ريان طفل البئر.. مأساة إنسانية باستغلال إعلامي بشع

ريان طفل البئر.. مأساة إنسانية باستغلال إعلامي بشع

#الطفل_ريان‬⁩، #أنقذوا_ريان، #قلوبنا_مع_ريان، كلها هاشتاغات تتصدر الترند على مواقع التواصل الاجتماعي، تضامنا مع الطفل المغربي ريان الذي سقط في بئر منذ مساء يوم الثلاثاء الفاتح من فبراير/ شباط 2022م، ورغم كل المحاولات لم يتم إخراجه ولحد الساعة تزامنا مع تواصل علمليات الحفر.

وعرفت الحادثة تفاعلا كبيرا في مختلف أنحاء العالم لاسيما في الوطن العربي الذي أكد على لحمة الأمة وتكفلها وقت الأزمات، فالقلوب توجهت بالدعاء والتضرع لله والدعاء لنجاة الطفل وعودته سالما لحضن والدية.

لكن أن يتم استغلال هذه المأساة وتحويلها لمادة إعلامية دسمة بحثا عن زيادة نسبة المشاهدات، من خلال نشر أخبار كاذبة ومعلومات مغلوطة مثل نجاة الطفل، البئر بعمق 62مترا، من دون مراعاة مشاعر الناس ومعاناتهم، والإساءة إليهم من أجل الربح المادي، فذلك هو الانحطاط والوضاعة في المتاجرة بآلام الغير.

على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، يوتيوب، أنستغرام، وحتى المواقع الإعلامية كم هائل من المواد الترويجية للحادثة من غير مراعاة أي مقياس للعمل الإعلامي النزيه ومضدلقية المعلومة، وبتحييد الضمير الإنساني، فالمورد الربحي أهم بكثير.

الإعلام رسالة نبيلة هادفة، بمصدلقية وشفافية لتقاسم معاناة الغير ومشاركتهم بتقديم حلول ومساعدات وتضامن وتكافل اجتماعي، في حين يستغله البعض للاستثمار يستثمرها بشكل استغلالي بشع، يظهرون التأثر، الحماسة والتعاطف، وهم يتمنون أن تستمر المأساة كمرتزقة يسعون وراء أطماعهم المادية فحسب.

فيديوهات والصور تروج لنجاة الطفل ريان، والحقيقة أنها مفبركة وصور لحالات مشابهة في أماكن أخرى تم إنقاذها، وأخرى تتهم والد الطفل بالإهمال واللامسؤولية، تسيء للعائلة ككل، من غير مراعاة مصابهم الجلل والظروف النفسية الصعبة التي يمرون بها.

البحث عن الإثارة واستغلال مآسي الناس، أصبح ظاهرة عادية رغم أنه جريمة أخلاقية بشعة، تخالف الشرع وتعادي القيم، والضجيج المفتعل حول مأساة الطفل ريان والتباكي التمثيلي هو استهزاء واستخفاف بآلام الأخرين، فاتقوا الله وتضرعوا إليه بالدعاء لينقذ الطفل ويرده سالما إلى أهله وذلك أفضل ما تقدمونه له، فمن حوله اتخذوا الأسباب لإخراجه، والله جمع كلمة الأمة بالدعاء لريان وأثبت أنه يستحيل أن تكون إلا جسدا واحدا، فمن رحم المأساة ولد الأمل ليس بإنقاذ ريان بل بإنقاذ الأمة كلها.

469 مشاهدة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *