أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

الجزء الثالث من قصة حب مات قبل ثلاث سنوات

الجزء الثالث من قصة حب مات قبل ثلاث سنوات





عبدالناصر عاوة

مرة أخرى ينتفض القلب، ويعود للحياة بعد صراع، مع سبات عميق يحزن له كل من يعرف يحيى في صراعه مع حب مات قبل ثلاث سنوات.. وبعد غيبوبة دامت شهر وعشرون يوما بسبب وفاة محبوبته وعاشقته ملاك، التي دائما ما كانت تنير طريقه بين فينة وأخرى.. هكذا كانت انتفاضة قلب مات مرتين، الذي لم يستسلم للقدر ويعود إليه نبضه من جديد بعد حيرة الأطباء في هذه الظاهرة.. من داخل مستشفى لم يجد علاج له، سوى علاج التحدي والأمل الشيء الذي عاهدناه عليه، وتتمة لجزء سابق بعد صراع مع الذات وكأنه كان في حلم يراوده.

عند استيقاظه من صدمة مشؤومة مؤلمة من بحر دائما ما كان متردد في خوض غماره بعد خسارة أولى.. أوجد بشكل ملموس حقيقة لا مفر منها أن محبوبته فارقت الحياة كما اخبرته صديقتها الثانية التي لا تفارقها ولا يعلم عنها الا اسمها، في البداية صعب عليه تقبل الأمر.. لكن بفعل الصدمات والخيبات التي لا تفارقه في حياته عانق القدر بشوق وتقبل الأمر، كانت نهاية إن لم نقل بداية حياة جديدة ليحيى التي لم ينصفه القدر في عشقه الأول ولا الثاني، لم يعد يتوق لشيء في هذه الحياة، لفراق صعب تقبله مرة أخرى، بمأساة جديدة لمعانقته للوحدة من جديد، حتى الهواء الذي يستنشق لم يعد له طعم بدون ملاك، كأنها كانت بالنسبة له الحياة والنور الذي ينير طريقه.. لكن حظه كما قال إدريس جماع: " كدقيق فوق شوك نثروه ثم قالو لحفاة يوم ريح اجمعوه صعب الأمر عليهم ثم قالو اتركوه إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه"...

مرت الأيام وكأنها سنوات عجاف فقرر الشاب الطموح يحيى فقرر مغادرة تلك المدينة المشؤومة التي حملت في طياتها الكثير من المآسي والمعاناة.. إلى وجهة أخرى من أجل نسيان واقع مؤلم دائما ما كان متردد لخوض غماره، لأنه يعلم أنه لا حظ له من داخل بقعة الحياة، بيد أن القلم دائما ما يكون حليفه في التعبير عن ما يخالجه من شعور في طريق مظلم لا يحن له شوق في قادم أجمل..

هكذا غادر ذلك الشاب إلى ما لا نهاية بعد مشوار طويل من الدراسة بتلك المدينة المشؤومة من حصد ومثابرة للعلم والمعرفة.. إذ كانت وجهته نحو مسقط رأسه للعيش وحيدا في قرية وبيت مجهول.. إذ لا دواء يدوي جراحه الا مع الوحدة والعزلة والكتاب والقلم، كما قال مجنون ليلى في قصيدته المؤنسة:

" وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا "

"نحى الله أقواما يقوقون إننا وجدنا طوال الظهر للحب شافيا"

من أجل استرجاع ذاته وقلبه اللذين فقدهم مند مدة طويلة بعد صراع خبيث مع مرض اسمه الحب، بعيدا عن ضجيج المدينة ونفاق القلوب التي لا تكن ولا تحن له شيئا.

لم يعد يفكر في شيء سوى تحقيق أحلامه المستقبلية التي تراوده كل فينة وأخرى، وفي إحدى الأيام رن الهاتف.. ورن القدر.. ورنت أبواب الخير بتفاؤل كما عهدناه نحو المستقبل القريب البعيد.. فكانت المفاجئة الكبرى مع تلك الرنة التي لطالما كان ينتظرها بفارغ الصبر بعد أربع سنوات من الانتظار، نحو حلمه الذي عان من أجله..

هكذا كانت نهاية جزء ثالث رغم قصره الا أنه حمل في طياته الكثير من العبر..

وعادة ما ينهي كاتب هذه المجموعة القصصية المتواضعة البسيطة بأسئلة تبقى تراود القارئ للخلاص إليها في جزء رابع:

هل فعلا ماتت ملاك أم أنه كان خبر زائف من طرف صديقتها..؟

وماذا تخفي رنة الهاتف لمستقبل يحيى نحو حلمه الذي شاب لأجله.

تعليقات