“السوسيولوجيا بالمغرب: البدايات والتطورات”

الباحث السوسيولوجي المختار الهراس يصرح:
يجب تكثيف البحث العلمي لتشخيص الواقع الاجتماعي.
حاوره: شكري عبدالدايم
أفردت شعبة السوسيولوجيا بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة عبر طلبتها وأساتذتها وعلى مدار هذا الموسم الدراسي2006_2007 ) مساحات للقول السوسيولوجي. انتظم في شكل ندوات، أيام دراسية كان أخرها يوما دراسيا أطره ثلة من الأساتذة الأكفاء :عمار حمداش محمد دحمان عبدالرحيم العطري عبدالرحيم عنبي محمد المرجان ادريس كرم المختار الهراس هم ضوعه “السوسيولوجيا بالمغرب: البدايات والتطورات”.
على هامش هذا اليوم، اقتنصنا الباحت السوسيولوجي الهرس لنباشر معه بعضا من شقاوة السؤال السوسيولوجي فخصنا بالحوار التالي :
سؤال: كيف يمكن للسوسيولوجيا أن تسهم في التأصيل لأسئلة الاجتماعي، مع مراعات ضرورة فهم وتفهم ما يعتمد بالبنيات العميقة للمجتمع من تحولات متتالية لم تأخذ بعد شكلها النهائي؟ وما الذي تمنحه الأدوات والمناهج السوسيولوجية من إمكانيات لقراءة هذه التحولات وتفكيكها؟
جواب: أولا يجب العمل على تكثيف البحث العلمي لتشخيص الواقع الاجتماعي والتغيرات التي تجري الآن في واقع المجتمع المغربي. طبعا لمعرفة السيرورات التي تجري حاليا في مجتمعنا وآلياتها، ينبغي في نظري اعتماد مقاربة منهجية شاملة تستند إلى تقنيات كمية وكيفية في آن واحد. يعني استعمال الاستمارة لدراسة الواقع، وفي نفس الوقت تنويع التقنيات المنهجية وتنويع المصادر أي أن تكون هناك معرفة بالمجتمع صادرة عن الإحصائيات توظيف الصحافة (المقالات الصحفية، البحث الوثائقي).
إلى جانب العمل على إنتاج معطيات جديدة عن طريق العمل الميداني بشقيه الكمي والكيفي.

سؤال: هل يمكن أن نتحدث عن تراكم سوسيولوجي مقعد لمدرسة مغربية في علم الاجتماع؟ وهل تمكنت هذه الأخيرة إن وجدت من خلق قطائع ابستومولوجية من داخلها في مقاربة الجسد الاجتماعي المغربي؟
جواب : أنا لا أرى لحد الآن مدرسة سوسيولوجية مغربية. ما يوجد لحد الآن مساهمات سوسيولوجية هامة؟ تأخذ في اعتبارها السياق الاجتماعي والثقافي، التاريخي المغربي. فالسوسيولوجين المغاربة لم يعودوا يسقطون نماذج نظرية ومنهجية أجنبية على مجتمعهم بل نجحوا إلى حد بعيد في تكيف هذه المقاربات النظرية والمنهجية مع الخصوصيات الاجتماعية والثقافية لمجتمعاتهم، إنه لا يمكن الحديث عن مدرسة بقدر ما يمكن الحديث عن توجه نحو بناء هذه المدرسة بخصوصياتها الدالة عليها.
سؤال: ما الذي يمنح للسوسيولوجيا جدواها الآن؟
جواب: أنا في نظري المساهمة الفعلية في تسليط الضوء على المجتمع وحل مشاكله. فالمجتمع والدولة والمجتمع المدني سيحسون جميعا بأن السوسيولوجيا لابد من وجودها وضرورية بالنسبة لهذا المجتمع، كلما اقتنعت هذه الأطراف بجدوى هذا العلم وذلك بإجراء بحوث ميدانية ذات جودة عالية، سيسهم ذلك في لا محالة في خروجهم من العمى إزاء ما يوجد في مجتمعهم. بحيث أن السوسيولوجيا تمكن من التعريف بالمجتمع والمساهمة والفعل في حل مشاكله، إنها تقدم حلول لبعض المشاكل التي يعاني منها المجتمع.
سؤال: كيف يمكن للجامعة الآن، أن تسهم في تعميق تواصل علمي/معرفي مع المجتمع؟
جواب: يجب بناء شراكات مع المجتمع المدني والمؤسسات الدولية، الجامعات الدولية حيث أن الجامعة إذ لم تنفتح ستموت ، تقوقعها على ذاتها معناه التأخر ، فتطور الجامعة يستدعي الانفتاح على الشركاء بمختلف أصنافهم.
سؤال: هل يمكن للأستاذ الهراس أن يشركنا معه في أخر ما يعتمل بذهنه من أسئلة تهم واقع الحال والمآل بالمغرب؟
الجواب: المجتمع المغربي يتغير بسرعة، وهذا التغير يستدعي تكثيف البحث لمعرفة ما ينتج عن هذه التغيرات من آثار وانعكاسات ونتائج.
أعتقد أن الآفاق بالنسبة للمجتمع المغربي واعدة، لأن لا يمكن الحديث عن تنمية هذا المجتمع دون اعتماد تنمية بشرية تتناول الإنسان في كل أبعاده الاجتماعية والاقتصادية، أعتقد أنه كلما أصبح الإنسان في مركز السياسة التنموية في المغرب، فإن ذلك سيدعوا إلى الكثير من التفاؤل بخصوص المستقبل

488 مشاهدة