جمعية العلماء المسلمين ..نور أضاء وحارب ظلام الاستعمار 

جمعية العلماء المسلمين ..نور أضاء وحارب ظلام الاستعمار 

في مثل يوم الخامس مايو/ أيار من عام 1931م، أي قبل 91 عاما، وُلدت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي أسسها الشيخ العلامة الرئيس عبد الحميد بن باديس ورفيق كفاحه في العلم الشيخ محمد البشير الإبراهيمي.

كان الإعلان ميلاد الجمعية في “نادي الترقي” بالجزائر العاصمة، وحضر التأسيس سبعون عالما، وانتُخب الشيخ عبد الحميد بن باديس رئيسا للجمعية ولم يك حاضرا، وإن هذا ليشي بمدى ثقة رجال الجمعية في الشيخ الرئيس.

شخصيا كنت كلما مررت بنادي الترقي في العاصمة رفعت رأسي مسافرا بمخيلتي إلى تلكم الأيام العصيبة من حياة الشيخ الرئيس وهو يتحدى الغولة “قمير” (*) .. أتساءل: من أي فولاذ صنع هذا الرجل..!؟؟

ظُلمت الجمعية ولاتزال، وظلمها ذوو القربى أولا.. الجمعية ثارت في وجه فرنسا الاستعمارية بالتعليم الشرعي وتربية النشء، ذلك النشء الذي خاطبه الشيخ الرئيس في قصيده الخالد: يا نشء أنت رجاؤنا**وبك الصباح قد اقترب،
ويقصد بالنشء الأطفال من ذكور وإناث، الذين كان يربيهم، ويقصد بالصباح الاستقلال..

كان على “الظالمين من ذوي القربى” أن يتفطنوا إلى أن الشيخ الرئيس- إلى جانب الحركة الوطنية- كان يعد سلاح “الرجال” لمواجهة المستعمر.. كان الشيخ يرفض فرنسا حتى إنه قال:” لو قالت لي فرنسا قل لا إله إلا الله ما قلتها!”.

وردّ رحمه الله على الشيخ مبارك الميلي في المؤتمر الإسلامي سنة 1936، عندما طلب منه “تفجير ثورة ضد فرنسا”، قائلا: لو وجدت رجلا واحدا يفجرها معي الآن لما ترددت!.

يعني هذا أن الشيخ الوقور كان ناضجا ثوريا في سنوات لم يكن فيها وجود لفكرة ثورة على فرنسا بالسلاح إلا في رؤوس قلة نادرة من الجزائريين..

لقد كان الشيخ الرئيس مرتاحا هانئا رفقة رفيق كفاحه هناك في المدينة المنورة بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم، يدرّسان ويرسُخا في الدين، وكان في وسعهما أن يخلدا للراحة في جوار النبي -عليه الصلاة والسلاموينسيا وطنا اسمه الجزائر..

لكنهما آثرا العودة إلى الوطن ورميا بنفسيهما في نار مجابهة “الغولة قمير”.. أفليست هذه تضحية عظمى قلّ من يفعلها.. ولكن “الظالمين” لا يقيمون لشيء وزنا لأنهم لا وزن لهم.. عقولهم هواء وهباء..

رحم الله الشيخ الرئيس عبد الحميج بن باديس وجزاه وجزى الجمعية وكل أعضائها خيرا على ما فعلت وغفر لها ما دون ذلك.. فلا تُخصوا فحولكم الأحياء منهم والأموات..

 (*)قمير: كناية عن فرنسا، ويقال أنها تعني الأفعى. 


بقلم الكاتب الصحفي: مسعود هدنة، رئيس تحرير موقع زاد دي زاد.

524 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *