اوجه المقاربة والالتقاء بين النظرية الوظيفية والنظرية الماركسية

اولا: لويس كوزر :
خصص لويس كوزر مؤلفه الشهير بعنوان ” وظائف الصراع الاجتماعي” لتقديم عرض منظم لمجموعة من القضاياالتي تمثل الالتقاء بين افكار النظرية الوظيفية وافكار النظرية الماركسية, كان هدف العالم لويس كوزر هو التدليل على الدور الايجابي للصراع والذي يتمثل في دعم البناء الاجتماعي للجماعات والمجتمعات وتحقيق التوافق والتكيف للعلاقات الاجتماعية.
يرى العالم لويس كوزر ان الصراعات الداخلية المرتبطة بالاهداف او القيم او المضالح والتي لاتتعارض مع الافتراضات الرئيسية التي ترتكز عليها العلاقات الجماعية تكون عادة ذات وظائف ايجابية بالنسبة لبناء الجماعة فهذه الصراعات تجعل من الممكن تحقيق اعادة التوافق والتكيف للمعايير والقوى الاجتماعية داخل الجماعة في ضوء الحاجات التي يستشعرها اعضاء هذه الجماعة الفرعية. وفي الوقته ذاته حينما يقل الارتباط بين اعضاء الجماعة حول القيم الاساسية التي تستند اليها شرعية النسق الاجتماعي فان ذلك يشكل احد مصادر تهديد بناء الجماعة.
يرى العالم لويس كوزر ايضا انه كلما كانت الجماعات اشد تماسكا اشتدت مظاهر الصراع, والجماعات التي يقل فيها التفاعل يكون الصراع الداخلي اقل قدرة على احداث التفكك, اذا يقول كوزر ان التنوع والتباين في انماط الصراع يرتبط ارتباطا عكسيا بشدة هذه الصراعات وحدتها.
يرى كوزر ان هناك نموذجان اساسيان للصراع هما الصراع الواقعي والصراع غير الواقعي, فالصراع الواقعي يعبر عن صراعات تنشا عن احباطات لمطالب او علاقات معينة داخل الجماعة او عدم قدرة على تقدير الاهداف او الغايات, وهذا النوع من الصراعات يمثل وسيلة لتحقيق بعض النتائج او الاهداف ومن ثم يمكن ان تحل محله انماط بديلة للتفاعل.
اما الصراع غير الواقعي فهو لايكون وسيلة لانجاز اية اهداف.

ثانيا: جون ركس:
تعتبر دراسة جون ركس التي اصدرها تحت عنوان الصراع الاجتماعي, حيث بدا بتحليل الصراعات البسيطة ذات الجانبين ثم صراعات السوق والتبادل ثم الصراعات الجماعية وانماط المعارضة داخل النسق الاجتماعي واخيرا يناقش مستويات الصراع القومية والعرقية والطبقية.
حيثان العالم جون ركس يريد ان يصل الى تقديم نوذج لتحليل الصراع يصلح كمدخل من مداخل الدراسة في علم الاجتماع وايضا الى تعديل وجهات النظر الحتمية الطوبائية التي تعالج قضية الصراع بوصفها قضية محورية في النظرية السوسيولوجية.
من وجهة نظري ومن خلال ماسبق نجد ان تاركت بارسونز يرى ان النظام هو القضية الرئيسية ونجد ان العالم ركس يحاول ان يعيد صياغة نظرية الصراع منطلقا من مفهوم القوة الذي يعتقد انه يلغب دورا هاما في الحياة الاجتماعية.
لكي يوضح جون ركس وجهة نظرة نجده يتناول الصراعات التي تعكسها علاقات التبادل و ان هذه النظرية لاتعني ان يتحول المجتمع الى حرب دائمة بين اعضائه وجماعاته ولكنها تفترض وجود ارتباط وتساند بين جوانب النظام الاجتماعي ومن ثم فان الصراع الذي يشهده احد جوانب المجتمع يدعمه صراع في جانب اخر وهكذا.
يرى جون ركس انه يمكن تطييق نظريته على مستويات مختلفة فمن الممكن استخادامها في دراسة العلاقات الفردية الثنائية والعلاقات الكبرى بين التجمعات والمنظمات مثل الطبقات والامم وتمثل العلاقات الاولى ابسط حالات الصراع الاجتماعي وفي هذه الحالات غالبا ما يدور الاهتمام حول العلاقات السخصية المتبادلة.ويحاول ايضا جون ركس يحاول ان يعالج الصراعات الثنائية بين الافراد في المنظمات, وفي الزواج.
حدد جون ركس مجموعة من المتغيرات التي يمكن ان تكون محورا للاهتمام عند اجراء تحليل يستندالى نظرة الصراع والوحدات الاساسية للصراع تضم :
 الصراع الثنائي ( العلاقات بين الافراد ).
 الصراعات الجماعية التي تحددها عمليات السوق.
 الصراع بين الجماعات الكبرى مثل الدول والامم والمجتمعات التعددية.
 الصراع و الانساق الاجتماعية.
ويعتقد جون ركس ان نموذجه يتسم بالشمول والمرونة وانه يصلح بديلا للنظرية الوظيفية التي عجزت عن تفسير توازن القوى.

ثالثا: دافيد لوكوود:
قدم لوكوود دراسات تناولت تحليل بعض المتغيرات المرتبطة بالصراع والطبقات في المجتمع الحديث وكذلك القيم والصراع.
يقول لوكوود ان بارسونز صنع تصورا روائيا للعالم الاجتماعي وذلك بافتراضه الدائم ولاغراض تحليلة ان النظم موجودة في حالة توازن.
لذا فان لووكود يرى انه لامفر من ان يؤكد التحليل على الاليات التي تصون وتحافظ على النظام الاجتماعي اكثر من اهتمامه بتلك الاليات التي تسبب نظاميا الفوضى والتغيير.
كما يرى انه حتى بافتراض التوازن في النظم الا انه يوجد ظواهر سائدة ومنتشرة تعكس عدم الاستقرار والفوضى والصراع والانحراف.
ويقول لوكوود انه لابد من وجود اليات في المجتمعات تجعل الصراع حتميا لامفر منه وعنيفا كذلك في نفس الوقت.
وحيث تمثل هذه القوى اليات الصراع الاجتماعي والتي لابد وان تكون هامة من الناحية التحليلية بهدف فهم وتحليل الانساق والمنظومات الاجتماعية مثل اليات بارسونز الخاصة بالتنشئة الاجتماعية والضبط الاجتماعي.
من خلال هذا سوف نعرض لدراسة لوكود المعنونة بـــ “صغار الموظفين” حاول ان يكشف عن الارتباط بين الجانبين الواقعي او الموضوعي والجانب الذاتي للطبقة, ولقد كشفت دراست لوكوود عن ان الظروف المحيطة بعمل صغار الموظفين تكشف عن فروق جوهرية عن تلك الظروف التي يعيشها العامل اليدويون وهذا التباين في الظروف هو الذي يمنح صغار الموظفين مبررا لتطوير اتجاهات وادراكات مختلفة للبناء الاجتماعي ولموقعهم او مكانتهم داخل هذا البناء.
حيث يرى لوكود ان يعتبر وعيهم هذا وعيا زائفا طالما انه يرجع الى ظروف موضوعية يعيشها هؤلاء الموظفون مختلفة عن الظروف التي يعيشها العمال.
 سعيد الزهراني  http://www.ejtemay.com/showthread.php?t=221

428 مشاهدة