المنصب عالٍ والمربط خالٍ

المنصب عالٍ والمربط خالٍ

عند تمكن أصحاب النفوس الضعيفة المُنزلقَة وراء أَهْوَائها من افْتكاك المناصب العُليا دون الأخذ بعين الاعتبار المعايير المهنية من جد وعمل، جدية وتميز فضلا عن الكفاءة والاحترافية  وغيرها من المقاييس السليمة والتي أصبحت مُنقرضة في أيامنا هذه فما من سبيل لانتظار رقي وتطور فعلي في قطاع حساس مثل قطاع التربية والتعليم

دائما ما حسبت أن صاحب المنصب العَالي شَخْصيَة ذات مستوى عال، شخصية راقية، قوية تعْشَق عَمَلَها وبالتالي تبدع فيه وتخلص في تقديم الأفضل دوما.

غنه المسؤول الذي يأتي بإضافات و له تأثير أو ذُو كاريزما، لكن للأسف الشَديد صُدمْتُ من مستوى أصحاب المعالي، وطريقة عملهم التقليدية الجِدُ مُتواضِعة ولنقل ذات المردود الضئيل، كُلُ ما يروقهم التباهي بمناصبهم وإشهار الرتبة باستعلاء وحس فوقي، ولولا المنصِب لا يُساوون شيئا فليسوا سوى أصفارا على الشمال.

  لقد وجدت في المسؤول الاسم دون المعنى مضيعا للأمانة، ظالما لا يخاف الله ينصُرُ الظالم ويتمادى على المظلوم، ما يحركه المصالح الشخصية والمكاسب المادية فحسب، يُدافع عن السَارق وعن المُزوَر ولا يُدافع عن السارق والمزور إلا سارق ومُزور مثله كما قال الزعيم نلسون مانديلا .

– جدول أعماله الرداءة، الفساد، التواضُع في العمل، ليس له بُعدُ نَظَر، يُغيَرُ العُمَال ولا يُغير نَمَط العَمَل، ويقدم أشخاصا اكفاء قربانا لغرور الفاشلين، أما الإبْدَاع عنده فعَقيم عقوق، كما قال المفكر الجزائري مالك بن نبي( المقياس بين الأمم لم يَعُد مرتكزا على العدة ،بل على قدر ما يمتلك من أفكار…)  للأسف الشديد لا أفكار يهتم بتقديمها أو بلا شك لأنه مفلس فلا افكار لديه ولا يحسن سوى لغة الخشب كمن عينوه في منصب حساس وهام ليتحكم بمصير أجيال مستقبل أمة.

-كثيرا ما أتساءل عن المقاييس التي تراعى في منح هذه المناصب، وكيف يبقى المسْؤُول على رأْس الهَيْئة رغم غخفاقاته المتكررة، ولا تقدم يُذْكر دون حسيب ولا رقيب .

– دولة مثل الجزائر بحجم قارة، إمكانيات مسؤوليها على الأقل القطاع الذي أنتمي إليه (قطاع التربية والتعليم) محدودة بحجم قارورة ماء معدني بسعة0.5ل!! ، فشتَان بين القارة والقارورة!!.

– في الحقيقة أنَني صُدمْتُ في مَلْمَح المَسْؤُول في هذا المجال الهام، وأتَمَنى أنْ يَرْقىَ اخْتيَار هَؤُلاء المَسْؤولين إلى الجدية بتقدير الكَفَاءة الفكْرية، العلْميَة والعملية، الثقافية والأخلاقية، إضافة إلى الفِكر البنَاء، الخلاَق و المُبْدع  وتَتجسد مَقُولَة الرجُل المُنَاسبْ في المكان المُنَاسبْ واقعا ملموسا لا مجرد خطابات فلسفية سريعا ما تطوى ويغلق عليها في أدراج المكاتب.

فقد أصاب الشاعر أبو العتاهية في قوله:


وبعضُ الكلام كبعض الشَجر   جَميل القوام شَحيحُ الثَمر

وخيْر الكلام قليل الحُروف     كَثير القُطُوف بليغ الأثَر

وفَرْزُالنُفُوس كفَرْز الصُخُور   ففيها النَفيسُ وفيها الحجَر

وبعض الوُعُود كبَض الغُيوم    قَوي الرُعُود شَحيح المَطَر

ولو لم تهُز الريَاح الزُهُور        لمَا فَاح عطرٌ ومَات الزَهْر

بقلم نعيمة يحيون: كاتبة مهتمة بالتربية والتعليم

321 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *