كن طفلا مثلهم …عندما تكون معهم

كن طفلا  مثلهم …عندما تكون معهم

الأطفال …هم أجمل مخلوقاتٍ على هذه الكرة الأرضيّة ،لهم عالمهم الخّاص بهم،يمرحون يلعبون …ولا يحسبون لأحدٍ أيّ حساب …يضحكون ببراءةٍ ولا يكترثون لما يدور حولهم من أحداث قد تكون مؤلمةً أحياناً.فكيف يفكّر هذا الطّفل؟وما هي الأشياء الّتي تلفت انتباهه؟

يجب الإلتفات أوّلاً إلى أنّ المفاهيم الّتي نعرفها نحن الكبارمن صدق وكذب وحقد و…. لا تكون بعدُ واضحةً عند الأطفال وخاصّةً الأطفال في عمر السّنتين والّذين ما زالوا يتعلّمون ويحفظون الكلمات الجديدة من حولهم ، وهذا ما يفسّر لنا سماعهم يردّدون أحياناً كلماتٍ ويستخدمونها بغير مواضعها الصّحيحة.وللأسف هنا بعض الآباء والأمّهات عندما تبدر من طفلهم كلمةٌ بذيئةٌ يهمّون بضرب طفلهم والطّلب منه عدم إعادة ترديد تلك الكلمة مرّةً أخرى باعتقادهم أنّه هكذا نربّي أطفالنا ،ولكنّ هؤلاء الأهل يجهلون أنّ طفلهم أصلاً لا يعرف معنى هذه الكلمة ،فهو ردّدها لأنّه سمعها من شخصٍ ما ، لا لأنّه غير مهذّب .

فهنا وفي مثل هكذا موقف يجب أوّلاً عدم التحدّث كثيراّ بما ردّده الطّفل لكي لا نذكّره به ، وثانياً والأهمّ يجب أن نتتبّع المصدر الّذي سمع منه الولد هذه الكلمة لأنّه في الأغلب سيكون فرداً من أفراد العائلة .وثالثاً نستطيع تعليمه كلمةً جديدةً ذات قيمة وترديدها على مسامعه دائماً لينسى الكلمة القديمة .

والأكثر أهمّيّةً هنا أن لا نكثر العتاب ونعلّق على الموضوع كثيراً لأنّني وكما أخبرتكم ،فالأطفال في هذا العمر لا تكون معاني الكلمات واضحة لديهم بما فيه الكفاية.

الشّيء الآخر المهمّ في مرحلة الطّفولة هو الّلعب ، والّذي له دورٌ أساسي في تكوين شخصيّة الأطفال،وهنا رسالتي إلى الآباء والأمّهات :العبوا مع أطفالكم كأنّكم في مثل عمرهم ، نعم انزلوا إلى مستوى تفكيرهم ، ولا تتطلبوا منهم أبداً أن يصعدوا هم بتفكيرهم إليكم ، لأنّه بالتّأكيد هذا مستحيل. فمثلاً عندما تلعبون معهم اسألوهم بما يفكّرون ، فعلاً وعند سماعكم إجابتهم سترون أنّهم ينظرون إلى الأشياء بمنظورٍ آخر،أي ممكن أن تقدّموا إليهم لعبةً وتعلّمونهم عليها ولكن بعد قليل ستنصدمون أنّهم غيّروا كلّ قواعد الّلعبة واخترعوا أشياء جديدة .لذا هنا يجب الإلتفات إلى نقطةٍ مهمّةٍ وهي أن لا نلزم الأطفال بالتّقيّد بقواعد الألعاب،دعوهم يكتشفون خبايا الأشياء ،فهذا ينمّي إبداعهم ، ولا تغضبوا إذا اشتريتم لعبة لطفلكم وبعد قليل وجدتموها مقطّعة أو مكسورة ،لأنّه من الطبيعي جدّاً أن يكتشف الطّفل لعبته .ولكن هنا تأتي نقطةٌ مهمّةٌ وهي احضار ألعاب آمنة لهم أي ألعاب حسب أعمارهم فمثلاً لا تشتروا لطفلٍ بعمر سنتين ألعاباً ذات قطع صغيرة لكي لا يبتلعها.

وبالإضافة إلى الألعاب الجاهزة يجب أن لا ننسى أبداً أن نلعب نحن معهم،الغمّيضة مثلاً أو بالكرة ، لأنّ مشاركتكم لهم في ألعابهم سوف يزيد من سعادتهم وإحساسهم بالعاطفة تجاهكم ، وهذا بالطّبع يساعد على بناء شخصيّتهم بشكلٍ سليم.

أعرف أنّ هناك الكثير والكثير لنتحدّث به في هذا الموضوع ولكنّ حاولت قدر الإمكان أن أوصل أهمّ النّقاط الّتي تعتبر أساسيّة جدّاً في بناء عالم الطّفل .

وفي النّهاية ليس المهمّ أن نقرأ الكثير عن كيفيّة تربية الأطفال ، ولكنّ الأهمّ هو تطبيق ما نقرؤه على أرض الواقع .

577 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *