جرجة القائد الرومي الذي استشهد في معركة اليرموك يوم إسلامه

جرجة القائد الرومي الذي استشهد في معركة اليرموك يوم إسلامه

في معركة اليرموك بين المسلمين و الروم، تقدم أحد قادة الروم و يسمى جرجة، وطلب مقابلة القائد خالد بن الوليد -رضي الله عنه- قائد المسلمين

فخرج إليه خالد -رضي الله عنه-، فقال جرجة: يا خالد اصدقني ولا تكذبني فإن الحر لا يكذب، ولا تخادعني فإن الكريم لا يخادع المسترسل بالله، هل أنزل الله على نبيكم سيفاً من السماء فأعطاكه فلا تسلّه على قوم إلا هزمتهم؟
خالد : لا.
سأله جرجة: فيم سميت سيف الله المسلول؟

رد خالد: إن الله عز وجل بعث فينا نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فدعانا فنفرنا عنه ونأينا عنه جميعا، ثم إن بعضنا صدقه وتابعه وبعضنا باعده وكذبه، فكنت فيمن كذبه وباعده وقاتله، ثم إن الله أخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به فتابعناه، فقال : ” أنت سيف من سيوف الله سلّه الله على المشركين”، ودعا لي بالنصر، فسميت سيف الله بذلك، فأنا من أشد المسلمين على المشركين.

قال جرجة: صدقتني، يا خالد.. أخبرني إلام تدعوني؟
أجاب خالد: إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، والإقرار بما جاء به من عند الله .
فسأل جرجة: فمن لم يجبكم؟
قال خالد: فالجزية، ونمنعهم.
قال جرجة: فإن لم يعطها؟
قال خالد: نؤذنه بحرب ثم نقاتله.

قال جرجة: فما منزلة الذي يدخل فيكم ويجيبكم إلى هذا؟
أوضح خالد: منزلتنا واحدة فيما افترض الله علينا، شريفنا ووضيعنا، أولنا وآخرنا .

استفسر جرجة: هل لمن دخل فيكم اليوم يا خالد مثل مالكم من الأجر والذخر؟
رد خالد: نعم وأفضل؟
سأل جرجة: وكيف يساويكم وقد سبقتموه؟
شرح خالد: إنا دخلنا في هذا الأمر وبايعنا نبينا -صلى الله عليه وسلم- وهو حي بين أظهرنا، تأتيه أخبار السماء ويخبرنا بالكتب ويرينا الآيات، وحق لمن رأى مثل ما رأينا وسمع ما سمعنا أن يسلم ويبايع، وإنكم أنتم لم تروا ما رأينا ولم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والحجج، فمن دخل في هذا الأمر منكم بحقيقة ونية كان أفضل منا.

قال جرجة: بالله، لقد صدقتني ولم تخادعني ولم تألفني؟
قال خالد: بالله لقد صدقتك، وما بي إليك ولا إلى أحد منكم حاجة، وإن الله لولي ما سألت عنه.
قال جرجة: بالله لقد صدقتني ولم تخادعني ولم تألفني، علمني الإسلام يا خالد.

فقال خالد : قل أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله.

فقال جرجه ذلك، وصلى ركعتين ثم قاتل مع المسلمين ضد الروم، واستشهد في ميدان القتال، ولم يسجد لله في حياته إلا في الركعتين اللتين صلاهما، وحقق المسلمون نصرا مبينا كان له بالغ الأثر في الفتوحات الإسلامية.

المصدر: من كتاب الـبـدايـة والـنهـايـة، للإمام الحافظ ابـن كـثيـر.

684 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *