السور المكية والسور المدنية

السور المكية والسور المدنية

تقديم

القرآن الكريم هو كلام الله تعالى أنزله على عبده ورسوله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم عن طريق سيدنا جبريل عليه السلام، وقد أوحى الله ببعضه في مكة المكرمة وبعضه في المدينة المنورة ولهذا قسم إلى مكي ومدني.

 واعتمد الفقهاء في تمييز القرآن المكي عن المدني على منهجين أساسيين منهج الرواية والسماع، والمنهج القياسي العقلي الاجتهادي، كما وضعوا ضوابط لأسلوب كل مرحلة.

تعريف السورة المكية

السور المكية هي ما نزل من القرآن الكريم في مكة ويمتاز أسلوبها بقصر الفواصل والإيجاز، مع استعمال خطاب الزجر والإنذار والوعيد، وإقامة الحجج والبراهين العقلية القاطعة على البعث والنشور والاستعانة بضرب الأمثال، كما يظهر فيه التحدي لعرب الجاهلية على فصاحتهم بأن يأتوا بمثل هذا القرآن كما يكثر فيه الحديث عن قصص الأمم السابقة وهلاك المفسدين والمعرضين عن الرسائل السماوية.

أسماء السور المكية

سورة الفاتحة، الأنعام، الأعراف، يونس، هود، الفرقان، الإسراء، الحِجر، النحل، إبراهيم، يوسف، النمل، المؤمنون، طه، الأنبياء، الكهف، مريم، الشعراء، السجدة، لقمان، القصص، العنكبوت، الروم، والمزّمل، الصّافات، سبأ، ص، فاطر، يس، المدثّر، غافر، الزمر، الشورى، فصلت، الزخرف، القيامة، الذاريات، الجاثية، الدخان، ق، الأحقاف، المرسلات، النجم، الطور، القمر، الواقعة، الملك، النبأ، الجن، المعارج، نوح، القلم، الحاقّة، النازعات، عبس، التكوير، المطففين، الانفطار، البروج، الانشقاق، الأعلى، الغاشية، البروج، الطارق، البلد، الفجر، الليل، الشمس، الضحى، التين، والعلق، الشرح، العاديات، القدر، التكاثر، القارعة، العصر، الهمزة، المسد، الكوثر، وقريش، الماعون، الفيل، الكافرون، الإخلاص، الفلق والناس.

تعريف السورة المدنية

وأما السور المدنية فهي مانزل من القرآن بالمدينة بعد الهجرة ويتميز أسلوبها بطول الفواصل ويتناول الأحكام الشرعية بالتفصيل، كما به دعوة إلى القتال في سبيل الله وارساء قواعد المجتمع المسلم وتنظيم علاقاته خارجيا وداخليا، كما يفضح المنافقين ومكائدهم وما يضمرون وتحريف أهل الكتاب لأديانهم.

أسماء السور المدنية

سورة البقرة، آل عمران، التوبة، الأنفال، المائدة، النساء، الرعد، النور، الحج، الأحزاب، الفتح، محمد، الرحمن، الحجرات، الممتحنة، الحشر، المجادلة، الحديد، المنافقون، الجمعة، الصف، التغابن، الطلاق، التحريم، والإنسان، البينة، النصر والزلزلة.

الفرق بين السور المكية والمدنية

وضع العلماء نقاطا محددة لتمييز المكي عن المدني حيث:

ذكر الإمام بدر الدين الزركشي في كتابه “البرهان في علوم القرآن” اختلاف العلماء في ذلك، فقال: اعلم أن للناس في ذلك ثلاثة اصطلاحات:

أحدها: أن المكي ما نزل بمكة، والمدني ما نزل بالمدينة.

والثاني وهو المشهور: أن المكي ما نزل قبل الهجرة، وإن كان بالمدينة، والمدني ما نزل بعد الهجرة، وإن كان بمكة.

والثالث: أن المكي ما وقع خطابًا لأهل مكة، والمدني ما وقع خطابًا لأهل المدينة.

وقال المصنف هشام  بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه: كل سورة ذكرت فيها الحدود والفرائض فهي مدنية، وكل ما كان فيه ذكر القرون الماضية، فهي مكية.

وعليه يحمل قول ابن مسعود لأن الغالب على أهل مكة الكفر، فخوطبوا: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ”، وإن كان غيرهم داخلًا فيها، وكان الغالب على أهل المدينة الإيمان، فخوطبوا: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا”، وإن كان غيرهم داخلًا فيهم.

ونص كلام ابن مسعود هو، كما رواه الحاكم، والبيهقي، وغيرهما: كل شيءٍ نزل فيه: “يا أيها الناس”، فهو بمكة، وكل شيء نزل فيه: “يا أيها الذين آمنوا”، فهو بالمدينة.

قال الزركشي : وقد نص على هذا القول جماعة من الأئمة، منهم: أحمد بن حنبل، وغيره، وبه قال كثير من المفسرين، ونقله عن ابن عباس، وهذا القول – أي: قول ابن مسعود – إن أخذ على إطلاقه، ففيه نظر، فإن سورة البقرة مدنية، وفيها: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ [البقرة:21]، وفيها: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالًا طَيِّبًا [البقرة:168]. وسورة النساء مدنية، وفيها: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ [النساء:1]، إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ [النساء:133]. وسورة الحج مكية، وفيها: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا [الحج:77].

فإن أراد المفسرون أن الغالب ذلك، فهو صحيح؛ ولذا قال مكي: هذا إنما هو الأكثر، وليس بعام، وفي كثير من السور المكية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا.

والأقرب تنزيل قول من قال: مكي ومدني، على أنه خطاب المقصود به، أو جُلّ المقصود به، أهل مكة “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا” كذلك بالنسبة لأهل المدينة. 

ولكل منهما علامات يعرف بها، ذكرها الزركشي بقوله: ومن جملة علاماته:

أن كل سورة فيها: يا أيها الناس، وليس فيها: يا أيها الذين آمنوا، فهي مكية، وفي الحج اختلاف.

وكل سورة فيها: كلا، فهي مكية.

وكل سورة أولها حروف المعجم، فهي مكية، إلا البقرة، وآل عمران، وفي الرعد خلاف.

وكل سورة فيها قصة آدم وإبليس، فهي مكية، سوى البقرة.

وكل سورة فيها ذكر المنافقين، فمدنية، سوى العنكبوت.

564 مشاهدة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *