حلويات العيد في البلدان العربية

حلويات العيد في البلدان العربية

تقديم

لا يختلف اثنان على فرحة العيد في البلدان العربية والإسلامية، فهي تتضمن عقيدة الأمة قبل أن تكون مظهرا للبهجة والسرور، وكل من عيد الفطر وعيد الأضحى يعقبان ركنيين عظيمين من أركان الإسلام أولهما الصوم والذي يدوم شهرا كاملا وثانيهما أداء مناسك الحج، ليكون الاحتفال بعد استكمال عبادتين جليلتن من كل سنة شكرا لله على تمامهما والعودة للأكل بعد الانقطاع وللديار والأهل بعد الهجرة والبعد، فيعود للنفس ما يفرحها ويسليها.

تعريف العيد

الأعياد من الشعائر التي لها طقوس وتقاليد خاصة حسب معتقدات الشعوب وخلفياتها، فالناّس جبلوا على حب الابتهاج بالاحتفال وإحياء المناسبات وبين المظاهر الدينية والدنوية تمتزج مظاهر الفرح والسعادة.

للمسلمين عِيدانِ سنويان هما عيد الفِطرِ الموافق لأوَّل يوم من شهر شوَّال، وعيد الأضحى في اليوم العاشر من ذي الحجَّة، وليس هناك أعياد حولية غيرهما إذ يعد يوم الجمعة عيدا أسبوعيا.

فالمسلم يبدي سروره بيوم العيد ويقدم التهاني فيقول لأخيه المسلم “تقبل الله منا ومنكم، وغفر لنا ولكم” ليكون تهنئة ودعاء طيبا ليوم مبارك حيث يجتمع فيه الناس وعلى اختلاف أحوالهم لإظهار الفرح.

المناسبة مدعاة للغبطة والانشراح والتوادد وهذا ما يشترك فيه المجتمع ككل، الناس يتعاونون ويتراحمون ويساعد بعضهم بعضا ويتكفل الميسور بدعم المحتاج ماديا ومعنويا، ومن مظاهر الإحسان جمع الأموال وشراء ملابس العيد للأسر الفقيرة فلا تظهر الفروق الاجتماعية  يوم العيد والجميع بأجمل الثياب وأحسن الهيئات، ولا يكاد يميز الفقير من الغني.

حلويات العيد في البلدان العربية
حلويات العيد في البلدان العربية

كما لا يمكن ذكر العيد دون استحضار الأطباق الطيبة التي تعد به وخاصة الحلويات التي تعتبر عنوانا لهذه المناسبة السعيدة.

حلويات العيد

حلويات العيد في البلدان العربية 1

الحلويات هي نوع من الأطعمة السكرية ومنها الشرقية التي تنتمي إلى منطقتي المشرق والمغرب العربيين، أما الحلويات الغربية فهي المعدة في أوربا ويختلف مذاقها ونكهاتها المضافة وكذا طريقة تحضيرها عن سابقتها.

ويخصص من تحضيرات الحلويات قسما للعيد، وهي وصفات تقليدية عربية توارثها الأجيال ولو دخلت عليها بعض اللمسات العصرية في تغيير طريقة التزيين ومزج الألوان إلا أن أصلها يبقى ثابتا.

ففي مختلف البيوت العربية تعكف السيدات على تحضير مختلف أنواع الحلويات إما للاستهلاك العائلي أو التسويق، ومهما تعددت أشكالها واختلفت أنواعها فهي تحافظ على الطابع الراقي للمذاق الأصيل.

الحلويات في البلدان العربية

العائلات العربية لا تستغني عن حلويات العيد في تزيين موائدها وتجميل لقاءاتها العائلية وتجمعاتها الجوارية، وتكاد تكون الأصناف نفسها في كل الدول العربية وحتى ما تعده الجالية في أرض المهجر الذي تحيي به أعيادها الدينية رغم اختلاف العادات والتقاليد عن موطنها الأصلي.

حلويات العيد التونسية

يولي التونسيون اهتماما خاصا بحلويات العيد وعلى اختلاف المنطقة يتنوع الصنف احتفاء بهذه المناسبة، بين القيروان وتطاوين وغيرهما من المحافظات تمتلئ البيوت والأسواق الشعبية والمحلات الخاصة ببيع الأطعمة والحلويات الجافة أو المحشوة ومنها رفيس تونس، المحنشة، كعيكعات السكر وقرن الغزال.

حلويات العيد الليبية

في ليبيا لا يخلو بيت من أشهى الحلويات المحلية بمذاقها اللذيذ وأشكالها المميزة مثل الهلالات الليبية، كعك الزهر الليبي، الكعك الحلو والمقروض.

حلويات العيد الجزائرية

هي صنعة متوارثة في العائلات وتعرف النساء الجزائريات بإتقانهن صنع الحلويات وعلى اختلاف أعمارهن  يتفنن في إعداد حلويات العيد أسبوعا قبل حلوله ليبدعن في تحضير المقروط المعسل والصامصة، البقلاوة، الدزيريات، القنيدلات والتشاراك بنوعية.

 حلويات العيد المغربية

يعرف فن الطبخ وصنع الحلويات بالمغرب رواجا كبيرا وإبداعا حقيقيا مما يجعل وصفاته المتنوعة مطلوبة في مختلف أقطار العالم العربي تتصدرها كعب لغزال، الشباكية المغربية، غريبة والرزيزة.

حلويات العيد في مصر

كعك العيد المصري هو حلوة محشوة بالملبن، والتمر، والمكسرات، ترش في النهاية بمسحوق السكر الناعم، ويعتبر من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد إلى جانب بسكويت العيد وأصابع زينب وأم علي بنكهتها المميزة والتي لا تتغير حتى لو تم الاحتفاظ بها لمدة.

حلويات العيد في السعودية

أحد أشهر أنواع الحلويات التي تحضر خصيصا للأعياد في السعودية هو المعمول الذي يتم حشو عجينته بالتمر لتشكل كدوائر عليها نقوش للتزيين ويمتاز بهشاشته وطعمه اللذيذ، مع إعداد أنواع أخرى مثل الكليجة والحيسا.

حلويات العيد في العراق

يحضر العراقيون عدة أصناف من المأكولات لاستقبال عيدي الفطر والأضحى ولإكرام ضيوفهم وإظهار الفرحة، ومن أشهى وأحلى حلوياتهم التقليدية العريقة الكليجة العراقية، الشكرلمية المزينة بالفستق الحلبي أو شرائح اللوز الرفيعة وغيرها من المكسرات.

حلويات العيد في فلسطين

فلسطين العربية أرض الحضارة والعزة الإباء التي تلوح منها العراقة والأصالة، لا عجب أن تحتضن أحلى وألذ حلويات العيد مثل الحلقوم وعلى إختلاف نكهاته بالفستق أو السمسم أو اللوز أو باقي أنواع المكسرات، فضلا عن المطبق الحلو وحلى البسيمة.

حلويات العيد في سوريا

في سوريا لا يمكن إحصاء أنواع الحلويات لكثرتها سواء في المدن أو الأرياف، وكلها تصنف في قائمة ما لذ وطاب مثل عش البلبل، زنود الست، البقلاوة السورية والمبرومة، ولكم أن تسألوا العالم عن مذاق الحلويات الشامية الشهيرة.

فرحة العيد لن تنطفئ


فرحة العيد قاسم مشترك بين كل المسلمين، تبقى حاضرة بامتياز رغم ما يعانيه الكثيرون منهم في بورما والإيغور وسوريا واليمن والعراق وليبيا وباقي المناطق التي تعيش في ظل الاضطهاد، فما خص الله به المسلم يستحيل أن يجعل السعادة حكرا على غيره فحسب، وهبة العيد تظل حية بكل حلتها ومظاهرها الجميلة البهية وحلوياتها اللذيذة التقليدية ببعض الإضافات العصرية.

حلويات10

513 مشاهدة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *