مواقع التواصل الاجتماعي بين الإيجابية والسلبية

مواقع التواصل الاجتماعي بين الإيجابية والسلبية

تقديم

مواقع التواصل الاجتماعي أوجدت حلولا كثيرة وبدائل سهلة وغيرت عموما حياة الناس، وسمحت بجعل العالم كقرية صغيرة يتعارف كل سكانها، فربطت بين الشمال وأ؟قصى الجنوب وعرفت مشارق الأرض على مغاربها، وأوجدت صلة بين عوالم لم تكن تعرف بعضها سابقا.

سهولة التواصل والتعامل

فتحت وسائل التواصل الإجتماعي منافذ عدة لتسهيل التعامل بين الناس وخرق العزلة خاصة أثناء جائحة كورونا وفترة الحجر الصحي.

فالناس تمكنوا من التواصل مباشرة مع أطباء مختصين عبر منصات معدة للسؤال والاستفسار باحترافية وثقة وتقديم المساعدة.

وكان للنصائح والتوضيحات دورا مهما في إنجاح الحجر وكذا نقل تجارب البلدان الناجحة في عزل الوباء أو التحذير من مغبة المخالفة وعدم التزام قواعد الحجر الصحي.

وتلاميذ المدارس والطلبة الذين انقطعوا عن الدراسة تابعوا برامجهم الدراسية على منصات التواصل الاجتماعي وفي غرف الدردشة وعلى تطبيق الواتساب، كذا تم تبادل المعلومات والإجابة عن التساؤلات، كما اجتهدت عذه مواقع في إعطاء دروس مجانية وإتاحة تنزيلات مفيدة للمناهج الدراسية مثلما هو الحال مع موقع الأساتذة والتلاميذ حيث دعم مختلف النشاطات التعليمية.

فضلا عن إنجاح عمليات التبادل التجاري من خلال هذه المنصات وإجراء صفقات بيع وشراء وغيرها من الأنشطة الاقتصادية، إذ تمكنت عدة مؤسسات من متابعة نشاطها عن بعد وعلى مدى شهور، بالتواصل والتعاون وإصدار التعليمات وتحقيق المهام بجد وجدية وتوفير كل المعلومات اللازمة.

الأخبار المفبركة

ووسط الكم الكبير من المعلومات المنتشرة عبر شبكة الانترنت وجدت الشائعات والأخبار المفبركة من الوسائط الإجتماعية أرضا خصبة للنمو، حيث تم استغلال الوضع لنشر الهلع أو كيل التهم لجهات معينة وخدمة أجندات سياسية واقتصادية لبعض الدول ودعم نظرية المؤامرة والحرب البيولوجية، وكذا نشر الأكاذيب والمغالطات وممارسة التضليل الإعلامي.

لذا من اللازم تمحيص ما يجب تصديقه أو العمل به.

الإنحلال الأخلاقي

مشاكل أخلاقية عويصة حملتها التكنولوجيا التي سيء استغلالها، فبمجرد الدخول على شبكة الانترنت تنهال الإعلانات المخالفة مما يستوجب إنزال تطبيق لمنعها، وهذه مشكلة تم حلها، وحبا في الاستفادة والإفادة تبدأ عملية البحث وهنا تظهر الصور والفيديوهات والتعليقات بكل قبيح ودنيء من قبل أناس لا يخشون الله، يشهرون بالغير ويتهكمون على آلام الأخرين.

من خلف شاشات الهواتف والحواسيب والألواح الرقمية يرسلون ما يعكس مستواهم المنحط ومعتقداتهم الباطلة، وحتى نشر الإلحاد أو دعم المثلية الجنسية.

فالوازع ضروري جدا للتعامل مع مثل هذه الوسائل لأن الانزلاق نحو المحظور سهل جدا، وخاصة بانشاء علاقات محرمة، والتواصل مع اشخاص غرباء بثقافات مختلفة وأفكار غريبة تشكل خطرا خصوصا على الأطفال.

الحد من مخاطر وسائل التواصل الإجتماعي

يجب فرض الرقابة الأبوية على الأطفال، أما بقية فئات المجتمع فإنها بحاجة لتقوية الوازع الديني امام ضعف الرادع القانوني، إذ من الواجب عمل الدعاة والمصلحين الاجتماعيين على نطاق واسع، تفعيل دور المساجد وعدم مهامها في الصلاة وإلقاء الخطب الجاهزة.

دعم أركان المنظومة التربوية والمحافظة على النسق القيمي التربوي المدرسي، أما عن الأسرة ودورها في التنشئة فيلزم استدراكه ودعمه لإعادة توجيهه وفق المنظور الإسلامي السوي بعيدا عن الحلول الموازية والتربية بالوكالة فالأمومة لا تعوض أبدا.

الحل الأمثل

قال تعالى: “قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين” (سورة الأنعام/ الآية 162).
Say: “Truly, my prayer and my service of sacrifice, my life and my death, are (all) for Allah, the Cherisher of the Worlds”.
Dis:” En vérité, ma prière, mes actes de dévotion, ma vie et ma mort appartiennent à Allah, Seigneur de l’Univers. ”
Sourate (6) Al Anaam, verset 162.

فكل إنسان اختار دين الإسلام طوعا، قبل أن يحمل لقبا أو يحصل على شهادة تجعله صحفيا أو معلما أو طبيبا أو حتى رئيسا فهو ملزم بتحصيل شهادة التوحيد وتقديرها، فالمسلم خلق لعبادة الله وحده، وعليه من المعتقد الصحيح أن يجعل كل عمله خالصا لله، ويرجع دائما لكتابه العزيز وسنة نبيه صلى الله عليه الصلاة والسلام .

فمن حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: “قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ما النَّجاةُ؟ قال: أمسِكْ عليْكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُكَ، وابْكِ على خطيئتِكَ”.(رواه الترميذي).

فقكل الجوارح مسؤولة عن ما تقدمه أو تتلقاه وهي مطالبة بالامتثال للطيب ومكارم الأخلاق.

إذن فقبل التعامل مع أي وسيلة من هذه التكنولوجيات الحديثة يجب الإنطلاق من مبدإ الخشية والورع والإستناد لمبادئ الدين الكامل المتكامل في السياسة والحرب في الحكم والقضاء في الاقتصاد والصحة في تنظيم العلاقات والتعاملات لم يغفل شاردة ولا وادة إلا ذكرها، جاء ليتمم مكارم الأخلاق ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، ولكنها سفاهة الإنسان التي تبحث في قوانين وضعية لإيجاد حلول لمشاكل وضيعة، وتخلت عن البحث في العلم النافع من منبعه الأصلي.

417 مشاهدة