُّها للقائمة لأسباب تبقى مجهولة لحد الساعة.

وقد أكد الباحث الجزائري بشير صحراوي أن حوالي 100 هرم متواجد بالجزائر، يتوزع على الساحل شمالا من تيبارة إلى تمنراست جنوبا، ومن باتنة في الشرق إلى تيارت في الغرب.

ويعود تاريخ وجودها إلى فترة ما قبل الميلاد بل ترجح الأبحاث والدراسات أنها بنيت بالتزامن مع تشييد أهرام الجيزة المصرية.

ومن أشهر أهرامات الجزائر “الضريح الموريتاني” أو ما يعرف بـ “قبر الرومية” و ” قبر المسيحية” الذي اكتشفه عالم الحفريات والآثار الفرنسي “أدريان بيربروجر” عام 1865ميلادي أثناء عملية حفر في منطقة “سيدي راشد”.

ويقع هذا الضريح الملكي على ربوة ارتفاعها 261 متر في بلدية سيدي راشد بولاية تيبازة 80 كلم غرب الجزائر العاصمة، وقد تم بناؤه بأمر من “يوبا  الثاني”  ملك الإمبراطورية الموريتانية الذي أحب زوجته “كليوباترا” كثيرا و حزن على فراقها فقرر تخليد ذكراها بهذا الضريح الذي اختفت كل مكنوناته الملكية من حلي ذهبية وأحجار كريمة لتظل الحجارة الصخرية شاهدة على شموخ وأصالة هذا المكان بعدما تعرض للنهب إبان فترة الاستعمار الفرنسي في الجزائر.

كما نجد أهرام “فرندة” بولاية تيارت 280 كلم غرب العاصمة، وحسب الباحث بشير صحراوي عددها ثلاثة عشر هرما تسمى “لجدار” وتبدو كآثار جنائزية وأضرحة لملوك عظماء حكموا الممالك الأمازيغية قبل تأسيس “نوميديا” من قبل الملك “ماسينيسا” (238 ق. م – 148 ق. م)، وهي منقسمة إلى مجموعتين متباعدتين عن بعضهما بنحو ستة كيلومترات.

وفي “جبل الخضر” توجد ثلاثة أهرام، وبـ “جبل عراوي” توجد عشرة أهرام تمت هندستها وفق قاعدة مربعة تتراوح بين 12 و46 مترا وبارتفاع يصل إلى 18 مترا.

أما أكثر الأهرام الجزائرية عراقة هي المغارات الخمس من بينها المغارة التي كتب فيها العلاّمة عبد الرحمن بن خلدون مقدمته الشهيرة. 

فضلا عن وجود عدة أهرام قديمة كالهرم النوميدي “إمدغاسن” بولاية باتنة 425 كلم جنوب شرق العاصمة ويعود بناؤه إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وكذا ضريح “سيڨا” بـ “جبل السخنة” في “وادي التافنة” للملك الأمازيغي ” صيفاقس” الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد.

وهناك ضريح “بورغو النوميدي” المسمى “صخرة الهنشير بورغو” في القرن الرابع قبل الميلاد، وضريح “تين هينان” ملكة قبائل الطوارق الأصيلة بمنطقة “أباليسا” في “الهقار” بولاية تمنراست 2000 جنوب العاصمة وقد بني منذ خمسة قرون قبل الميلاد ويقع على علو 850 مترا.

وتختلف أغلب الأهرام الجزائرية عن المصرية كونها مستطيلة الشكل وليست مربعة، فطريقة البناء مخالفة حيث أن قمة أهرام الجزائر غير حادة إنما مسطحة وتتميز بسعة امتصاصها للطاقة.

إنها مقابر ومعالم أثرية امتلأت قديما بكنوز وممتلكات نفيسة، ظن جامعوها أنهم سيحتاجونها في العالم الآخر وسيستعملونها عند الحاجة غير أنها تعرضت للنهب والتهريب والتخريب ولم يبق منها سوى البنايات الحجرية التي تتعرض اليوم لخطر أكبر ألا وهو النسيان والتهميش.

فهذه الروائع المعمارية لم تشتهر عالميا وحتى إقليميا فمن بين الجزائريين من يجهل وجودها ولا يعرف تاريخ حضارات عريقة مرت وعمّرت طويلا هنا لتترك شواهد أثرية لم تصنف من العجائب السبع سهوا أو تجاوزا فهي حقيقة غائبة أو مغيبة عن حقائق التاريخ الموثقة ولكن يظل هذا الموروث التاريخي الأنثربولوجي أعجوبة نادرة ترفض الزوال والاندثار بما لها من إعجاز هندسي دقيق وتاريخ إنساني عريق.

492 مشاهدة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *