القراءة السريعة : تقنية لاكتساب الطلاقة والسرعة القرائية

القراءة السريعة : تقنية لاكتساب الطلاقة والسرعة القرائية

هذه سلسلة من مقالات تربوية تنشر حصريا بالتعاون مع موقع معين المعرفة والباحث و المؤطر التربوي محمد فصيح، جميع الحقوق محفوظة (يحظر نسخ القصص ونشرها على مواقع أخرى أو طباعتها).محمد فصيح، باحث ومؤطر تربوي، 28 شتنبر 2020

      كثيرا ما يصادف المبحر في شبكات التواصل الاجتماعي دورات في القراءة السريعة -حيث الاستفادة

 منها بمقابل قد يكون في بعض الأحيان مبالغا فيه -ويعتقد متلقي خطاب الدورة أن بلوغ هدف السرعة

القرائية يحتاج غلى وسائل مكلفة وصعبة المنال، نعم بطبعة الحال مثل هذه الدورات تستغل البرامج

 والتطبيقات الالكترونية والتي تدفع المتلقي لدفع مبلغ الاستفادة.

     معظم هذه البرامج تعتمد على تقنية الإظهار والإخفاء، أو تقنية قلب الكلمات أو تقنية إدراج الزمن في

القراءة … كل هذه التقنيات يمكن لأي مهتم بالشأن القرائي أن يقوم بها عن طريق البطاقات القرائية،

هذه البطاقات توفر عددا كبيرا من الأنشطة المتنوعة لبلوغ هدف القراءة السريعة والذي يتمثل في السرعة

واكتساب الطلاقة ويتجلى هذه الطلاقة في تجميع المقاطع الصوتية كمرحلة أولى وتجميع للكلمات في مرحلة ثانية وحسن الأداء كمرحلة ثالثة.

   ويمكن العمل على هذه البطاقات بشكل تدريجي لبلوغ المراد عن طريق :

     1- إظهار وإخفاء المقاطع الصوتية :

يعد المدرس بطاقات حاملة لمقاطع صوتية بحركات بسيطة ثم بالمدود ثم بالتنوين، يحاول إظهار وإخفاء هذه البطاقات حسب مستوى المتعلمين من جهة -يتحكم المدرس في وقت الإظهار ووقت الإخفاء- ومبدأ التدرج من جهة أخرى -المقاطع المتداولة بكثرة في البداية ثم المقاطع غير المتداولة بكثرة بعد ذلك-

       ملاحظة : يمكن للمدرس أن يحضر دفترا خاصا للمقاطع ويحاول تدريب المتعلمين يوميا على قراءة المقاطع -كل ورقة فيها مقطع يقوم بقلب أوراق الدفتر ويقرأ المتعلمون المقاطع)، مسألة إعداد البطاقات ليس بالأمر الصعب حيث يمكن أخذ ورقة نسخ وتقسيمها لأربعة أجزاء.

    2- إظهار وإخفاء بطاقات الكلمات :

يعد المدرس بطاقات الكلمات -من الأحسن في البداية أن يكون الاهتمام بالكلمات المتداولة بكثرة من حروف الجر والضمائر وأسماء الإشارة والموصول- ثم يقوم بإظهار وإخفاء الكلمات متحكما بالزمن حسب قدرات ومستوى متعلميه.

       ملاحظة : يمكن كذلك للمدرس أن يقوم بتخصيص دفتر خاص بهذه الكلمات للتدريب عليها بشكل يومي.

    3- إظهار وإخفاء بطاقات الجمل :

يمكن البدء بإعداد جمل قصيرة -فعل وفاعل أو مبتدأ وخبر- يتحكم المدرس كذلك في زمن الإظهار والإخفاء حسب قدرات متعلميه.

    4- من المقاطع المعكوسة إلى الجمل المعكوسة :

بعد اكتساب الطفل نوعا من الطلاقة في المقاطع الصوتية يمكن للمدرس أن يقوم بتدوير البطاقة حسب الدرجة التي يريدها (180 درجة في البداية ثم 90 درجة أو 45 درجة…) حيث تم إضافة متغير آخر للمتعلم وهو القراءة المعكوسة، في بداية نشاط القراءة المعكوسة يمكن للمدرس أن يبقى مدة زمنية أكبر في الإظهار ثم يخفي ويترك الوقت الكافي لتذكر المقطع الصوتي ثم يتدرج في إنقاص مدة الإظهار.

        نفس الشيء بالنسبة للقراءة المعكوسة على بطاقة الكلمات ثم بطاقات الجمل مراعيا مبدأ الملاءمة ومبدأ التدرج.

   5- النص ومدة القراءة :

يدخل المدرس متغير الزمن في قراءة النص :

       أولا : تحديد الحيز الزمني الخاص بقراءة النص حيث يطلب المدرس من المتعلم داخل مدة زمنية معينة ويكون الفائز هو الذي استطاع أن يقرأ الحيز الأكبر من النص، مع الوقت يمكن للمدرس أن يخفض الزمن المخصص.

       ثانيا : أخذ مدة القراءة حيث يترك المدرس المتعلم يقرأ ويأخذ المدة الزمنية التي أنجز فيها الفعل القرائي والفائز هو الذي قرأ الجزء المحدد في اقصر مدة.

       ثالثا : المدة الزمنية و قراءة النص المعكوس، يدخل في هذه المرحلة المدرس متغير المدة ومتغير عكس النص -أي تدويره بدرجة مختارة-

    6- القراءة والحركة :

يدخل المدرس هنا متغير الحركة، بمعنى أن ينجز المتعلم الفعل الحركي وهو مشوش بحركة معينة، مثلا يقوم برفع الرجل ويقرأ، ويقوم برفع اليد والقراءة، هنا يمكن للمدرس في البداية أن يقوم بإدخال نوع الحركة -والتي تشوش على الطفل- لقراءة المقاطع ثم الكلمات ثم الجمل إلى أن نصل للنص القرائي.

    7- القراءة التناوبية :

يختار المدرس متعلمين أو ثلاث … كل متعلم يحاول قراءة كلمة أو جملة بالترتيب، هذا النشاط تدريب على التركيز وتدريب كذلك على اكتساب السرعة والطلاقة انطلاقا من المنافسة التي يخلقها المدرس، مجموعات مثلا من 3 متعلمين حيث تؤخذ زمن قراءتهم التناوبية والمجموعة التي قرأت في مدة زمنية قصيرة هي الفائزة.

    8- الأداء والطلاقة :

عند التعامل مع الجمل، يمكن للمدرس إعداد جمل مختلفة الأداء (استفهام – تعجب…) ويركز هنا على الأداء والسرعة مع عكس البطاقات.

9- البطاقات ومدة القراءة :

يمكن للمدرس وضع عدد من البطاقات -مقاطع أو كلمات أو جمل- مقلوبة لا يراها المتعلم، بعدها تعطي إشارة لهذا الأخير لبدء الفعل القرائي حيث يقوم المتعلم بقلب كل بطاقة وقراءتها إلى أن يصل لآخر بطاقة،

والمدرس هنا يكون همه هو أخذ مدة قراءة البطاقات ثم الأخطاء، والفائز هو من يحقق وقتا قصير بأخطاء قليلة،

كما يمكن تحديد المدة الزمنية مسبقا وعدد البطاقات المخصصة مسبقا ثم تعطى الانطلاقة إلى نهاية المدة وتحسب

عدد البطاقات المقروءة.

337 مشاهدة