شهادات مصابين بفيروس كورونا

شهادات مصابين بفيروس كورونا

مقدمة

حسب آخر الإحصائيات لانتشار وباء كورونا عالميا فإن عدد الوفيات تخطى عتبة المليون والنصف، في حين أن حالات الشفاء وصلت 43.30 مليون من بين 76.80 مليون إصابة، وهذه الأرقام تبقى غير دقيقة نظرا لسياسة التعتيم التي تعتمدها إدارة الدول في التعامل مع هذه الجائحة ولا تسمح لحقائق كثيرة بالظهور للعلن، وما يتم تداوله رسميا يظل بعيد عن الواقع.

إجمالي عدد الحالات76,8 مليونحالات الشفاء43,3 مليونالوفيات1,69 مليون
إحصاء جائحة كورونا حتى يوم 21/12/2020

بين مكذب لوجود هذا الفيروس القاتل واتهام الإعلام بتهويل القضية، ومؤمن بنظرية المؤامرة والحرب البيولوجية تبقى الحقيقة واحدة وهي معاناة تنتهي بالشفاء أو تفضي للوفاة.

ورغم أن الأرقام تقر بانخفاض عدد الإصابات بفيروس كورونا مؤخرا إلا أن المرض منتشر وعلى نطاق واسع، ومن الميدان وعلى مدار شهرين تم جمع هذه المعلومات بالتقرب من مرضى تعافوا تماما، وآخرون انتقلوا إلى رحمة الله تعالى، والبقية مازالوا لحد الساعة طريحي الفراش يرجون الشفاء ويتضرعون لله وهم يخضعون للعلاج.

شهادات بعض المتعافين من كورونا

في مستشفى مصطفى باشا بالجزائر وتحديدا في مصلحة الأشعة الطبية جمع من الناس ينتظرون دورهم من أجل إجراء التصوير الطبي بالجهاز الماسح متعدد الشرائط -السكانير (medical scanner) للتأكد من شفائهم التام، وبالاقتراب منهم كانت علامات التعب بادية على أغلبهم، أولهم سيدة أربعينية من حي الشراربة بالكاليتوس شرقي العاصمة تؤكد أنها عادت من رحلة الموت، إذ بدأت تشعر بالدوار ثم بالغثيان وأصيبت بإسهال حاد لم تكن تستطيع القيام، وبمجرد وقوفها تشعر بتعب وتسقط للخلف على ظهرها ولم تعد تحس بما حولها، مما استوجب نقلها للمستشفى حيث أمضت حوالي أسبوعين وتلقت العلاج، وكانت النتيجة بعد الفحص في صالحها حيث تعافت تماما.

“هيدروكسي الكلوروكين”، هذا الدواء الذي أثار جدلا واسعا وسط المجتمع العلمي، إذ نوهت عدة جهات أكاديمية ومختصين في علم الصيدلة أن من آثاره اضطرابات الجهاز المناعي والمغص المعوي والغثيان والتقيؤ ومشاكل الكبد، وحتى الدم”.

أما السيدة الثانية فهي مسنة تجاوزت الثمانين ومصابة بداء السكري النوع الأول (Diabetes mellitus type1) المعتمد على الأنسولين، تقطن بحي تيليملي أعالي بلدية الجزائر الوسطى، جاءت رفقة ابنتها التي أصيبت هي الأخرى بكورونا، وتلقتا العلاج معا في غرفة واحدة بالمستشفى، وتقولان: “ما مررنا به كان عبارة عن أنفلونزا حادة، حيث عانينا من السعال الحاد وضيق في التنفس، وحمى وفقدان للشهية، لكن العلاج كان فعالا”.

وقد تم متابعتهما بالبرتوكول العلاجي “هيدروكسي الكلوروكين”، هذا الدواء الذي أثار جدلا واسعا وسط المجتمع العلمي، إذ نوهت عدة جهات أكاديمية ومختصين في علم الصيدلة أن من آثاره اضطرابات الجهاز المناعي والمغص المعوي والغثيان والتقيؤ ومشاكل الكبد، وحتى الدم”.

كما حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الأطباء في أبريل من وصف “هيدروكسي كلوروكين” لعلاج مرض “كوفيد-19” خارج المستشفيات أو أماكن الأبحاث، بسبب تقارير عن آثار جانبية خطيرة، بما في ذلك عدم انتظام ضربات القلب على نحو خطير والوفاة بين المرضى.

فكثير من الأشخاص لم يتحملوا هذا الدواء وفارقوا الحياة، مما خلق حالة خوف عند المرضى الذين صاروا يتجنبون المستشفيات رغم حالتهم السيئة.

العلاج في البيت

ليست مجرد إشاعة بل هو أمر منتشر بين العامة عن فقدانهم الثقة في تلقي العلاج بالمستشفيات في حال إصابتهم بكورونا، ومنهم من حول غرفة منزلية لقاعة علاج باقتناء أو تأجير جهاز التنفس وغيره من المعدات اللازمة لمواجهة هذا المرض، كما تم تشكيل فرق طبية خاصة بـالكوفيد-19 تتنقل للمنازل تحت الطلب، وتعمل على إخضاع المرضى للعلاج وإرشاد محيطهم لكيفية التعامل معهم ومراقبتهم على مدار 24 ساعة.

هذه الفرق تعمل في كل الأوقات وتنتقل ومعها معدات طبية وسيارة إسعاف، ولكن تكلفتها عالية جدا بالنسبة للمواطن البسيط، غير أن المرضى وذويهم يستعينون بهم تفاديا للذهاب للمستشفى ولو أن بعض الحالات تستوجب نقلها لقاعات الإنعاش بسبب تدهور وضعها الصحي.

معاناة مرضى كورونا

من أغرب ما يمكن سماعه أنه لا وجود لوباء كورونا وأنها مجرد خدعة، وهذا ما يصدر من جماعة شعار #ما_كاش_كورونا، وبكل استهتار يتجاهلون الإجراءات الوقائية ولا يلتزمون قواعد الحجر الصحي مما جعل المرض ينتشر بسرعة وعلى نطاق واسع.

من غير المعقول التهوين من خطر هذه الجائحة العالمية التي تم تسييسها من قبل جهات واستغلتها قوى عالمية كبرى، وتم توظيفها والإشهار لها إعلاميا كل حسب مصلحته والتي غالبا ما تكون مادية.

من غير المعقول التهوين من خطر هذه الجائحة العالمية التي تم تسييسها من قبل جهات واستغلتها قوى عالمية كبرى، وتم توظيفها والإشهار لها إعلاميا كل حسب مصلحته والتي غالبا ما تكون مادية.

إذ تختلف شدة الإصابة بمرض كوفيد-19 من شخص لآخر، ولكن تبقى أولى الأعراض هي آلام على مستوى الظهر، حمى، وسعال مثلما يحدث عند الإصابة بنزلات البرد الموسمية، وهناك من يتجاوز هذه المرحلة بأخذ مضاد حيوي ومسكنات الألم ومخفضات لدرجة الحرارة.

ويزول المرض رغم أنه نتاج فيروس قاتل، الذي يشكل خطورة كبيرة خاصة على أصحاب الأمراض المزمنة والمسنين.

لكن في أغلب الحالات يسوء الوضع الصحي للمصاب، وتبدأ درجة الحرارة في الارتفاع، ونوبات السعال وضيق في التنفس، والإرهاق الجسدي والحرمان من النوم لساعات طويلة خاصة أثناء الليل.

مما يستوجب رعاية المريض 24 ساعة كاملة، وإجراء التحاليل لمتابعة تطور الحالة، وأشد ما يخشاه المريض حدوث في تخثر الدم، لهذا يتم إعطاء حقن لوفينوكس (LOVENOX) من أجل ضمان تمييع الدم وسريانه بشكل طبيعي ومنع تشكل جلطات داخل الأوعية الدموية، فضلا عن أخذ مضادات حيوية قوية منها (زثروماكس إس . دي، Zithromax Single Dose) لعلاج التهابات الجهاز التنفسي بطريقة فورية، إذ يعتمد هذا العقار على تقنية الجسيمات الصغرية، حيث ينتشر الدواء في جسم المريض تدريجيا، وتبلغ كمية العقار التي تصل إلى النسيج المصاب، بعد تعاطيه بـ 24 ساعة، ثلاثة أضعاف الكمية التي تصل إلى النسيج من أي مضاد حيوي آخر.

هذا هو العلاج الذي يتلقاه أغلب مرضى كورونا حاليا، لعل ذلك يخفف من آلامهم الحادة ويسعفهم.

في مشهد محزن ترقد سيدة في السبعين من العمر على سرير وهي موصولة بجهاز التنفس ويحاول إبنها مساعدتها بتخفيض الحمى بالماء والدواء، وقراءة بعض الأدعية لها وهي تنتفض من شدة الألم وتهذي مرات، وبعد مرور هذه النوبات الحموية تخلد للنوم قليلا ثم تستيقظ فزعة مجددا.

وحسب ما يقوله إبنها الذي يلازمها ليل نهار منذ 16 يوما: “عندما أرى أمي بهذا الوضع أظن أنها لحظة الفراق، لكن أملي بالله كبير أنه سينجيها، فأمي تلتزم بإجراءات الحجر الصحي منذ ظهور الوباء لكن قدر الله أن ينتقل إليها الفيروس، كيف وأين لا نعلم.. ولكن على الناس أن يدركوا أن الأمر خطير ويمكن أن يتسبب في الموت وإن لم يكن فالمعاناة كبيرة وصعب تحملها”.

تجاوزت هذه السيدة مرحلة الخطر ولكنها مازالت لحد الساعة تحت المراقبة، وجسمها المرهق لم يتعاف بعد وكذلك نفسيتها، وكل أفراد عائلتها يمرون بفترة عصيبة خاصة أن بقية أبنائها مقيمين في دول غربية ويستحيل عليهم زيارتها بسبب حظر الرحلات وغلق الحدود.

أما السيد (س.ج) البالغ من العمر 43 سنة، والذي من المحتمل أن الفيروس انتقل إليه من وسطه المهني حيث يحتك بالعامة، فيؤكد أن هذا المرض في غاية الخطورة ودفع به للهلاك، بعدما فقد الشهية تماما ولم يعد يرغب بشيء، فقد نالت منه الحمى وأوقعته أرضا في الشارع، ولم يعد يستطيع التحكم بجسده المنهك والمتألم خاصة في الظهر، كما عانى من اختناقات بسبب ضيق التنفس، وفي توضيح له أن ما يمر به أصعب ما مر به في حياته، رغم أن نسبة إصابته لم تتعد 25 بالمئة، لذا فهو ينصح كل من يتصل به بالتزام الحيطة والتدابير الوقائية، لأن تجربة هذا الداء ليست بالهينة كما يروج له البعض ولا من السهل تجاوزها”.

حالات أخرى حرجة كان مصيرها مفارقة الحياة، والمحزن أكثر أنه تم عزل المرضى ولم يسمح لذويهم بالتواجد معهم لحظة الاحتضار أو حتى إلقاء نظرة أخيره قبل الدفن في صناديق مغلقة تماما ومن غير تشييع ولا جنازة فلا يسمح إلا لفردين من العائلة بحضور عملية الدفن التي تتكفل بها مصالح خاصة، فهذا المرض جعل المريض غريبا بين أهله.

إذن وحسب الشهادات الحية للمرضى فإن الإصابة بفيروس كورونا قد تكون مجرد عارض سرعان ما يزول أثره لدى البعض، في حين أن هناك من أكد أنه نجا من الموت المحقق بعدما انتقل لعالم آخر مرعب وكئيب.

كوابيس.. اكتئاب نفسي فهل مع كورونا مس شيطاني؟

مرضى لا تجمعهم أية صلة قرابة أو جوار ومن أعمار مختلفة من كلا الجنسين وبمستويات تعليمية متفاوتة منهم حاملي شهادات عليا، كلهم أجمعوا على رؤية كوابيس متماثلة، حيث عاشوا أحداثا متسارعة ومخيفة أغلبها مشاهد لأموات يعرفونهم ومجهولين أو مخلوقات مخيفة بعضهم يؤكد أنها مرعبة كالشياطين والجن تقوم بملاحقتهم ومحاولة الإمساك بهم، وفور استيقاظهم تكون علامات الفزع بادية عليهم، وحالة الرعب لا تنتهي وهكذا تتكرر تلك الرؤى كلما خلدوا للنوم ولو لدقائق، مما سبب لهم حالة اكتئاب نفسي حاد، واضطراب في التعامل مع من حولهم إما بالتزام الصمت والانقطاع عن التواصل مع الآخرين أو إظهار سلوك عدواني.

“عندما مرض سيدنا أيوب بمرض جلدي، وعندما دعا ربه قال: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ)، فهو اسند المرض إلى الشيطان، فمثلما شياطين الإنس يصنعون فيروسات ويبقون بها على الناس من الممكن أن يكون شياطين الجن يصنعون هذه الفيروسات ويرمونها على الناس”

قد يتهكم البعض على هذا النقل ويجدونها فرصة للسخرية، ولكنها شهادات من المرضى أنفسهم ومن ذويهم، وقد قال الدكتور مصطفى محمود في إحدى حلقاته من برنامج “العلم والإيمان:” أنه من ضمن النظريات التي طرحت أن الفيروس يصنع في الفضاء وترجم بها الأرض، لأنهم عثروا على فيروسات في الفضاء، كما عثروا على حمض الأمينو أسيس، والحمض الأميني هو الوحدات التي من الممكن أن يركب منها فيروسات.

وأضاف: “عندما مرض سيدنا أيوب بمرض جلدي، وعندما دعا ربه قال: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ)، فهو اسند المرض إلى الشيطان، فمثلما شياطين الإنس يصنعون فيروسات ويبقون بها على الناس من الممكن أن يكون شياطين الجن يصنعون هذه الفيروسات ويرمونها على الناس”.

وهذا ما قد يفسر محاولة التأثير على المرضى بفيروس كورونا المستجد وتخوفيهم وإضعاف إيمانهم، وتحطيم نفسيتهم عن طريق الأحلام المزعجة وإحاطتهم بهالة من الرعب، فضلا عن معاناتهم الجسدية بالحمى والاختناق، وغيرها من الآلام.

فالشيطان يجري في جسد ابن آدم مجرى الدم وعليه فقراءة القرآن والأذكار والدعاء وسائل فعالة لتهدئة النفس والخروج من حالة الكآبة التي تصاحب المرضى، وتبعد أي محاولة للشيطان للتخويف والتشكيك فهو لا يمل ولا يستكين منذ خلق آدم عليه السلام.

ويؤكد المتعافون أنهم مازاوا يعانون من التعب الشديد والإرهاق حتى بعد مرور أشهر من تعافيهم التام وتأكيد التحاليل أنه لا وجود للفيروس في عضويتهم.

فيروس لا يُرى قلب الموازين

تغيرت الحياة تماما على وجه الأرض، فقد تم حظر السفر ووضعت قيود صارمة على حركة المسافرين، وتنقل الناس صار محدودا، التزمت العائلات بيوتها، صارت الأسر تأكل من طبخها المنزلي، قلت التجمعات واللقاءات، ألغيت الاحتفالات والمهرجانات.

كثيرة هي الإجراءات التي اتخذت خوفا من انتشار فيروس خفي، أثر على الصحة العامة، والاقتصاد العالمي، والعلاقات الاجتماعية، ومات عدد كبير من البشر من جرائه، ولكنها الحكمة الإلهية التي يبقى العالم عاجز أمامها.
وعليه من الحكمة التعامل مع وباء كورونا من منطلق عقائدي، ودين الإسلام لم يتعارض يوما مع العلم، بل هو من قوم الدرب وأناره بالمعرفة النافعة، والحلول العلمية والعملية الناجعة.

أولا: هذا الوباء هو بلاء للكافر ابتلاء للمؤمن يحل بالمعصية ويرفع بالتوبة والاستغفار.

ثانيا: لله جنود قد تكون أضعف من ضعيف ولا ترى بالعين المجرة ويقدر حجمها بالنانومتر أي أنها متناهية الصغر لكنها تهزم الجبابرة وتكسر غطرستهم، فالصين والولايات المتحدة وغيرهما تلقوا دروسا أكبر من أن يستوعبوها بمعتقداتهم الباطلة وعقائدهم الفاسدة.

ثالثا: هذه المحنة منحة للمسلم إذ أنه إذا احتسب وصبر فله أجر الثبات، وإن توفي فهي له شهادة كما أخبر الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام.

رابعا: الشيطان لا ينفك عن ملاحقة ابن آدم وإضعاف عقله وقلبه، ومحاولة زعزعة إيمانه، ولذلك لا يترك منفذا يمكنه الولوج منه إلا وفعل، ولو كان ذلك بالتأثير عليه في حالة ضعف جسده ووهنه من المرض والاستثمار في أزماته.

خامسا: مهما كثرت الدسائس والمخططات فالله وحده من يدبر أمور الخلق ويقرر مصائرهم ويسير الكون وهو من سخره للإنسان، وهذا يقين المسلم بالله، ولكن اتخاذ الأسباب واجب، الدعاء، الوقاية والعلاج من الأسباب اللازم اتخاذها، وفي الهدي النبوي ما يحث على الحجر الصحي والتداوي.

سادسا: التزام الوقاية طاعة لله وإتباعا لأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيه مصلحة دينية ودنيوية، وكل مخالفة لها تبعاتها، ومن علم فليزم.

سابعا: وأخيرا كورونتنا غير كورونتهم، فالمسلم الذي يطاله هذا الوباء حاله ليس كغيره من ملاحدة أو مشركين، ومهما حاول العابثون التلاعب وتغيير المفاهيم تبقى الحقيقة واحدة، لا ملجأ من الله إلا إليه، ووحده من سيرفع البلاء وييسر لإيجاد الدواء لهذا الوباء.


القراءة من المصدر بتصرف وإضافة تحديثات.

390 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *