قصة الأميرة الصغيرة وعروس البحر

قصة الأميرة الصغيرة وعروس البحر

قصة الأميرة الصغيرة وعروس البحر مقتبسة من  حكاية ” لماذا ينتحب البحر ؟“، المستوحاة من التراث  الشعبي  البرازيلي من كتاب “كيف أتى الليل” ؟

  يحكي  أن ..

أميرة صغيرة اسمها نور الصباح كانت تعيش في قصر  جميل بجوار البحر، اعتادت أن تطل من شرفة القصر فترى الصبيان والبنات يلعبون بينما هي لا تجد أحدا يشاركها اللعب مما جعلها تشعر بالوحدة، ولا تجد أمامها سوى الجلوس على شاطئ البحر بمفردها.

كانت تستمتع بهدير الماء وكأن البحر يتكلم  معها ويناديها باسمها  وهي تنصت إليه باهتمام.

وذات يوم  وجدت أن هناك مخلوقا يأتي من داخل البحر ويتجها ….وينادي عليها باسمها

لم تنزعج وانتظرت حتي اقترب منها , فوجدته عروس البحر .

ووصلت إليها عروس البحر وسألتها لماذا لم تنزعجي مني فقالت أنا عرفتك جيدا  أنت عروس البحر كانت جدتي تحكي لي حكايات كثيرة عنك وتصفك  لي  ولما رأيتك عرفتك  مباشرة .

قالت لها عروس البحر وأنا اسمي شمس الصباح .

ثم سألتها عروس البحر لماذا  تجلسي هنا وَحْدَكِ ؟

فقالت  لا أجد أحدا يلعب معي .

قالت عروس البحر : سزف آتي كل يوم وألعب معك .ثم أنصرف بعد أن ننتهي من  اللعب .

ولن يراني أحدٌ سواكِ .

فرحت الأميرة بذلك وأصحبت عروس البحر تأتي لتلعب معها علي الشاطيء كل يوم ثم تعود إلي البحر ثانية .

وبعد أن أتمت الأميرة السادسة عشر من عمرها قالت لها عروس البحر : معذرة يا صديقتي الأميرة

لقد انتهت مهمتي  لقد كبرتِ وأنا أيضا قد كبُرْتُ  ,  ولم يعد من الممكن أن  أخرج إلي الشاطيء إلا للضرورة , ولكن غذا احتجتيني فأرجو ان تقفي تجاه البحر وتنادي علي باسمي وسوف أحضر لك علي الفور .

ومرت الأيام , وأصبحت الأميرة عروسا جميلة .

وكان هناك ملك عجوز  قد مرضت زوجته مرضا شديدا وعلمت انها ستموت بعد فترة قصيرة , فأعطت الملك خاتما ثمينا والت له حين اموت فيجب أن تتزوج ولكن لا تتزوج إلا بالاميرة التي يدخل هذا الخاتم في اصبعها بسهولة .

وماتت زوجته وظل يبحث عن أميرة يتناسب حجم إصبعها مع الخاتم  فلم يجد .

وذات مرة وجد الأميرة نور الصباح فجرب إدخال الخاتم في إصبعها فدخل بسهولة .

فطلب منها الزواج .

علمت الأميرة أنه مُصِرٌّ عليها لأنها علمت أنها الوحيدة التي دخل الخاتم في إصبعها بسهولة .

ولكنها كانت لا تقبله فهو عجوز غير مقبول لديها .

ظلت تنتحب كثيرا   , ولكن  لا أحد يشعر بها , وكان أبوها الملك يُشَجعها علي زواجها من هذا الملك لأنه ثري جدا .

جلست الأميرة علي البحر وهي حزينة , ولكنها تذكرت ما قالته لها عروس البحر . فاتجهت ناحية البحر ونادت عليها باسمها , فأتت علي الفور .

وحكت لها الأميرة عن قصتها , فقالت لها عروس البحر :   اطلبي من الملك أن يأتي لك بفستانٍ من الحرير الخالص بلون الأزهار ..

فرحت الأميرة بذلك وظنت أنه سيعجز عن إحضار هذا الفستان فطلبت منه ذلك ..

ظل الملك يبحث عنه حتي وجد فستانا واحدا وكلَّفَهُ ذلِكَ كثيرا جدا ..

حزنت  الأميرة  كثيرا  واتجهت إلي البحر ونادت علي عروس البحر فأتت علي الفور , فأخبرتها الأميرة بما حَدَثَ فقالت لها اطلبي من الملك أن يحضر لك فستاناً  مصنوعا من الحرير  بِلَوْنِ الحقول .

فطلبت الأميرة من الملك  أن يحضر لها فستانا بلون الحقول كشرط لقبولها الزواج منه .

وبحث الملك عن هذا الفستان كثيرا حتي وجده فاشتراه بثمن كبير جدا  ,  وأحضره إلي الأميرة

فحزنت كثيرا  , ثم اتَّجَهَتْ إلَي عَروسِ البحر ونادت عليها  فأتت لها ,  وأخبرتها  الأميرة بما حدث فقالت  عروس البحر :اطلبي منه أن يحضر لك فستانا مصنوعا من الحرير بلون السماء  ونجومها علي أن يكون هذا هو آخر طلب منه , وفرحت الاميرة بذلك  وطلبت من الملك أن يحضر لها هذا الفستان , وحزن الملك كثيرا من كثرة طلباتها ولكنه وافق لأنه آخر طلب منها ,  وبحث كثيرا عنه حتي وجده واشتراه أيضا بثمن باهظٍ .

حزنت الأميرة  حزنا كبيرا  لأن كل ما طلبته من الملك  استطاع تنفيذه وسوف يتزوجها .

فاتجها علي الفور لعروس البحر وسألتها ماذا أفعل ؟

قالت سوف اجعلك تذهبين إلي جزيرة  في هذا البحر وتلتقين بالأمير الذي  يهواه قلبك فتتزوجين منه  

 ثم قالت لها  : أحضري الثلاثة فساتين التي أحضرها لك الملك . فهي التي ستجعل الأمير يحبك ويطلب الزواج منك ,  وعلي الفور قامت الأميرة بإحضارها , فقامت عروس البحر بوضعها علي الموج وظلَّت تتمتم بكلمات غريبة لم تففهمها الأميرة ,  فظهر علي الفور قارب صغير ..

قالت  لها : اركبي هذا القارب  وذي معك فساتينك الثلاثة وسوف تصلي إلي الجزيرة وتجدي الامير ينتظرك علي شاطئها ., ولكن   هناك سر لم أعلمك به إلا الآن : إنني اميرة مثلك ولكنني  مسحورة ولن ينحل سحري إلا إذا  تزوجت أميرة الأميرة   وهي أنت بالأمير الذي يستحقها .

ولكن في اليوم الذي تتزوجين فيه من الأمير أن تقولي ثلاث مرات  (شمس الصباح عروس البحر) ساعتها سينحل السحر وأعود أميرة كما كنت . وستكوني قد رددت المعروف الذي قدمته لك .

قالت الأميرة : أعدك أن أفعل ذلك

عادت الأميرة إلي قصرها مسرعة وأحضرت معها الكثير من جواهرها الثمية لكي تتحلي بها حين زواجها من الأمير ووضعتها في صندوق محكم ,  وعانقت عروس البحر ,  ثم ركبت قاربها .

وانطلقت الأميرة بقاربها في البحر , واختفت عروس البحر .

واستمر القارب يسير في المياه حتي وصل بالأميرة إلي جزيرة  جميلة .

 ونزلت من القارب ,  كانت تظن أن الأمير سيستقبلها , لكنها لم تجد أحداً .

وأخذت الحقيبة التي فيها فساتينها الثلاثة وانشغلت قليلا ونسيت صندوق المجوهرات , فدخل القارب إلي المياه دون رجوع  ولم تستطع الوصول إليه .

حزنت لأنها فقدت مجوهراتها الثمينة , وخاصة أنها وجدت نفسها في جزيرة غريبة لا تعرف أحدا .

فكان يمكن أن تبيع جوهرة منها وتشتري طعاما يليق بها ,  قالت لنفسها : يجب عليَّ ان أعمل في أي عملٍ حتي أستطيع أن أحصل علي طعام .

وجدت بعض العمال يعملون في جمع الثمار فطلبت العمل معهم فوافقوا علي الفور ,  وقام صاحب البستان بإعطائها حجرة في بيته لتعيش فيها , وألبسوها ملابس العمال , ولم يعلم أحد شيء عن فساتينها الثلاثة .

وذات مرة كانت تجلس علي شاطيء البحر فمر عليها الأمير فأعجبت  كثيراً وسألها من أنت قالت  أنا غريبة فأعطاها الأمير وردة  ,  وانصرف .

وأقام الأمير حفلا كبيرا في الجزيرة لمدة ثلاثة أيام .ودعي فيه الجميع فهبوا جميعا ما عدا الأميرة لأنها لم تكن تعرف أحدا , ولكنها قررت أن تذهب ودون أن يراها أحد .

  لبست أحد فساتينها الثلاثة وحضرت الحفل فرآها الأمير فانبهر بها , وسألها أظن أنني رأيتك قبل ذلك , ولكنه انشغل عنها بسبب الحفلة .

وفي اليوم الثاني لبست فستانا آخر من فساتينها الثلاثة , ورآها الأمير فانبهر بها وكلمها وسألها من تكوني  ؟   قالت أنا التي قابلتها علي الشاطئ ,  انشغل الأمير عنها أيضا مع ضيوف الحفلة

وفي اليوم الثالث لبست الأميرة  فستانها الثالث وذهبت إلي الحفل , انبهر الأمير أكثر بها واقترب منها وطلب منها الزواج , قالت له قبل أن تعرف من أنا قال  لا يهمني , قالت أنا أعمل في جني الثمار , تعجب الأمير وقال لا يمكن أن تلبس هذه الملابس إلا أميرة , صمتت الأميرة  , قال الأمير :

سوف أتزوجك لا محالة مهما كان شأنك فقد تملك حبك قلبي ثم أعطاها جوهرة ثمينة .

وبعد انتهاء  الحفل طلب الأمير من أمه أن تزوجه من هذه الفتاة التي تعمل في جني الثمار ولكنها رفضت رفضا قاطعا وغضبت كثيرا , طلب منها ان تراها ولكنها رفضت حتي مجرد رؤيتها .

مرض الأمير وعزف عن تناول الطعام وذبل جسمه , ولم يجد أحد  من الأطباء  له دواءً .

وذات يوم اشتهت نفسه تناول ثمار التفاح , فطلب من صاحب البستان ان يرسل له قفصا مليئا بالتفاح , فطلب صاحب البستان من الأميرة أن تقوم بجمع الثمار وتختار اجودها لأنها سترسل إلي الأمير , قامت الأميرة بجمع الثمار وقامت بوضع الجوهرة الذهبية  في القفص فوق التفاح .

وحينما فتح الأمير القفص وجد الجوهرة التي كان أعطاها للأميرة فتحسنت شهيته للطعام وتناول التفاح بنهم  وعادت إليه صحته , وعلمت أمه بما حدث فطلبت منه أن تري الأميرة , فأخذها إلي صاحب البستان الذي تسكن في منزله.

وحينما رأتها أعجبت بها ووافقت علي الزواج منها , وحكت الأميرة لهم عن قصتها .

وأقيم حفل الزواج .., وتذكرت الأميرة ما قالته لها عروس البحر , وبعد الانتهاء من  عقد الزواج قالت الأميرة  (شمس الصباح عروس البحر ) ثلاث مرات . , فانحل سحر عروس البحر وعادت اميرة كما كانت , وذهبت إلي جزيرتها .

وبعد أن تم الزواج من  الأمير طلبت الأميرة من الأمير أن تتجه إلي قصر والدها لتسعده  بخبر زواجها وبعد انقضاء شهر العسل وهو أول شهر من الزواج عدات الاميرة مع الأمير إلي  والدها الملك

فرح الملك فرح شديدا  بعد ان اطمأن علي حال ابنته الأميرة التي غابت ولم يعلم عنها شيء

وندم كثيرا لانه أراد أن يجبرها علي الزواج من إنسان لا ترغب فيه .

396 مشاهدة