محمد الضيف الرجل الخفي الذي يخشاه الكيان الصهيوني

محمد الضيف الرجل الخفي الذي يخشاه الكيان الصهيوني

تقديم

“الرجل الخفي” ليس اسما لرواية كلاسيكية أو فيلم مغامرات أو رعب، إنما هو حقيقة موجودة في أرض فلسطين، رجل واحد سبب الهلع للكيان الصهيوني وزرع الخوف في نفوس المستوطنين اليهود.
نجح هذا البطل في النجاة من سلسلة مخططات ومحاولات اغتيال عسكرية، فلقب بالشهيد الحي، وابن الموت، كما وصفه الكيان الصهيوني بقط بسبع أرواح ورأس الأفعى.
يراه البعض قائدا أسطوريا للمقاومة الفلسطينية، ويعتبره آخرون مقاوما تاريخيا في الصراع مع المحتل، ويهتف المقدسيون باسمه رافعين أصواتهم “حط السيف قبال السيف واحنا رجال محمد ضيف”، إذن فمن هو هذا الرجل الغامض؟

نشأة محمد الضيف

محمد دياب إبراهيم المصري المكنى أبو خالد والشهير بـمحمد الضيف من مواليد 1965م لأسرة فلسطينية لاجئة أُجبرت على مغادرة بلدتها (القبيبة) داخل فلسطين المحتلة، يقال أنه لقب بالضيف نسبة لدور لعبه في مسرحية فبقي الاسم لصيقا به، وهناك قول آخر يشير أن هذه التسمية نسبة لحلوله ضيفا على الضفة الغربية أين ساهم في بناء كتائب القسام، وتبعا لأنه لا يستقر من مكان ويكون ضيفا من منطقة لأخرى.

محمد ابن المسجد منذ صغره فقد ارتاد مساجد “بلال”، “الشافعي” و”الرحمة” باكرا واستقى منها ما أعانه على التشبع بعقيدة التوحيد الصحيحة، وخوله ليصير قياديا بارزا من قيادات العمل الإسلامي والنشاط الدعوي.

انضم محمد الضيف لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، كما كان الضيف مسؤولا عن “اللجنة الفنية” في الكتلة الإسلامية للفرع الطلابي لحركة حماس، تخرج من الجامعة عام 1988م ببكالوريوس في علم الأحياء.

محمد الضيف والجناح العسكري لحماس

اعتقل محمد الضيف عام 1989م مع مئات من عناصر وقادة حركة حماس، وبقي 16 شهرا في الأسر دون محاكمة، وتولى مساعده أحمد الجعبري قيادة عمليات كتائب القسام.

عند خروجه من السجن عام 1991م بدأ نجم كتائب القسام يعلو في سماء النضال، بعد تنفيذ عدة عمليات ضد أهداف صهيونية، فانتقل الضيف إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة القسام في قطاع غزة، وأشرف على تأسيس فرع للقسام هناك، ثم تولى قيادة كتائب القسام بعد اغتيال عماد عقل – رحمة الله عليه- عام 1993م.

وتحاول الاستخبارات الإسرائيلية منذ أكثر من 30 سنة اغتيال محمد الضيف، وفي كل مرة تفشل، وفي إحدى محاولاتها في 19 أغسطس /آب 2014م دمرت طائرات الاحتلال منطقة “أبو علبة” في حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة بالكامل، وذلك بعد استهدافها منزلا يعود لعائلة الدلو مكون من ثلاثة طوابق بستة صواريخ كبيرة الحجم حيث تم تسوية المنزل بالأرض، لتستشخهد زوجته وداد حرب “ضيف” (26 عامًا) واثنان من أطفاله  وعدد من سكان البناية -رحمة الله عليهم-.

وتشير بعض المصادر الاعلامية أنه في محاولة اغتيال أخرى أصيب محمد الضيف إصابة مباشرة أقعدته على كرسي متحرك، وأنه فقد يداً ورجلاً، لكن ذلك لم يقعده أبدا عن فريضة الجهاد ورد العدوان السافر عن الفلسطينين، وكسب محبة الملايين من المسلمين في كل بقاع الأرض.

كتائب القسام والرد على العدوان الصهيوني

في كل مرة يهدد محمد الضيف الكيان الصهيوني وينفذ تهديداته، مما جعل المحتل يحسب له ألف حساب، فمع الأحداث الأخيرة التي تشهدها مدينة القدس بسبب أهالي حي الشيخ جراح، خرج الضيف مساندا لقضيتهم إذ أعلنها بصريح العبارة: “إن لم يتوقف العدوان على أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة والأقصى في الحال، فإن كتائب القسام لن تقف مكتوفة الأيدي، وسيدفع الاحتلال الثمن غاليا”، وفعلا نفذ الضيف ما وعد به وحقق ما دعا إليه نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي ودعمهم لفلسطين وأهلها بمختلف السبل منها هاشتاقات #فلسطين_قضيتي، #القدس_تنتفض.

كما واصلت المقاومة ردها على ممارسات الجيش المحتل، وقصفت حماس القدس في توقيت المظاهرة التي نظمها المستوطنون لاقتحام المسجد الأقصى يوم الاثنين 10 مايو /أيار 2021 الموافق لـ 28 رمضان 1442هـ، مما فرق شمل المقتحمين.

وطالبت بعدها فصائل المقاومة الفلسطينية بفض الحصار عن المسجد الأقصى، وبين المماطلة والاستجابة تحقق رفع بعض القيود المفروضة.

وجاء في بيان نشرته كتائب  الشهيد عز الدين القسام: “بأمر من قائد هيئة الأركان أبو خالد محمد الضيف يُرفع حظر التجول عن تل أبيب ومحيطها لمدة ساعتين من الساعة العاشرة وحتى الساعة الثانية عشرة ليلاً، وبعد ذلك يعودوا للوقوف على رجلٍ واحدة”.

كما عينت كل عملياتها النوعية في استهداف الأراضي المحتلة حيث أعلنت عنها على موقعها الإلكتروني الرسمي:

توجيه رشقة صاروخية لبئر السبع المحتلة رداً على استهداف العدو للمدنيين الآمنين، وذلك بعد وقت قصير من اعتراف العدو الصهيوني بوقوع إصابات وتضرر عدد من المباني واشتعلت النيران في عدة مناطق جراء سقوط عشرات الصواريخ في “تل أبيب” وضواحيها وأسدود، بعد الضربة الصاروخية التي وجهتها كتائب القسام.
وأعلن القسام منتصف الليلة عن توجيهها لـضربة صاروخية كبيرة بعشرات الصواريخ لتل أبيب وضواحيها، وضربة صاروخية كبيرة بعشرات الصواريخ لأسدود المحتلة، وذلك رداً على قصف الأبراج المدنية والبيوت الآمنة.
وأكد أبو عبيدة الناطق العسكري باسم القسام: “وإن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا”.
وفي وقت سابق وبأمر من قائد هيئة الأركان أبو خالد محمد الضيف رُفع حظر التجول عن تل أبيب ومحيطها لمدة ساعتين من الساعة العاشرة وحتى الساعة الثانية عشرة ليلاً، وبعد ذلك أمر بعودتهم للوقوف على رجلٍ واحدة.
وقال الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام “أبو عبيدة” سابقاً بأنه بعد قصف البرج المدني في غزة، على سكان تل أبيب والمركز أن يقفوا على رجلٍ واحدة وينتظروا ردنا المزلزل.
وأسفر القصف القسامي المتواصل عن تكبيد الكيان الصهيوني لخسائر بشرية واقتصادية كبيرة، وأدى لمقتل -حتى الآن- 10 صهاينة -بينهم ضابط صهيوني- في حين أكثر من 600 آخرين بجروح.

الرد القسامي مستمر (اليوم السادس) من معركة سيف القدس

-02:29 كتائب القسام تقصف بئر السبع المحتلة برشقة صاروخية رداً على استهداف العدو للمدنيين الآمنين.
00:10 بعد رفع حظر التجول عن تل أبيب.. كتائب القسام توجه الآن ضربةً صاروخيةً كبيرةً بعشرات الصواريخ لتل أبيب وضواحيها وبالتزامن توجه ضربةً صاروخيةً كبيرةً بعشرات الصواريخ لأسدود المحتلة رداً على قصف الأبراج المدنية والبيوت الآمنة، وإن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا.

( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى )، فسدد اللّه ضربات المجاهِدين ونصرهم على أعدائه وأعداء الأمة.

433 مشاهدة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *