رفات وجماجم

رفات وجماجم

قد يموت الجسد و تحيا الروح كما تحيا أجساد كثيرة لأرواح ميتة، القول الفاصل لفرنسا الاستعمارية ” لا سواء.. قتلانا في الجنة قتلاكم في النار”.

فَصَلْتَ الرؤوس عن الأجساد.. وسقطت العمائم

فارتقت أرواح الطهر أبراج عليين بلا سلالم

لستُ رفاتا سرقتها.. ولن أكون أبدا جمـــاجم

لست اسمـــا مفردا أو لقبـــا تكتبه على القوائم

أنا الثائر الحر الذي لم يخش في الله لومة لائـم

خاطبت كل معتد.. بلُغة الأسنة والصـــوارم

مضيتُ محتسبا مجاهدا بجلد على هدى أُقَـــاوِم

ومضيتَ مستبدا بالطغيان أيها الغاصب الغاشم

حاملا في جعبتك فتنا…خصوما وأكبر المظالم

ما كنتَ الأقوى ولا الأشجع فأنت الغر الظالم

وما طلتني يوما إلا بوشاية خائن عَبَدَ الدراهـــم

ابن جلدتني من غدر وقابلني بالوجه الجاهم

أهداك رأسي المعبق بالدماء عربون ولاء دائم

ومضيت تبحث عن أسراري مستعينا بكل عالم

دع عنك دراسة الألباب وفكرها بشق الجماجم

وسل عن تاريخي المجيد في السير والمعاجم

اِقرأ لابن العربي في “العواصم من القواصم”

ففي دربي المقدس منارات للتوحيد ومعالم

تعلمْ من عقيدتي وغَيِّرْ معاني مفردات المعاجـم

وستميز على بصيرة الصقور من الحمــائم

ستلقى فرنسا مصنفة في باب الوضاعة والجرائم

حفيد الصحابة أنا ..وسليل السادة الخُضَارِم

عقيدتي هويتي… ولتشهد علي كل العوالم

فطمت بقداسة الجهاد.. فرض للساعة قائـــم

واجبٌ تحرير أرضي من دنس صليبي ظالم

ركبت حبا وطوعا موج بحر الموت المتلاطم

حي أرزق أنا في عليين أحيا بعز في خلد دائم

متاع أبدي.. بحلو المشارب وأطيب المطاعم

ميت أنت.. ملعون بالخزي واقتراف المآثم

محاصرٌ بآهات الثكالى واليتامى في المآتم

لن تنجو ولن تبرأ الذمة من أشنع الجرائم

يوم الحساب مهما طال موعده.. لا محالة قادم

ستنال الجزاء المفروض كلا من أعدل المحاكم

ولتدرك لحظتها أني لست رفات تُسْلَب ولا جماجم

أنا الجزائري الحر.. صانع أروع البطولات والملاحم.


المصدر: موقع زاد دي زاد

321 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *