من أسماء الله الحسنى “العليم”

من أسماء الله الحسنى “العليم”

العليم لغة واصطلاحا

اَلْعَلِيمُ: لغة صيغة مبالغة على وزن فعيل من الفعل عَلِمَ بمعنى حصلتْ له حقيقة العِلْم، وهو كثير العلم، ذو علم واسع ، ومحيط بالعلم، أي أنه مدرك بالشيء ملم بتفاصيله.

 واَلْعَلِيمُ اسم من أسماء الله الحسنى الذي يعلم كل شيء وفي كل مكان وزمان بالتفصيل من غير أن يخفى عليه أمر مهما عظم أو صغر.

اَلْعَلِيمُ سبحانه لا يتغير علمه ولا ينقص ولا يزداد لأن علمه سابق لوجود الأشياء وباق بعد فنائها، ويحيط الغيب والشهادة، بالمعلوم والمجهول.

وقد قال ناصر السعدي -رحمة الله عليه-:” العليم هو الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن والإسرار والإعلان، وبالواجبات والمستحيلات والممكنات، وبالعالم العلوي والسفلي، وبالماضي والحاضر والمستقبل، فلا يخفى عليه شيء من الأشياء”.

ورورد اسم العليم في القرآن الكريم والسنة

ورد اسم اَلْعَلِيمُ في القرآن الكريم 157 مرة، منها في :

قوله تعالى: “قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ”. [ سورة البقرة/ الآية 32]، حيث اقترن اسم اَلْعَلِيمُ باسم الحكيم، فالعلم يوصل للحكمة.

وقوله جل وعلا:” “فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ” [الأنعام96]، وجاء ذكر بعد اسم العزيز.

وقوله عز وجل :”إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ“. [سورة النمل/ الآية 78].

وقوله تعالى:” وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ“. [سورة يس/ الآية 38].

كما قال سبحانه عز وجل:”قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”. [سورة الأنبياء/ الآية 4]، جاء ذكر اَلْعَلِيمُ مع اسم السميع وهذا لأن العلم يتم تحصيله بمختلف الحواس، ومن أهمها حاسة السمع.

وقال سبحانه:”وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ” [سورة الزخرف/ الآية 9].

وقال تعالى:” تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ” [سورة غافر/ الآية 2].

وقال سبحانه عز وجل :”فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ” [سورة فصلت/ الآية 12].

أما في السنة النبوية الشريفة، فقد جاء في حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” أعوذُ بِاللهِ السَّميعِ العليمِ من الشَّيطان الرجيم ، مِنَ هَمْزِهِ ونَفْخِهِ ونَفْثِهِ ” [رواه أبو داود].

المسلم وتعلمه من اسم العليم

اسم اَلْعَلِيمُ يورث في قلب المؤمن الخشية، فالله محيط بكل شيئ ويعلم ما تخفي الصدور، وما تجترحه الجوارح ولو في الخفاء.

وهذا باعث إخلاص النية لله وقصده بالأعمال لأعماله كلها الظاهرة والباطنة، ومراقبة القلوب والجوارح فيما تقدمه.

الخالق تعالى محيط بعلم الغيوب كلها وهو شاهد على علم الشهادة كله. 

التوكل على الله دائما، والرضا بقضائه، والصبر على ابتلائهم والشكر على نعمه، فالله عز وجل كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة، والمخلوقات، وتنفيذ ما في اللوح من أحكام مرهون بمشيئة الله في تحديد الأوقات التي تناسب أنواع الابتلاء في خلقه، وكل ذلك عن علمه بما في اللوح من حساب وتقدير ووحده من له الأمر كله.

الإيمان بعلم الله المطلق يدعو المسلم للتواضع وعدم التكبر والاغترار، فلا تبطره النعمة ولا تطغى بالسلطان، ولا يباهي بالعلم، لعلمه أن الجميع من عند الله ، وأن ذلك بعلم الله ومشيئته، فلا علم إلا بخشية والله أعلم العالمين، وأفضل المعلومات العلم به جل وعلا.

568 مشاهدة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *