الخلفيات والمرجعيات الفكرية والإيديولوجية عند المتعلم

الخلفيات والمرجعيات الفكرية والإيديولوجية عند المتعلم

  الخلفيات والمرجعيات الفكرية والإيديولوجية

الطرائق التقليدية اعتمدت على الأسس الفلسفية الحسية مع الإنجليزي جون لوك الذي يعتبر العقل الطفل صفحة بيضاء وان الاحساس هو المدخل الأساسي لتأسيس لمفهوم ومعرفة وبالتالي فالأفكار والمعرفة التي تتأسس عن طريق الادراكات الناتجة عن مختلف الحواس.
ومن سلبيات هذه المرجعية هو إعادة انتاج مجتمع بشل سكوني واحادي لا ينتج سوى نسخ مكررة من الافراد والنماذج الاجتماعية والثقافية والقيمية التقليدية. كذلك تعتبر الطفل رجلا صغيرا باستطاعته فهم الأشياء من منطق الراشد ويعتبر الذكاء حسب الطرائق التقليدية عبارة عن ملكة معطاة دفعة واحدة، حيث المتعلم يمتلك ملكات طبيعية تتيح له اكتساب المعارف والقدرات عن الطريق التدريس والتدريب.
والطرائق التقليدية كونها قديمة ومتمحورة حول تبليغ المعارف المدرس ومبادئها الأساسية تقوم على التبسيط من البسيط والجزئي الى المركب والكلي كما تعتمد على الحفظ وعلى التذكر عند التقويم والاعتماد على السلطة والعقاب.
اما بالنسبة الطرائق البيداغوجية الحديثة والفعالة فإنها اعتمدت على بعض الأسس الفلسفية التي تعود الى نهاية القرن الثامن عشر مع التوجه الإنساني لجان جاك روسو التي احدث ثورة كوبرنيكية في التربية والبيداغوجيا وسيكولوجية الطفل وذلك انه جعل الطفل محور الاهتمامات التربوية, اذ دعا الى احترام الطبيعة الطفل واحترام إيقاع النمو الطبيعي لنشاطات الطفل ولقدراته واهتماماته زمن التطورات التي عرفتها الأوربا نهاية القرن التاسع عشر, بحيث لم يعد ينظر الى المجتمع والثقافة على انهما أشياء ثابتة عبر الزمان والمكان, وانما اصبح ينطر اليهما باعتبار بنيات دينامية خاضعة لمبدا التطور والتجديد وطهرت الخلفيات البيداغوجية العلمية الجديدة مع السلوكية التي تبحث في قوانين التعلم .
وقد أصبح ينظر الى التعلم عند الانسان والى طرائق البيداغوجية نظرة عقلانية تهتم بما ينجزه التلميذ من سلوكيات يستطيع المدرس ملاحظتها وضبطها والتحكم في توجهها وقياسها.
اذن الطرائق الحديثة فتتمحور بصفة غامة حول نشاط المتعلم وتعلمه الذاتي، ومن مبادئها تكييف المدرسة حسب حاجيات الطفل واعتبار نمو المتعلم ونضجه وتكييف المتعلم حسب كفاءات وقدرات المتعلم، انطلاقا من حوافز المتعلم واهتماماته وتستمد الطرق الحديثة فعاليتها من نظريات التعلم الجشطلت والبنائية والمعرفية وسوسيوبنائية.
والفيلسوف روسو استطاع صياغة عامة حول أهمية طفل واعتباره انه مستقلا يتميز بطبيعة خاصة تميزه عن الراشد ورسو يعتبر الرائد الأساسي للطرائق البيداغوجية الحديثة لإقراره بان لكل طفل إمكانياته الخاصة به وله طرق خاصة في النظر الى الأمور وفي الإحساس بالأشياء.
اذن يمكن القول بان الطراق التقليدية تهتم بالبناء الخارجي وهو تلقين موضوع المعرفة اما طرق الحديثة فإنها تمكن من البناء الذاتي المتعلم.

نظريات التعلم من خلال طرح السؤال المركزي: ماهي عناصر وشروط التعلم؟

التعلم هو النشاط الذي بموجبه يكتسب الفرد المعارف والمواقف والمهارات التي بفضلها يشبع حاجاته ودوافعه واهم عناصر التعلم الوضعية التعلمية والشخص المتعلم وموضوع التعلم.

من أهم شروط التعلم

النضج والتدريب: حيث النضج يرتبط بالمنو والتدريب يرتبط بالتعليم.
الدافعية: التي بدونها لا يتحقق دافع يحفز على التعلم ويشجع الاقبال عليه أي موضوع التعلم الذي يكون عبارة عن أفكار او مواقف او مهارات.
إلى جانب نظريات علوم التربية المعروفة التي يطبقها المدرس لمواكبة حاجيات وبناء قدرات ومهارات المتعلمين هناك نظريات أخرى تساهم بشكل كبير في بسط المعارف المدرسية ومنها:
نموذج كارول حيث يرى بأن التعلم مرتبط بنوعين من العوامل الأساسية عوامل الذاتية تتصل بذاتية الفرد المتعلم حيث يدخل الى تجربة التعليمية وهو مزود بقدرات واستعدادات وخبرات متنوعة وهذه العوامل تتلخص في:
الزمن: وهو الوقت الذي يحتاجه المتعلم لتعلم شيئا ما في إطار الوضعية التعلمية وغالبا ما يختلف هذا الوقت التعلم من المتعلم لأخر حسب قدراته الذهنية، وهذا يرتبط بالخبرة التي تراكمت وكما ترتبط بعملية الفهم أي مدى قدرة المتعلم على فهم نوعية المهمة المطلوبة والوسائل اللازمة للإنجاز تلك المهمة وهناك عنصر اخر وهو مثابرة مرتبط بالزمن التعلم أي كم من الوقت سيقضيه المتعلم في التعلم أي هل سيستمر ام يتوقف التعلم وهنا تكمن المثابرة.
أما عوامل الخارجية ترتبط أكثر بالحصص الدراسية:
الزمن: المخصص في الوضعية التعليمية التعلمية والذي لا ينبغي تجازوه.
النوعية: التعليم والذي يتضمن الطريقة التي يعمل بها المدرس مثل حل المشكلات والتي تقوم على أساس توضيح دقيق للمهمة المطلوبة من المتعلم مراعات مستوى ادراكي للمتعلم.
توفير الوسائل والمواد التعلمية الضرورية للإنجاز مهام التعلم.

   نموذج بلوم يسمى هذا النموذج النسق التربوي بدون أخطاء أي انه يعمل على تقليص الأخطاء الى اقصى حد ممكن مما يتيح لجميع المتعلمين الوصول الى نفس الدرجة من الإنجاز ويضمن هذا النظام حسب بلوم ثلاث متغيرات أساسية تتحكم درجة التعلم:
خصائص المتعلم: مدى امتلاك المتعلم المكتسبات والخبرات التي تجعله قادرا بالفعل على الدخول في تجربة التعليمية جديدة ومستوى استعداد وتحفيز عند المتعلم ليباشر في التعلم.
نوعية التعليم: يتألف من الدليل أي التوجهات والارشادات التي يقدمها المدرس الى تلاميذه خلال العمل.
المشاركة: اشراك التلاميذ مشاركة فعلية في بناء تعلماته.
التصحيح: أي تصحيح مسار التعلم كلما كان ضروريا ونطلق عليه التقويم ومعناه نقيس مدى مواكبة المتعلم للأهداف التي سبق لنا صرحنا بها.
نتائج ومخرجات التعلم: التي ينبغي ان تكون محددة على شكل إنجازات واضحة ومتفق عليها ما ينبغي ان تكون متساوية بين افراد القسم وبدون استثناءات.
الشخصية وانماط التعلمات:يعرف Sheldon الشخصية باعتبارها تركيب دينامي لمظاهر فيزيولوجية من جهة ومظاهر حركية ووجدانية ومعرفية من جهة أخرى.

أنماط المعارف الممكن تعلمها

يقدم بلوم أهم المهارات المعرفية والذهنية في الستة مهارات ذهنية:

التذكر: تخزين المعلومات والمعطيات المختلفة وتقييم هذه المهارة ترتبط بالقدرة على استرجاع تلك المعلومات.
الفهم: معارة عقلية تمكن المتعلم من معرفة ما يتلقاه من المحيط الخارجي من أفكار ومعلومات واشارات ويحتوي الفهم على ثلاث خاصيات أولا التحويل أي تحويل ما تعلمه من صيغته الاصلية الى صيغة أخرى مماثلة في المعنى ثانيا التأويل أي استعمال المعلومات التي تعلمها في إطار المخالف للإطار التي وردت فيها ثالثا التعميم وهو الانتقال بنظرية او مفهوم من اطارها الأصلي الى إطار أوسع.
التطبيق: ممارسة ما تعلمناه.
التحليل: وتعني عزل العناصر والاجزاء لموضوع ما وهي تتجسد في البحث عن عناصر الموضوع والبحث عن العلاقات الرابطة بين العناصر والبحث عن المبادئ المنظمة للموضوع ككل.
التركيب: الجمع والتوليف بين مجموعة من العناصر او الأجزاء لتشكيل نسق يتسم بالكلية والنظام.
عند التقييم: صياغة أحكام قيمة حول الموضوع أو الطرق المستعملة.

360 مشاهدة