اللغة العربية لغة مقدسة بمكانة عالمية

اللغة العربية لغة مقدسة بمكانة عالمية

اللّغة العربية من أقدم اللغات وأعرقها، وهي بمثابة أمّ لمجموعة اللغات المعروفة باللغات الإعرابيّة، التي نشأت في شبه الجزيرة العربيّة، منها البابليّة، الحِميَريّة، الآراميّة، الحبشيّة والعِبريّة، أو ما سمي حديثا باللغات السامية، وكانت أهم وسيلة اتصال بين الشعوب التي سكنت جزيرة العرب، من عرب بائدة، عرب عاربة، وعرب مستعربة، وعكست مكاسب الأقوام ومفاخرهم، حيث كانوا يميزون بين الناس بفصاحة اللسان، وينال الفصيح مكانة عالية وشرفا ونبلا، وأقاموا لقاءات وتجمعات مفتوحة في الأسواق ويشاركون في منافسات لعرض أشعارهم وإلقاء خطبهم، وسوق عكاظ شاهد على موروث أدبي مزين بحلل من بحور الشعر ومؤطر بألوان من فنون النثر.

ومع ظهور الإسلام ارتبطت هذه اللغة بالشريعة الإسلامية على نحو غير قائم بين لغة من اللغات وشريعة الشرائع،اتصير لغة مقدسة من غير تحريف أو تبديل أو حكر على فئة معينة مثل رجال الدين لتصير لغة كهنوت تقليدية، فهي تخص كل مسلم وإن كان أعجمي اللسان.
استطاعت العربية أن تجمع وتوحد مختلف الأجناس والأعراق على كلمة التوحيد، لتصير لغة عالمية لا حدود جغرافية تحصرها ولا أبعاد زمنية تحدها، وتكون عنوانا لحضارة عظيمة ببعديها المادي والمعنوي.
ومن علو شأن اللغة العربية أنها لغة القرآن الكريم، جاءت راقية بفصاحة منقطعة النظير، لا نقص فيها ولا خلل، وتحوي من الألفاظ ما  لا ترجمة لها في باقي اللغات، مثلا لفظ الجلالة الله، لا يوجد إلا في اللغة العربية أما ما يقابله في اللغات الأخرى فلا يعد أن يكون مرادفا لكلمة الرب أو المولى.
هي لغة أصيلة متجددة نقلت ثقافات الأمم وتواصلت بفضلها الأجيال، ووفرت تربية فكرية وخلقية سامية، فقوة الأمة من قوتها لأنها تحمل مقومات نهضتها داعمة مختلف العلوم كالطب والاقتصاد وغير ذلك.
اللغة العربية لغة واعدة واعية تميز الألسن عن غيرها وتنير العقول بأنوارها، ومن عجائبها أنها قد تؤدي معنى بحرف واحد مثل قِ وهو فعل أمر من وقى، يقي وقاية، فهو واقٍ، أو عِ وهو فعل أمر من وعى، يعي وعياً، فهو واعٍ، وغير هذا كثير.

516 مشاهدة