قصة نجاح البروفيسور الجزائري بلقاسم حبة صاحب 1500 براءة اختراع

قصة نجاح البروفيسور الجزائري بلقاسم حبة صاحب 1500 براءة اختراع

تقديم

عندما يتحالف العلم والعمل فلا بد من ميلاد إنجازات عظيمة تعود بالنفع على العالم، وهذا تماما ما نفع به البروفيسور بلقاسم حبة أحد أبرز عباقرة البرمجيات وعالم الإلكترونيات الدقيقة والذي وجد بيئة ملائمة لدعم تفوقه وموهبته في الولايات المتحدة الأمريكية فأهدى ابتكارات مفيدة وفريدة للمجتمعات، حيث دخل عتبة الـ 1500 براءة اختراع ليكون بحق رائد المخترعين العرب ويفوز بجائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية في نسختها الثالثة عشرة لعام 2019م.

بلقاسم حبة من الجنوب الجزائري إلى الغرب الأمريكي

ولد بلقاسم حبة عام 1957م ببلدية المغير ولاية الوادي (قسم وادي ريغ) 650 كلم جنوب شرق العاصمة الجزائرية، بدأ تعليمه في مسقط رأسه أين درس الطور الابتدائي في المدرسة الابتدائية “علي خليل”ما بين 1963 و1969م، ثم المرحلة المتوسطة من 1969 إلى 1973، ثم انتقل إلى تقرت بولاية ورقلة للالتحاق بثانوية “الأمير عبد القادر” ليواصل تعليمه بها مابين سنتي 1973 و1976 ويتحصل على شهادة البكالوريا ويدخل بعدها إلى جامعة العلوم والتكنولوجيا بباب الزوار ليتخرج منها بشهادة الدراسات العليا في الفيزياء عام 1980 ويحصل على منحة إلى جامعة ليلند ستانفورد جونيور (Leland Stanford Junior University)‏ الأمريكية حيث نال شهادة الماستر في علوم المادة عام 1984، ثم شهادة الدكتوراه في علوم هندسة المواد، تخصص الطاقة الشمسية عام 1988م.

وهكذا كانت رحلة البروفيسور بلقاسم حبة التعليمية من ولاية الرمال الذهبية الوادي إلى الولاية الذهبية كاليفورنا حيث سيفسح له المجال ليحصد العديد من الجوائز الذهبية ويكتب اسمه بماء الذهب على كل أعماله.

بلقاسم حبة بين البحث والاختراع

في عام 1988م بدأ بلقاسم حبة مشواره المهني كباحث ومخترع في مجال تطبيقات الليزر والالكترونيات الدقيقة بمركز أبحاث توماس جي واتسون “Thomas J.Watson Research Center” بالولايات المتحدة الأمريكية التابع لشركة المؤسسة الدولية للحاسبات الآلية (آي بي إمIBM ).

لكنه أبى إلا العودة للجزائر وخدمة بلده فعمل كأستاذ بجامعة 1990 “محمد خيضر” ببسكرة 400 كلم شمال شرق الجزائر العاصمة ليغادرها بعد سنة إلى اليابان.

في 1991 صار بلقاسم حبة باحثا ومخترعا بمركز بحث شركة إن إي سي ( Nippon Denki Kabushiki Gaisha) أي شركة كهرباء اليابان المساهمة والتي كان اسمها قبل عام 1983 شركة كهرباء اليابان( NEC Nippon Electronic Corporation) بميناتو في طوكيو اليبانية.

أما عام 1996 فقد انتقل إلى أمريكا وشغل منصب نائب رئيس شركة TESSERA (شركة حلول إلكترونيّة) ومسؤول البحث والتطوير.
في 1997 اندمج كباحث ومخترع لدى شركة رامبوس إنكوربوريتد ( Rambus Incorporated) وهي شركة تكنولوجيا أمريكية تصمم وتطور وترخص تقنيات وهياكل واجهة الرقائق المستخدمة في المنتجات الألكترونية الرقمية حيث ساهم البرفيسور بلقاسم حبة في تطوير جهازي ألعاب الفيديو بلاي ستيشن 2 و3 (Playstation 2 et 3) وتكلف بتصغير حجم الكاميرات.
وفي 2002 ساهم في إنشاء شركة سيليكون بايب (SiliconPipe Inc) وهي شركة ناشئة تعمل في أجهزة الاتصال العالية السرعة (high-speed interconnect startup) في وادي السيليكون بالمنطقة الجنوبية من منطقة خليج سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة.

إنجازات وتكريمات العالم بلقاسم حبة

الإرادة والذكاء، الجد والمثابرة، الموهبة والتميز كلها صفات لازمت الدكتور بلقاسم حبة منذ صغره، ليصل إلى جمع رصيد بـ 1500 براءة اختراع في مجال التكنولوجيا والالكترونيات الدقيقة، فضلا عن نيله عدة تكريمات وجوائز محلية وعالمية.

فقد نال لقب أفضل مخترع في شركة NEC اليابانية لسنة 1992، وأفضل مخترع في شركة Tessara الأمريكية لسنوات 2004، 2005، 2006، 2007 على التوالي.
كما انضم لقائمة المخترعين المئة الأكثر إنتاجا في العالم لسنوات: 2008، 2012، 2014، 2015.
واشتهر بمشاركة في العديد من المؤتمرات والبرامج والمحافل العلمية في مختلف بلدان العالم.

ويعد العالم بلقاسم حبة أحد أهم العلماء الناشطين في دعم البحث العلمي في بلده الجزائر والوطن العربي، فهو أحد أبرز مؤسسي المؤسسة الجزائرية الأمريكية للثقافة والتربية والعلوم والتكنولوجيا (AAF-CEST Algerian-American Foundation for Culture, Education, Science and Technology).

وشارك في تأسيس ودعم مبادرة الشركات الجزائرية الناشئة Algerian Start Up initiative ASI.

كما أسس موقع مخترعون جزائريون (Algerian inventors) عام 2007.

حصل البروفيسور بلقاسم حبة على جائزة R&D 100 Award for the fold-over technology سنة 2003 لتطوير تقنية الطي.
جائزة الباحث العربي لسنة 2007 المنظمة من قبل تكنولوجيا الوادي Techwadi.
قام بافتتاح بورصة ناسداك مؤشر سوق الأوراق المالية Nasdaq سنة 2007.
ونال جائزة فروست آند سوليفان (Frost & Sullivan Award) سنة 2013.

وكرم العالم بلقاسم حبة من قبل مؤسسة وسام العالم الجزائري في سنة 2015، وقد روى بمرارة كيف أنه ترك الجزائر مكرها بعد عدة عقبات حالت دون تقدمه في البحث وتحقيق نتائج ميدانية ملموسة، وأورد حادثة أثرت فيه كثيرا حيث قال أنه بعد عودته إلى الوطن والتحاقه بجامعة في الجنوب الجزائري بحثا عن المساهمة في خدمة البلد، وصل ذات يوم للجامعة مبكرا وأراد الدخول، فرفض عون الأمن أن يدخله للجامعة بحجة أنه لا يعرفه وعليه الانتظار حتى يأتي من عون الأمن المناوب عنه، فصدم البروفيسور بلقاسم حبة من هذه المعاملة لتضاف هذه القصة إلى أسباب أخرى دفعت به لمغادرة الوطن الذي مازال يطمح للمساهمة في بنائه وتقديم الأفضل له حيث يقول:” كل الأعمال و النجاحات لا تساوي شيئا أمام تقديم خدمة للوطن”.

من أقوال العالم بلقسام حبة

تجربة البروفيسور بلقاسم حبة وخبرته ونبوغه لم تكن حكرا على اختراعات علمية تكنولوجية بل امتدت لحكمة وأقوال عظيمة وعملية حيث له عدة مقولات شهيرة ومحفزة منها:

  • الاختراع هو أن تجد حل تقني لمشكلة ما في المجتمع.
  • لكي تكون مؤسسة إنتاجية ناجحة يجب حضور مفكرين و توفر استثمار بالإضافة إلى ثقة الزبائن في المنتوج.
  • الفكرة الكبيرة لا تبنى إلا بمجموعة أفكار بسيطة.

وقد صدق البروفيسور بلقاسم حبة فقد بدأ بسيطا وصغيرا ليصير كبيرا ومتفوقا بل من أعظم علماء العالم وأنجحهم ولم يبخل عن مقاسمة تجربته الجادة والنافعة مع الآخرين.

محاضرة تحفيزية رائعة من د. بلقاسم حبة 2021


الصورة المرفقة من الصفحة الرسمية للبرفيسور بلقاسم حبة

738 مشاهدة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *