فرحة عيد الفطر وجائحة كورونا

فرحة عيد الفطر وجائحة كورونا

الأعياد من الشعائر التي تبنتها الأمم والحضارات، فكل البشر قد جبلوا على طبيعة حب المناسبات وإحيائها، ولكل عيد مظهره الخاص دنيوي محض أو ديني يعبر عن عقيدة الشعوب.

كل عام يعود العيد ويفرح به المسلمون فيهتمون بإبراز مظاهر الاحتفال التي مازالت حاضرة في البيوت وإن غابت عن الشوارع، فتحضير حلويات العيد وتزيين المنازل ومساعدة المحتاجين أهم ما يميز البلدان الإسلامية هذه الأيام، فالفرحة بالعيد طاعة كما كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم، إذ يظهر البهجة ويدعو إليها، فعن  أنس بن مالك  – رضي الله عنه – قال: “قَدِم النبيّ  صلى الله عليه وسلم  المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما: يومَ الفطر والأضحى” رواه أبو داود .

رغم تغير الظروف بسبب جائحة كورونا واتخاذ إجراءات جديدة أثرت على الحياة الاجتماعية وطالت أداء الشعائر الدينية إلا أن العيد سيهل ومعه الفرحة التي ينتظرها المسلمون كل عام بعد إتمام طاعة عظيمة وإنقضاء شهر الصيام والقيام يستحيل أن يسلبها فيروس كوفيد-19.

ما من داع للحزن ونشر الكآبة بسبب الحظر والذي كان من الممكن رفعه من أجل أداء صلاة العيد في الساحات العامة مع فرض إجراءات احترازية مثل وضع الكمامات، إحضار سجاد فردي خاص من البيوت وترك مسافات بين المصلين فضلا عن تخفيف الصلاة وإيجاز الخطبة، إلا أن صلاة العيد ستكون في البيوت.

حتى ولو أغلقت بيوت الله فإن أبواب رحمته لن تغلق وسيحمل العيد معه السلوى وتقديم التهاني، ويهنئ المسلم أخاه السيلم بقوله “تقبل الله منا ومنكم، وغفر لنا ولكم” فالمناسبة مدعاة للغبطة والانشراح والتهنئة وهذا ما يشترك فيه المجتمع ككل، وهي فرصة للتعاون والتراحم وتقديم المساعدة المعنوية والمادية.

فرحة العيد تبقى حاضرة دوما لأنها هبة من الله للجميع، ومن حق كل مسلمي العالم أن يفرحوا بالعيد رغم جائحة كورونا، والقصف والحصار والمعاناة حتى يمن الله بالفرج وما ذلك على الله بعزيز.

وعلى اختلاف الجنسيات وتباين الألوان وتمايز الأعراق وتنوع الألسن تبقى ألسنهم عقيدة التوحيد والإقرار برسالة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم تجمع بين كل مسلمي العالم لتظل فرحة من تعظيم شعائر الله.

490 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *