قصة قصيرة :حب مات مند ثلاث سنوات -الجزء الأول
أردت أن تعرفي قصة الحب التي قتلتني مند ثلاث سنوات، رغم أنه لا زلت أتنفس الهواء؟ عندما كنت في سن الثامن عشر لم أكن أعرف شيئا عن الحب سوى حب والدي وإخوتي,,,, وفي لحظة من اللحظات كنت ذات مساء جالس في المنزل عند عودتي من الدراسة، كنت أدرس في مستوى الأولى باكالوريا. في لحظة استراحة بالمنزل كنا جالسين أنا وعائلتي وبعض الضيوف منهم عمتي وابنتها التي توصف بجمال يفوق الطبيعة والخيال ونحن في بداية فصل الربيع ونهاية فصل الشتاء وذلك المساء الذي سيعلن عن خبايا يا ليت الزمان يعود لنغير مجرى ذلك المساء، الذي كنت أعلم انه سيطل على الليل المظلم رفعت رأسي إلى الجميع، وإذا بي أراها تحدق بي وكأنها ملاك فوق الأرض، كانت نظرات ثاقبة تحمل الكثير من المعاني يصعب القلب أن يوقفها، واشارت لي بعينيها الخضراوين للخروج من المنزل، لم أكن أعلم السبب، لكن بدون مبالاة وافقت، لأنني كنت أعلم بأن هناك أمر ما لكن لم يراودني شعور الحب وقصة الحب التي ستبدأ من تلك اللحظة، تمنيت أنني في تلك اللحظة لم أوافق، لكن هكذا أراد بي المساء المظلم؟؟؟
وعند خروجي من المنزل تبعتها بعد بضع دقائق، حتى لا يعلم الجميع بأن هناك أمر ما، وعند خروجي من المنزل شدت على يدي بدرجة لا توصف وأخذني وراء المنزل، وقالت كلمة بعثرت كل أوراق المساء وما يحمله فصل الربيع من أحاسيس وكأنني في حلم " أحبك مند ثلاث اشهر" وعجزت عن التعبير لكن الصبر فاق منتهاه، لأنك شخص مختلف عن الجميع وأنت لست مثلهم، تهت في الحيرة وقلبي يعلن عن بداية شعور لم يكن في الحسبان، ولم اعرف بما سأجيبها، والتزمت الصمت فقط لأنه عنوان شخصيتي.... عدنا للمنزل وهي ضاحكة يظهر الحب على وجهها، أما أنا فكان شعور مخالف لأني متفاجئ بتلك الكلمات التي لا زالت تراودني حتى الآن ولما لا تراودني حتى في القبر، جلسنا مع الجميع لكن أبي كان يعلم أن هاته الفتاة واقعة في حب ابنه الذي لا يعرف عن الحب الا الخير والاحسان، وكان يفهمني كثيرا ويحب الخير لي، لا يمكن وصف منتهاهن، نطق بكلمة تمنيت أن ذلك المساء أخفاني بين جفونه... يا أختي في المستقبل إن شاءت الأقدار سوف نزوج تلك الكتكوتين، بأصح العبارة عندما ينهيان مشوارهما الدراسي، وبكل سهولة وافقت عمتي والجميع يغمره الفرح والابتسامة، لكن لم اكن أعلم بأن ذلك المساء يخبئ لي أشياء يصعب وصفها...
ومنذ تلك اللحظة شعرت بشيء بجانب تلك القطعة الموجودة في الجانب الايسر، إنه الحب يا أيها المساء المظلم، ومنذ تلك اللحظة عرفت حب فتاة واحدة، وهي حلم المستقبل وحلم كل امرأة ورجل، وعندما أنظر إلى فتاة أخرى أرى فقط صورتها، هكذا استمر حب ذلك العاشق الولهان لمدة سنتين، لكل فصل كانت حكايته الخاصة التي يعجز اللسان والقلب والقلم عن وصفها والتعبير عنها بأدق التفاصيل..... وبعد مرور هاته الفترة كالبرق جاء الخبر الرائع هو نجاحي في الباكالوريا، واستمرار رسالة الحب التي لم تكن في الحسبان... بعدها توجهت للدراسة بالجامعة تعرفت على عدة أصدقاء وصديقات، تلقيت عدة طلبات تجاه الحب لكن شخصيتي لم تكن تحمل الخيانة والغدر مثل ما يفعل بعض الذئاب، بل كانت صورة الحب الاول في حياتي تظهر في وجه كل فتاة، ومرت السنة الاولى جامعية والثانية مثل البرق، واستمرت اتصالاتي بالجميع خاصة تلك الفتاة، فتاة الحب الحالك، وفي أحد الاشهر عند اقتراب حصولي على دبلوم الدراسات الجامعية، غبت عن الجميع لمدة تفوق ثلاثة أشهر لا اتصال لا خبر لا كلام، سوى العمل والدراسة، ولم أكن أعلم أن تلك الثلاث اشهر ستأتي رياح لم تشتهيها السفن...
بعد هذا الغياب قررت العودة إلى المنزل، وكنت أظن أن الجميع سوف يفرح عند رؤيتي، لكن المفاجئة الكبرى هي أن الجميع سوف يستقبلني بحزن وإحباط ، قلت لهم بتعجب واستغراب ماذا هناك هل توفي شخص ما، قالو توفيت جدتك، قلت لهم أعلم ذلك منذ مدة "إن لله وإن إليه راجعون" عندما استرحت يومين والتقيت بالأصدقاء والأحباب، ظننت أن هناك خطب ما، لأن مسائي الجميل ليس كباقي الأيام، أخبرني أخي أننا لم نقصد البارحة بان جدتك توفيت بل الحب هو من مات، أجبته بابتسامة عريضة، وكانت هي الأخيرة تجاه قصة الحب تلك ، قال لي بأصح العبارة بأن الحب الذي راودك تلك السنوات وما أخفاه المساء الذي كنت تعلم أنه يتبعه الليل الحالك قد انتهى، قلت له كيف؟ ومتى؟ وأين؟ أظن أنك تمازحني، قال لي لا وألف لا، وأنت تعلم أنك عزيز علي وصريح معك في كل شيء.. في البداية لم أقتنع بما حكى لي أخي، لكن عند سؤالي لشخص غالي من الأقرباء قال لي نفس الكلام، وعندها مباشرة توجهت إلى الهاتف لأتيقن من الخبر اتصلت بتلك المعشوقة اللعينة، أسمع فقط "رنين الهاتف ومخاطبكم لا يجيب حاليا" جلست في المنزل حزين على حب ضاع في رنين الهاتف وماذا أقول لأبي الذي يرى بأن حلما تبخر لأن مستقبلي مرهون بها، اكتفيت بالصمت وسماع الحكاية كاملة من أخي، خطوبتها تمت مند شهرين وان فلان ما ذو مال ومنزل ووظيفة...
تقدم لخطبتها ووافقت أمها وأبوها على ذلك، عكسي أنا الذي لازلت ادرس ومستقبلي ملغوم، لم يعلموا أن الحب لا يرتبط بالمال او شيء من هذا القبيل فالحب هو من يجعلك تبني كل شيء...
عدت إلى مدينة فاس وأنا محبط منهر كليا، من ذلك اليوم كرهت شيئا اسمه الحب، وعوضت الحب برائحة جميلة تجول بين أعماق شرايين القلب الذي أحب بصدق، إنها رائحة السيجارة والقهوة السوداء، لكن كم من عاشق سيتوقف هنا ويقول أن كل شيء انتهى، نعم كل شيء انتهى لكن نار الحب و التحدي لم تنتهي، والايمان بحتمية النصر وتقديم أغلى التضحيات، وبالمقولة الشهيرة لمحمود درويش "سأصير يوما ما أريد" حتى أثبت لهم مرة أخرى أن الحب لا يحدده مال أو منزل أو سيارة من نوع ما.. بل الحب آتي من السماء لتعيش به ارواح ولولا الحب لما وجد الكون، هكذا كانت بداية وليست نهاية حب انسان صادق ضاع ولم يضع بين مساء يتبعه ليل مظلم، والغريب في الحكاية التي لا يعلمها الجميع ان تلك العمة التي صعب ان نقول عنها عمة كانت قد واعدت أيضا ابن عمي بالزواج منها وكـأنها تلعب لعبة بين قط وفأر وايضا من أجل ضرب عصفرين بحجر واحد.. لكن ابن عمي لم يقبل لأنه كان يعلم بقصة حبها لي رغم بعض الغيرة.
لم ينتهي القلم الاسود للتعبير عن قصة الحب هاته، بل اللسان والقلب والعقل اللذين يظرفون دموع البراءة لهذا الاسد المجروح .. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل فعلا تلك الفتاة تزوجت الان ام ليس بعد ؟؟
حب مات منذ ثلاث سنوات، لم يعد قلبي ينطق أو يعرف شيئا اسمه الحب... ففكرة واحدة تراودني كن خائنا تكن أجمل، وفي احدى الليالي وانا تائه مع سيجارتي وقهوة السوداء، أتفاجئ برسالة من فتاة غريبة، تقول لي "السلام" من داخل الشبكة العنكبوتية فيسبوك، وقلت لها ما معنى السلام وهل هناك سلام أكثر من حب السلام انتهى بين جفون المساء وظلام الليل، قالت مرحبا أيها الأسد المجروح، قلت لها مرحبا أيتها الساحرة، لم أسألها من تكون ومن أي مكان هل من كوكب الارض أم من عطارد أو المريخ، بل قلت لها هل تثقين بالحب قالت لا وألف لا، قلت لها مرحبا بك من داخل صفحتي الشخصية، وأغلقت الدردشة...
مع مرور الايام فتحت الدردشة من جديد، وجدتها تنتظروني، وقالت لي أيها الأسد اعلم أنك مجروح وهذا ما توحي به صفحتك الشخصية، قلت لها أخاف أن تنهمر دموعك بالبكاء قالت لا أظن، وبدأت اسرد لها بدون شعور قصة حب مات منذ ثلاث سنوات، أنهيت كلامي وقلت لها هكذا كانت قصة حبي بلا نهاية، وجدت صعوبة لتحدثني عن حزنها عند سماع القصة لدرجة أنني شعرت ببكائها من خلال الخيال، لكن هي أصرت أن لا تصارحني ، هكذا تبعثرت احاسيس تلك الفتاة الفيسبوكية، قلت لها لم أعد أعرف طعما أو معنا للحب...
فقالت لي بأصح العبارة عليك بحب ثاني، وضحكت كثيرا ضحكات الحزن، وقلت لها هل تتحدثين وأنت في كامل وعيك في هذا الليل المظلم الجميل، قلت لها باب الحب مغلق إلى ما لا نهاية، فقالت لي الحياة فرص وأنت عليك بتجربة أخرى.. وأنا تائه في ذلك الظلام... قلت لها لا أظن أنني سوف أجد واحدة مثلك لأنك تفهمينني كثيرا وتهنا في الضحك المتبادل...
فالسؤال الذي يطرحه قارئ القصة...
أولا: اين وصلت قصة تلك الفتاة مع الخطوبة بعد ثلاث سنوات هل تزوجت أم ليس بعد وهل هناك أمل لك؟
ثانيا: هل العاشقة الثانية ستغير نظرتك أو بأصح العبارة مجرى تاريخك السوداوي تجاه الحب أم لا؟
بقلم الأسود، تحت تساقط أوراق الخريف وتأسفها على زماني الضائع.