ما حقيقية نشاط نادي الروتاري الدولي؟

ما حقيقية نشاط نادي الروتاري الدولي؟

 نشاط نادي الروتاري

نادي الروتاري الدولي هو ناد ينشط في حقل الخدمات الاجتماعية، يقدم مساعدات إنسانية، يسعى لتحسين العلاقات بين شعوب العالم، يطمح لنشر ثقافة تقبل الآخر والعيش بسلام حسب ما يعرفه القائمون عليه، وهذا ما يبدو من خلال مختلف الفعاليات والمبادرات التي يقوم بها في مناطق عديدة من أنحاء العالم بما فيها العالم العربي، أين ينشط بصفة رسمية وبكل أريحية رغم الانتقادات الكثيرة التي طالته، فما هي حقيقة نادي الروتاري؟

نادي الروتاري.. بين المعلن والمضمر

في الصفحات الرسمية لنادي الروتاري وحتى في الموسوعة الحرة ويكيبيديا يعرف الروتاري على أنه منظمة تطوعية للخدمة العامة أسسه المحامي بول هاريس في شيكاغو عام 1905 للميلاد رفقة ثلاثة من أصدقائه، ويعني اسمه التناوب، لكون انعقاد الاجتماعات يتم بصورة دورية، ويهدف إلى خدمة المجتمع الذي يقع النادي في دائرته، وخدمة أعضائه من خلال توثيق الصلات بين الأعضاء الذين ينتمون لمهن مختلفة، واتسعت عضوية النادي بمرور الوقت لتشمل عام 2006م حوالي مليون ومائتي ألف عضو في 32 ألف نادي من 200 بلد.

أما التعريف الموازي الذي تتفق عليه الكثير من الشخصيات البارزة في العالم الإسلامي من دكاترة وباحثين، فيوضح أن الروتاري هي جمعية تتوافق بشكل كامل مع الماسونية في مسائل الدين، الوطن والسياسة، وتضم رجال الأعمال وأصحاب المهن الحرة، تتظاهر بالعمل الإنساني لتحسين العلاقات بين البشر وتعزيز الروابط الاجتماعية وإحلال السلام، ونشر قيم المساواة، الإخاء، الإنسانية والتعاون بهدف جعل كل الأمم متساوية ولا ولاء لها، كمحاولة لجعل المجتمع لا ديني فيتساوى الجميع ويمكن لليهودي والملحد التوغل في المجتمعات الإسلامية ومن ثمة قبول التطبيع مع الكيان الصهيوني.

كما يؤكد الملاحظون سعى القائمين على النادي للتعرف على أسرار الدول وخططهم الاقتصادية للتحكم في الأسواق المحلية والتدخل في الشؤون الاقتصادية.

إذ يقوم الأعضاء بجمع معلومات عن سياسة البلد وطبيعة المجتمع وميوله الدينية ويرسلونها إلى مركزهم العالمي للتحليل والتخطيط.
ففي العالم الإسلامي يعمل الروتاري وفق مخططات مدروسة لمعاداة القيم الإسلامية ومحاربة عقيدة التوحيد وهدم ركن الولاء والبراء، غم ادعاء نادي الروتاري الحيادية وعدم التدخل في شؤون الدول إلا أنه سارع لمباركة قرار نورية بن غبريط وزيرة التربية والتعليم السابقة في الجزائر بمنع الصلاة في المدارس وهنأها على هذا الانجاز، ليفتضح أمره وحربه على العقيدة.

وفي هذا الشأن أصدر المؤتمر الإسلامي العالمي للمنظمات الإسلامية الذي انعقد بمكة المكرمة عام 1974م قراره الحادي عشر والخاص بالماسونية وأندية الروتاري وأندية الليونز وحركات التسلح الخلقي وإخوان الحرية بأنه:

  • على كل مسلم أن يخرج منها فورًا وعلى الدول الإسلامية أن تمنع نشاطها داخل بلادها وأن تغلق محافلها وأوكارها.
  •  عدم توظيف أي شخص ينتسب إليها ومقاطعته كلية.
  •  يحرم انتخاب أي مسلم ينتسب إليها لأي عمل إسلامي.
  •  فضحها بكتيبات ونشرات تباع بسعر التكلفة.
  •  كما أعلن المجمع الفقهي في دورته الأولى أن الماسونية وما يتفرع عنها من منظمات أخرى كالليونز والروتاري تتنافى كلية مع قواعد الإسلام وتناقضه مناقضة كلية.

حياة المسلم كلها لله ونشر فكرة عمل الخير ومساعدة الغير دون انتظار أي جزاء مادي أو معنوي مخالف لمعتقده حيث أن لكل عمل جزاء قد يكون مضاعفا.

نقاط تواجد الروتاري في العالم

يسعى الروتاري لضم أعضاء بمقاييس معينة من السلك الدبلوماسي ووسائل الإعلام وغيرها من المراكز الحساسة والمؤثرة في المجتمعات، كما يمنع تأسيس أي فروع له إلا بتوثيق من رئاسة المنظمة الدولية وتحت إشراف مكتب سابق.
هناك عدد من الأندية تماثل الروتاري فكراً وطريقة وهي: الليونز، الكيواني، الاكستشانج، المائدة المستديرة، القلم، بناي برث (أبناء العهد) فهي تعمل بالصفة نفسها ولهدف موحد ودقيق.
انطلق نادي الروتاري من الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1905م وانتقل إلى بريطانيا ثم إلى عدد من الدول الأوروبية، وفروعها الرئيسية في لندن وزيورخ وباريس وترتبط رئاسة كل منطقة روتارية على مستوى العالم ارتباطًا مباشرًا بالمركز العام في إيفانستون (أمريكا) عن طريق ممثلها العالمي في الأفرع الرئيسية، وقد غطت أندية الروتاري 200 دولة في العالم.
وتضم منطقة 245 كل من مصر، السودان، لبنان، الأردن، البحرين، قبرص، كما أن لهذه المنظمة أكثر من أربعين فرعاً لدى الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولها نواد في عدد من الدول العربية كمصر أكثر من 23 نادياً والأردن ناديان وتونس والجزائر وليبيا والمغرب 13 نادي ولبنان 5 أندية، وتعدّ بيروت مركز جمعيات الشرق الأوسط.

روتاري الجزائر منذ عهد الاستعمار الفرنسي

دخل الروتاري إلى الجزائر في ثلاثينات القرن الماضي بإشراف الاستعمار الفرنسي، وبعد الاستقلال حاول التوغل والسيطرة على دواليب الحكم وإبقاء التبعية الفرنسية ولكنه لقي مواجهة شرسة من قبل المخابرات الجزائرية، وبالتخفي والدسائس بقي ينشط في الخفاء إلى أن عاد للظهور بصفة رسمية سنة 2008م، حيث أشرف ولد عباس الذي شغل منصب وزير التضامن من 2003م إلى غاية 2010 م وهو عضو بارز في النادي على توقيع اتفاقية مع نادي روتاري والجمعية السويسرية “دوماني” فرع الجزائر، تخص ضبط أدوار وزارة التضامن الوطني بتقديمها وتسهيل كافة الإجراءات الإدارية والقانونية للجمعيتين وتعزيز التعاون بينهم في إطار تشييد وتسيير مركز مساعدة خاص بالمعوقين في ولاية بومرداس، بتمويل قيمته 30 ألف يورو.
وقد ترأس آنذاك الهادي مروابي نادي الروتاري الذي ضم إطارات سامية في الدولة ورجال أعمال، اتخذ من جناح في فندق الأوراسي بالعاصمة مقرا دائما له، ونشَّط دوريا ندوات ولقاءات في فندق سوفيتال مساء كل اثنين، كما يقوم أعضاؤه بأعمال خيرية في فضاءات عمومية وبحضور وسائل الإعلام بدعوات رسمية.

ولكن ذلك ما كان ليمر بسلام خصوصا بعد نشر النادي على صفحته الرسمية نعيا لشيمون بيريز الصهيوني، والتعرض لشخص العلامة عبد الحميد بن باديس –رحمة الله عليه- مما فضح مخططاته ونواياه الخبيثة، وهذا ما أثار غضبا شعبيا ضده فضلا عن تنديد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بدوره في الجزائر، فوجهت نداءها إلى وزارة الداخلية والجماعات المحلية، على أساس أن النادي “يستهدف الجزائر عبر مجموعات تنشط في الداخل على علاقة بالخارج، عن طريق تسخير إمكانيات هائلة”، محذرة من خطر تواجده، بالخصوص على الشباب الجزائري بحكم أنه المستهدف الرئيسي.
ودعت جمعية العلماء وزارة الداخلية دائما إلى “ضرورة التفطن إلى الوضع، قبل أن تتخذ مثل هذه النشاطات منحنى آخر تعجز عن احتوائه فيما بعد، وذلك من خلال إعداد تقارير وتحقيقات بشأن كل الهيئات والنوادي التي تنشط في الجزائر بأهداف غير معلنة على غرار الروتاري العالمي”.
وعليه من الضروري التفطن لمثل هذه النوادي وتوقيف أنشطتها المشبوهة، لأنها لن تتوقف عن عملها في التجسس ورفع التقارير وإثارة الفتن وحتى توجيه الرأي العام لزعزعة الاستقرار والحيلولة دون النهوض بالقطاعات الحساسة وتنمية الدول.

523 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *