اليوسفية ولعنة الحرمان من المؤسسات الجامعية، تساؤلات حارقة

اليوسفية ولعنة الحرمان من المؤسسات الجامعية، تساؤلات حارقة

ما يروج عن برمجة إقامة مؤسسات جامعية في كل أقاليم جهة مراكش آسفي باستثناء إقليم اليوسفية، هو نتيجة حتمية كان لا بد من تحصيلها.

إنه حصاد ما زرعناه في وقت سابق أين كان كل واحد منا يُحِدُّ شفرته لذبح الآخر، لم يدرك أن السكين الكبير سيحز أعناق الجميع.

عندما كنا في زوايا المقاهي نخطط لحروبنا البئيسة، ونستمتع استمتاع أطفال صغار بطلقاتنا العاشوائية، كان الآخرون أكثر حرصا ونباهة خططوا وفاوضوا بثقة من أجل الوصول لما تحقق لهم اليوم.

لن نلقي باللائمة هذه المرة على الدولة كما جرت العادة، لن نتهم أحدا بإقصائنا والانتقام منا، وإنما علينا بجدية محاسبة أنفسنا بسؤال الفعل المنجَز من قِبَلِنَا، ماذا قدم ممثلو الإقليم في مجلس الجهة؟، وما البرامج التي ناضلوا من أجل تنزيلها على أرض واقع الإقليم اليتيم. استنباتها في أرضه القيعان؟، ما دور برلمانيَي الإقليم؟، لماذا لم نسمع لهما وعنهما أي تحرك بهذا الصدد؟، لماذا لم ينظما طيلة ولايتهما، ولو لقاء واحدا للتواصل مع الساكنة والاستماع إلى نبضها، ووضع خارطة طريق مشتركة لطرد نحس التنمية المؤجلة والمشاريع المسوفة؟، أين مجلسنا الإقليمي، وما موقعه من إعراب التنمية المحذوفة؟، أين هي مجالس الإقليم المحلية؟، أين هم مستشاروها؟..تساؤلات كثيرة قد تطول بها القائمة، ولكن الأولى كان التئام كل هذه الأطراف الفاعلة لنفض الغبار عن إقليم غاص حتى الآخر في حفرة النسيان، ولم يجد بواكي يندبون حظه، ويرممون بدموع الغيرة والطموح تشققاته وشروخاته التنموية التي توشك أن تَهُدَّه وتطرحه أسفل سافلين؟.

أين من ملؤوا الدنيا ضجيجا وأغرقونا بصورهم أمام بوابة وزارة التعليم العالي، وملؤوا الفيسبوك زغاريدا بفتحهم المبين وهم يزفون إلينا بشارة التقائهم بالوزير أو بكاتب الوزير، وينقلون بسذاجة كلاما عابرا على مقاس فهمهم المحدود، ليلبسونا إياه نحن كذلك، ويحولونا وإياهم إلى أضحوكة للعالمين.

ونحن على مشارف موسم الحملات الانتخابية لا نريد وعودا جديدة، فقد أتخمنا إلى حد القرف بها، اكتفوا فقط بتقديم وجبة وعودكم السابقة، وقولوا لنا ما الذي جعل مرقها يتبخر وحولها إلى رماد، أما نحن سكان الفيسبوك فيكفينا من كل هذا أن نتتبع خطى بعضنا، وأن نجعل هدف العمر نصب الشِّرَاك لبعضنا بعضا، وانتظار سقوط بعضنا على أحر من الجمر، وإن تحقق المراد، فلنعلق الأمل من جديد على سقوط آخر لضحية أخرى، ولا بأس أن نُتبِّلَ طبخاتنا بكل بهارات الحقد الدفين والخبث والكراهية والدسائس الظاهرة والخفية، لا بأس أن نسعى إلى التفرقة بين بعضنا بعضا، وأن ندس الوشايات الكاذبة في طبق أحاديثنا (القَهْوَجِية) المتدنية لكل واحد منا، وأن نقضي سواد ليالينا في وضع مخططات تنمية منسوب الحقد ورفع فاعلية الغل لنحصل في الأخير على تتويج الطرد من رحمة الاحتضان الجامعي، والبقية تأتي، وكأن هذا الحرمان رسالة إلينا جميعا، تقول لنا: استمروا في لهوكم، فمازلتم أطفالا صغارا غير مروَّضين، وحين تنضجون سيكون لكم شأن آخر، وستكون لنا معكم لغة أخرى.

أفما آن أن نراجع ما نوشك عليه من سقوط حر نحو الهاوية، ويا للأسف أننا كلنا مسؤولون وكلنا مشاركون لذا جميعنا سنتوج بالفشل إن لم ندرك ونتدارك، أو ليس بيننا رجل رشيد؟

406 مشاهدة