اختيار الأسماء بين الخرافة والأهواء

اختيار الأسماء بين الخرافة والأهواء
  1. تقديم
  2. “حدة” و”محدودة” ..لا نريد إناثا
  3. وللذكر اسم قبيح لينجو من الموت
  4. أسماء مشاهير
  5. أسماء أماكن وحوادث
  6. أحسنوا التسمية

         إن الأبناء نعمة من نعم الله الكثيرة يخص بها الزوجين، تصحبها حقوق أدبية ومعنوية وجب المحافظة عليها سواء للإناث أو الذكور، ومن بين هذه الحقوق التسمية الحسنة، إذ لكل مسمى من اسمه نصيب، غير أن نسبة من الآباء والأمهات يجهلون هذه الحقيقة فيطلقون على أبنائهم أسماء قد تؤذيهم وتخلق لديهم عقدا نفسية تؤثر سلبا في تعاملهم مع الآخرين فتسبب لهم الإحراج والإحباط، كالأسماء التي تكون نعوتا لصفات قبيحة أو ذات معان مسيئة أو حتى من غير معنى نسبة لحدث عرضي أو مكان أو تبعا لخرافة وميول وأهواء.

“حدة” و”محدودة” ..لا نريد إناثا

كراهية إنجاب البنات من العقليات القديمة التي ذمها الإسلام غير أن ذلك لم يمنع من استمراريتها ليومنا هذا وإن خفت حدة عما كانت عليه في السابق إلا أنها لم تندثر خصوصا في المجتمعات الريفية والقبلية، أين تُطَّلَق المرأة التي تنجب الإناث فقط أو يتزوج زوجها ثانية طلبا للذكر معتقدا أن الزوجة هي السبب كما يشاع، لتمتد هذه الممارسات إلى الاعتداء على حق المولودة في اسم كريم، ويتم انتقاء الأسماء بما يوافق الأباطيل وكلها ذات معنى واحد لا نريد إناثا، كاسمي “حدة” و”محدودة” أو اسم ” بركاهم” أما من كان لها ثلاث أخوات بنات سبقنها فستنال اسم “ربيعة” لكي لا تكون بعدها بنتا خامسة، وبهذا يتم أذية البنات كلما أدركن لماذا سمين على هذا النحو فهن منبوذات، وبالمقابل سينال الذكر المطلوب اسما معينا لن يقل قسوة عن الذي تلقته الأنثى.

وللذكر اسم قبيح لينجو من الموت

بعد السعي لإنجاب ذكر خصوصا لمن ينجب الإناث فحسب أو يموت مواليده من الذكور، فإن الاسم الذي سيحمله المولود سيكون على غير العادة وخارجا عن ما ألفه الناس من أسماء، قد يحمل وصفا قبيحا حفاظا على سلامته من الأمراض وإبعاد الموت عنه، فالبعض يطلق اسم “عيفة” حتى تعافه المنية، وآخرون يختارون اسم “لطرش” حتى لا يسمح نداء الموت، وهناك اسم “آكلي ” أيضا ومعناه العبد الأسود الذي وقع تحت الرق وصار مملوكا وضيعا فيترفع عنه شبح الموت ولا يطلبه، فيا لهاته التسميات التي لن تقدم ولن تؤخر  فيما كتب في اللوح المحفوظ  وقدر لا ينفع معه حذر.

أسماء مشاهير

شاعت في السنوات الخيرة ظاهرة تسمية المواليد الجدد بأسماء المشاهير وأبطال المسلسلات التركية والسورية وغيرها، والتي قد لا تكون حتى عربية  أو لأشخاص لا يمكن اتخاذهم أبدا قدوة لما هم عليه من انحلال ومخالفات للدين والعرف، فكثيرا ما صرنا نفاجأ بأسماء غريبة منها الفارسي واليوناني وكذا التي لا معنى لها في أي لغة.

أسماء أماكن وحوادث

يسمي البعض أبناءهم نسبة لاماكن أو حوادث، كمن تنجب ابنها أثناء رحلة سياحية فتسميه باسم البلد الذي زارته أو محل تسوقت به، وهناك من يقول أنه رأى اسم المولود في الحلم ولا يمكن مخالفة وصية رؤيته ويخشى إن لم يمتثل أن يصاب المولود بسوء.

وهكذا بالخرافات والمعتقدات والأحلام يتيمن الناس ويمنون أنفسهم باسم يتوسمون فيه فأل الخير.

أحسنوا التسمية

إن الأولاد أمانة، ومن واجب المؤتمن حفظ وصون أمانته بما يليق، وعليه لزام رعاية الأبناء والاهتمام بهم وعدم الإساءة لهم ولو من غير قصد، فإطلاق تسميات قبيحة ستجعلهم محلا للسخرية، أما اختيار أسماء المشاهير والممثلين فسيؤثر على شخصياتهم وقد يتخذونها قدوة وهي ليست أهلا لذلك، وإن كان ولابد فأسماء الأنبياء والصالحين هم خير من يقتدى بهم، وقد أوصانا نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام بمراعاة اختيار الاسم إذ قال:” إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم“، ولغتنا العربية لا تخلو من الأسماء الجميلة والمعاني الصادقة.

526 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *