قصة ذي القرنين

قصة ذي القرنين

فى سورة الكهف تم ذكر ذي القرنين وقصته مع قوم يأجوج ومأجوج 

واليوم نعرض المعلومات المتوفره عن قصه ذي القرنين

اختلف المفسرون في اسم ذي القرنين، ونسبه، وزمان وجوده، وسبب تلقيبه بذي القرنين. لقد تضاربت أقوالهم وآراؤهم, وتعارضت أدلتهم, واعتمد الكثير منهم على الإسرائيليات، والخرافات والأساطير, والروايات الواهية, والأخبار الكاذبة.

وعندما طالعت الكتب التي تحدثت عن ذي القرنين خرجت بنتيجة وهي: لا يمكننا الجزم بتحديد شخصية ذي القرنين, ولا تحديد رحلاته الثلاث التي أشار إليها القرآن الكريم, ولا تحديد السد الذي بناه على الكرة الأرضية.

إن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لم يتعرضا إلى تلك التفصيلات, وبما أنهما سكتا عن المعلومات التفصيلية, فلا دلالة يقينية عليها؛ ولذلك يكون كلام المفسرين وأهل التاريخ والعلماء عنها من باب الظن وليس من باب الجزم.

لقد قالوا: إن ذا القرنين هو الإسكندر المقدوني اليوناني؛ وذلك لأن البلاد التي استولى عليها الإسكندر امتدت إلى مشارق الأرض ومغاربها. وقيل: هو قورش الإخميني؛ لإجماع المؤرخين على عدالة سيرته وحسن سيرته في الشعوب والممالك التي استولى عليها. وقيل: إنه أبو كرب شمر بن عمرو الحميري. لقد ناقش الأستاذ محمد خير رمضان يوسف الأقوال السابقة، وخرج بنتيجة أن ذا القرنين لم يكن واحدًا من هؤلاء الثلاثة, ونقد الآراء السابقة نقدًا علميًّا متينًا, ووصل إلى أن: “ذو القرنين القرآني الذي ذكره الله  في كتابه العزيز, وأثنى عليه بالإيمان والإصلاح والعدل, في سورة قرآنية عظيمة, وآيات إعجازية جليلة, وقصة تاريخية نادرة, مليئة بالدروس والعبر, طافحة بالعظات والمبادئ والحكم.

إنه علم قرآني بارز.. خلّد الله ذكره في كتابه الخالد, فاستحق أن ينال لقب “القرآني” وكفى! ولم أشأ أن أقول غير هذا؛ لأنني لم أرَ من أعطى شخصية ذي القرنين حظَّها في التاريخ مثلما أعطى الله  في كتابه العظيم.. إنه الرجل الطوّاف في الأرض, الصالح العادل, الخاشع لربه, والمنفذ لأمره, والقائم بين الناس بالإصلاح, والذي ملك أقاصي الدنيا وأطرافها, فلم يغره مال ولا منصب ولا جاه ولا قوة ولا سلطان, بل إنه بقي ذاكرًا لفضل ربه ورحمته, متأهبًا لليوم الآخر, ليلقى جزاءه العادل عند ربه.

ويكفي أن يبقى ذو القرنين ذلك الشخصية العظيمة في التاريخ, وذلك العلم البارز في العدل والإصلاح والقيادة، ومثال الحاكم الصالح على مر التاريخ, وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, بشهادة الكتاب الخالد”.

تركيز القرآن على الدروس والعبر

إن القرآن الكريم اهتم بإخراج القيم الصحيحة في سيرة ذي القرنين وأعماله وأقواله، مثل:

1- الحكم والسلطان والتمكين في الأرض ينبغي أن يسخر لتنفيذ شرع الله في الأرض، وإقامة العدل بين العباد, وتيسير الأمر على المؤمنين المحسنين, وتضييق الخناق على الظالمين المعتدين، ومنع الفساد والظلم، وحماية الضعفاء من بطش المفسدين.

2- الرجال الأشداء ذوو الخبرات الفنية العالية في النواحي العسكرية والعمرانية والاقتصادية، الذين كانوا طوع بنان ذي القرنين, وكذلك خضوع الأقاليم له، وفتح الخزائن أمامه، وتقديم خراج الشعوب له طواعية, كل ذلك لم يُدخِل في نفسه الغرورَ والبطر والطيش والغواية، بل بقي مثال الرجل المؤمن العفيف المترفِّع عن زينة الحياة الدنيا.

3- الاهتمام باتخاذ الأسباب لبلوغ الأهداف والغايات التي سعى إليها، حيث آتاه الله من كل شيء سببًا فأتبع سببًا.

إن القرآن الكريم في قصة ذي القرنين وفي كل قصصه ركّز على الدروس والعبر والحكم والسنن, ولم يهتم بكثير من القضايا التي لا تنفع الإنسان؛ ولذلك نجد في قصة ذي القرنين كثيرًا من المبهمات التي لا تفيد القارئ، مثل: من هو ذو القرنين؟ وما شخصيته؟ وما حياته؟ وما الزمن الذي عاش فيه؟ والدولة التي حكمها؟ والحروب التي خاضها؟ والبلاد التي فتحها؟ ورحلته الأولى تجاه الغرب؟ وتحديد المنطقة التي وصل إليها؟ وتحديد المكان ذي العين الحمئة؟ وكيف وجد الشمس تغرب فيها؟ وأصل يأجوج ومأجوج؟ وتاريخهم؟ ومناطق سكنهم وإقامتهم بالضبط؟ وغير ذلك من التساؤلات.

527 مشاهدة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *