59 سنة على استقلال الجزائر .. فرنسا الأمس هي فرنسا اليوم!

59 سنة على استقلال الجزائر .. فرنسا الأمس هي فرنسا اليوم!

اليوم 5 جويلية/يوليو 2021م تمر 59 سنة على استقلال الجزائر، وتطهرت الأرض من دنس صليبي حاقد أقام أفظع المذابح في محاولة لإبادة شعب آثر التمسك بعقيدة التوحيد رغم كل الظروف القاسية والمساومات الرخيصة.

ﺃﺟﺮﺕ الدولة الاستعمارية 17 ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻧﻮﻭﻳﺔ ﻓﻲﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ 1960-1966 ﻡ، ﻭخلفت ضحايا ﺑﻴﻦ 27 ﺃﻟﻒ ﻭ100 ﺃﻟﻒ، وتركت وراءها أكثر من 11 مليون لغم مازالت لحد الساعة تشكل خطرا على السكان، بغض النظر عن الاشعاعات والمواد المسرطنة المتبقية في الصحراء.

59 سنة على استقلال الجزائر .. فرنسا الأمس هي فرنسا اليوم! 1

فالتاريخ حافل بشهادات من عايشوا تلك الفترة المظلمة أين كان “الكاردينال لافيجري” يجوب الشوارع والأحياء حاملا الصليب في يمينه والخبز في يساره، مطالبا المعوزين والفقراء على قبول المسيحية مقابل إطعامهم، لكنهم ما استهانوا ولا استكانوا فما ترسخ من قيم وتعاليم دين الحق بقي ثابتا لترحل جحافل العسكر الاستعمارية ويظل شعب الجزائر مسلما.

عاد جامع كتشاوة لاستقبال المصلين وهو المكان المقدس الذي حوله الدوق دو روفيغو إلى كنيسة، أين قام بمجزرة في حق المسلمين الرافضين قراره، حيث قتل حوالي أربعة آلاف مصلي وأحرق كل مصاحف الجامع وحوله إلى إسطبل.

فرنسا المدعية زورا حماية الحقوق والداعية للعدل والحرية والمساواة، وحسب شاهد من أهلها وهوﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺟﺎﻙ ﺟﻮﺭﻛﻲ ﺃﻥعدد من قتلتهم في ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻣﻨﺬ دخولها ﻋﺎﻡ 1830ﻡ ﺣﺘﻰ ﺭﺣﻴﻠﻬﺎ ﻋﺎﻡ 1962ﻡ قدر بـ 10 ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻣﺴﻠﻢ، وما خفي أعظم.

وتؤكد المصادر التاريخية أن ﻓﺮﻧﺴﺎ بغزوها لمدينة ﺍﻷﻏﻮﺍﻁ ﻋﺎﻡ 1852ﻡ ﺃﺑﺎﺩﺕ ﺛﻠﺜﻲ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ، ﺣﺮﻗﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻓﻲﻟﻴﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ.

وفي عام 1955م قام الفرنسيون بجمع عدد من الرجال يقدر بـ1500 جزائري بملعب مدينة سكيكدة، ثم تم قتلهم ودفنهم جماعيا في خنادق.

كما ﺃﺟﺮﺕ الدولة الاستعمارية 17 ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻧﻮﻭﻳﺔ ﻓﻲﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ 1960-1966 ﻡ، ﻭخلفت ضحايا ﺑﻴﻦ 27 ﺃﻟﻒ ﻭ100 ﺃﻟﻒ، وتركت وراءها أكثر من 11 مليون لغم مازالت لحد الساعة تشكل خطرا على السكان، بغض النظر عن الاشعاعات والمواد المسرطنة المتبقية في الصحراء.

إذا نسي البعض جرائم فرنسا فالذاكرة لا يمكنها أن تنسى أو تمحى، فمع خيط كل فجر صادق يغزله الدعاء وتسابيح الحمد والرجاء، يرتفع دعاء سكان الجزائر بإبعاد فرنسا وأذنابها عن أرضهم الطاهرة.

وفي عام 1955م قام الفرنسيون بجمع عدد من الرجال يقدر بـ1500 جزائري بملعب مدينة سكيكدة، ثم تم قتلهم ودفنهم جماعيا في خنادق.

59 سنة على استقلال الجزائر .. فرنسا الأمس هي فرنسا اليوم! 2

فعلى المدارج الحجرية بالقصبة آثار خطوات ثابتة لأبطال صناديد، وعلى صفحات المياه المتدفقة في القرى والمداشر ملامح وجوه مرت من هناك، حلت وارتحلت لكنها لم تُنْسَ بما تركته وراءها من أسرار تبوح بها أسوار المدن في كل مرة من غير تحفظ شوقا ووفاء، لتقاسمها كل محبٍ هادٍ يتوق للتعرف على شواهد تاريخ أرض الشهداء العجيب بقصص البطولات يملؤها اليقين.

أناس بسطاء عزل تحدوا ترسانة حربية بمخططات باغتت المستعمر الفرنسي الذي ظن أنه تمكن من احتلال الجزائر وقمع أي مقاومة، ليفاجأ على ما أطلق عليه عملية “قفف القنابل les couffins de bombes” أي بمعنى سلال القنابل.

صار الفرنسيون يخشون الخروج أو التجمعات خشية الموت، في حين كان العربي بن مهيدي يتوق للشهادة، ويتحدى الجنرالات، حيث أنه عند اعتقاله وسجنه في 15 فبراير/ شباط 1957م، عاتبه الضباط على هذه الطريقة في قتلهم فرد عليهم بمقولته الشهيرة والخالدة: “أعطونا طائراتكم نعطيكم قففنا”، “Donnez-nous vos avions et nous vous donnerons nos couffins”.

إنها ذكرى متخمة بجرائم المستعمر الفرنسي يلوح منها عبق الجهاد المقدس لأبطال وقفوا ببسالة في ميدان الشرف، ليبقوا شهودا على وضاعة محتل أقام لقرن وثلاثين سنة قتل وشرد ودمر، اغتصب وعذب ونهب.

اليوم ترفض فرنسا الاعتراف وتواصل تقديم تبريرات بل دعما لجرمها المحفوف بالجماجم، ورغم فشل مخطط القسيس “بافي” و”لافيجري” وغيرهم من الرهبان إلا أنهامازالت تحارب الإسلام بلا هوادة على أراضيها بقوانينيها الجائرة التي امتدت لمحاربته في دياره، وظنا منها أن الجزائر محمية فرنسية قادت مؤخرا حملة شرسة لمنع بناء المسجد الأعظم، مستغلة وسائل الاعلام بنشر تقارير مغرضة.

ما عرف عن فرنسا الأمس هو ذاته فرنسا اليوم التي تختلق أزمات متكررة على أراضي المسلمين، لتستمر في تجديد ماضيها الاستعماري والمضي قُدما في سياستها الاستغلالية في إفريقيا..

تؤكد المصادر التاريخية أن ﻓﺮﻧﺴﺎ بغزوها لمدينة ﺍﻷﻏﻮﺍﻁ ﻋﺎﻡ 1852ﻡ ﺃﺑﺎﺩﺕ ﺛﻠﺜﻲ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ، ﺣﺮﻗﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻓﻲﻟﻴﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ.

59 سنة على استقلال الجزائر .. فرنسا الأمس هي فرنسا اليوم! 3

فرغم نيل كل المستعمرات السابقة لها استقلالها الذاتي إلا أنه لم يكن مكتملا، حيث ظلت محافظة على علاقاتها وبتعبير أدق نفوذها، فظاهرها علاقات تعاونية على أساس السيادة والمساواة والاحترام المتبادل إلا أنها مبنية على أسس ومعايير قوامها الاستعلائية والتميز بالفوقية، تضمن لها التأثير المباشر في شتى المجالات الاقتصادية الاجتماعية والثقافية حتى العسكرية والسياسية، بتنظيم الانقلابات وتعيين الرؤساء، مهددة استقرار الدول ومعيقة تنميتها حفاظا على مصالحها بنهب الثروات وخنق كل محاولة للتنمية والنهوض، ولو بقتل الأبرياء.

والشاهد الحديث نشر حكومة باريس ما يفوق 5000 جندي في منطقة الساحل، ضمن قوة تاكوبا من أجل المشاركة عمليات عسكرية لمكافحة التنظيمات المسلحة تحت قيادة فرنسية منذ ثماني سنوات من دخولها في حرب على الأراضي المالية..

فترة طويلة لم تتحقق خلالها أيا من الأهداف المزعومة، وأولها استعادة سيادة مالي في الشمال، بعدما ازداد الوضع الأمني انفلاتا، رغم ادعائها انتهاء عملية برخان على خلفية الإنقلاب العسكري الذي نفذه العقيد هاشمي غويتا ليعلن نفسه رئيسا مؤقتا، بعد يومين من استيلائه على السلطة، في ثاني انقلاب تشهده البلاد، خلال تسعة أشهر فقط.

تعود مجددا القوة الاستعمارية الغاشمة وتستمر في توظيف آلية التدخلات في مناطق الأزمات والصراعات، بغض النظر عن التكاليف والنتائج المترتبة على دول المنطقة، المهم تقديم المصالح الفرنسية والحفاظ على مكانتها الاقتصادية عالميا ولو على حساب أمن واقتصاد دول إفريقية تعاني العوز والفاقة، رغم ثرواتها ومواردها الطبيعية الوفيرة عفوا.. المنهوبة.

جامع كتشاوة هو المكان المقدس الذي حوله الدوق دو روفيغو إلى كنيسة، أين قام بمجزرة في حق المسلمين الرافضين قراره، حيث قتل حوالي أربعة آلاف مصلي وأحرق كل مصاحف الجامع وحوله إلى إسطبل.

59 سنة على استقلال الجزائر .. فرنسا الأمس هي فرنسا اليوم! 4


القراءة من المصدر.

100 مشاهدة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!