علم النفس المدرسي

علم النفس المدرسي

هذا مقال من سلسلة مقالات تربوية تنشر حصريا بالتعاون مع موقع معين المعرفة والكاتب محمد بنعمر، جميع الحقوق محفوظة (يحظر نسخ القصص ونشرها على مواقع أخرى أو طباعتها).

إشكال أولي

إن الوقوف عند حقيقة علم النفس التربوي في مفهومه ودلالته التربوية يستلزم منا الوقوف على أهم المراحل التاريخية التي قطعتها التربية، وكذا تفاعلها مع  مختلف العلوم لا سيما العلوم الإنسانية ومنها علم النفس بشكل اخص، الذي يعد من ابرز الروافد التي ساهمت بشكل كبير في ظهورتشكل هذا الفرع من علم النفس الذي اصطلح على تسميته  بعلم النفس التربوي أو علم النفس المدرسي أو علم النفس المدرسة، وهو فرع من علم النفس العام ،و هو تخصص مستقل له موضوعه ومناهجه ولغته المصطلحية، ويمتلك جهازه المفهومي  والمصطلحي.[1]

فالتطور الذي حصل في هذا العلم –علم النفس التربوي- جاء نتيجة لتزايد الحاجة واتساع الطلبالمستمر على علوم التربية، وكان من نتائج هذا التزايد المستمر على على علوم التربية، هو ظهور هذا التخصص المسمى بعلم النفس التربوي أو “علم النفس المدرسة”  .

فعلوم التربية وحضورها القوي والوازن بين العلوم، جاء بفضل  تراكم المشاكل الديداكتيكية ،واتساع الاكراهات البيداغوجية ،والصعوبات التعليمية التي أخذت تعرفها منظومة التربية والتعليم في الآونة الأخيرة ،وبشكل كبير في جميع أقطابها وأطرافها وعناصرها.

علم النفس التربوي

لقد سبق الذكر أن ظهور العلوم الإنسانية  بما في ذلك علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الانتروبولوجيا ، جاء نتيجة لمجموعة من المعطيات الحضارية والثقافية  والقيمية  التي فرضتها التحولات الحضارية  العميقة التي مرت منها المجتمعات في مساره التاريخي والعلمي والثقافي.

بحيث اتسع  الطلب على هذه العلوم لتكون علوما خادمة للإنسان وملبية لحاجياته النفسية والسيكلوجية والاجتماعية ،ومستجيبة  ومجيبة لأهم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية  التي أحدثها  التطور الكبير والتقدم السريع الذي عرفه التاريخ البشري في مساره العلمي ،إضافة إلى  ما أفرزته  الحضارة الغربية  ،وما أحدثته في حياة الإنسان من مشاكل  بعد  الثورة الصناعية الكبرى   التي شهدتها اوروبا.

وتذهب كثير من الدراسات والبحوث أن هذا النوع من العلوم حديث العهد والنشأة، بحيث ظل لأمد بعيد مرتبطا ومحتضنا مع الفلسفة والعلوم الإنسانية، ومتواصلا بالطب ،و متداخلا مع علوم الحياة.

علم النفس 

ترجع البحوث المهتمة بتاريخ علم النفس  أن مؤسس هذا العلم  هو العالم الألماني فونت  :  Wilhelm Wundt   -1832 –1920:م –وهو طبيب وعالم حياة وفيلسوف .[2]

والفضل لهذا العالم أنه  جعل من  علم النفس علما مستقلا بذاته، له موضوعه الخاص ، ومناهجه المناسبة لموضوعه ، ويمتلك لغته المصطلحية وجهازه المفاهيمي، بعد أن كان علما متداخلا وممزوجا مع الطب والبيلوجيا ، ومع الفلسفة ومع العلوم الإنسانية.

وقد أوضح فونت أن الهدف الأساسي من علم النفس هو فهم وتحليل الوعي ودراسة السلوك البشري ،وقد قام فونت بإنشاء مختبر سيكلوجي في علم النفس التجريبي للبحث في النظريات، و في دراسة السلوكيات غير الطبيعية للفئات التي تعاني من إعاقات إما جسدية أو إعاقات عقلية ، مع تحديد وتشخيص الاضطرابات العقلية والصعوبات النفسية التي تعيشها هذه الفئة،وأصبح هذا المختبر نموذجاً لمختبرات علم النفس الأخرى في جميع أنحاء العالم.

سياق علم النفس المدرسة

 رغم المسار التاريخي الطويل الذي قطعته التربية ومرت بها علومها، فإنها اختارت الاستقرار في الأخير في الجهة التطبيقية الإجرائية ،أي في تخصص ينعت بعلم البيداغوجية  وهو تخصص له علاقة  مباشرة بمهن  التربية والتعليم و التدريس.

فهذا التحول والانتقال للتربية في الوظيفة والمهام،هو الذي أهلها  لان تداخل مع  كثير من العلوم ،بحيث أصبح حقل التربية والتعليم  حقلا جامعا ومشتركا للمقاربات المتعددة و للتخصصات العلمية المتنوعة ،ومن تبعات هذا التداخل  ظهور علم النفس المدرسة.

وبشكل عام فان علم النفس التربوي  من أهم  فروع علم النفس العام  فهو علم اتجه إلى دراسة السلوك الإنساني، ولكن في ميدان هام وحيوي،وهو ميدان المؤسسات التعليمية وخاصة  وفي  محيطها .

جهات علم النفس المدرسة

إن من ابرز الجهات والمجالات التي اشتغل عليها علم النفس المدرسي :

–   التشخيص النفسي والعقلي والطبي للمتعلم.

– الأمراض العقلية والنفسية والانحرافات السلوكية كالشذوذ أو الجنوح عند المتعلم.

-مناهج العلاج النفسي.

– التخلف الدراسي وأسبابه.

-التعثر الدراسي.

-صعوبات التعلم.

-الطفولة والمراهقة

– الإرشاد النفسي.

-التأخر الدراسي

– العجز التعليمي أو الفشل الدراسي.[3]

خاتمة

 إن هذا الفرع من علم النفس له علاقة مباشرة بمهن التربية والتعليم والتدريس وبتأهيل وتكوين المدرسين.[4] و يشتغل على جميع الطرق المؤهلة لنجاح المدرسين ،و التي تساعدهم  وتعينهم على النجاح المدرسي.[5]

 وهو تخصص قائم بذاته وخادم لقطاع التربية والتعليم في جميع جهاته و قطاعاته ومستوياته وأقطابه بل خادم حتى لطرائق ومسالك التدريس.[6]

  مؤلفات في علم النفس التربوي

علم النفس أصوله ومبادئه لعبد الخالق  أحمد محمد و دويدار  عبد الفتاح محمد إصدار  دار المعرفة الجامعية   القاهرة مصر السنة:1999 .

علم  النفس المدرسة لعبد الرحمان العيسوي   مجلة المعرفة العدد:-1- السنة:2009.

علم النفس المدرسي  لكامل محمد علي دار ابن سينا للنشر القاهرة: 2003

-أسس علم النفس التروي تأليف مشترك  بإشراف يوسف قطامي ط2003:دار الفكر

مبادئ علم النفس التربوي عماد عبد الرحيم زغلول ط:2012دار الكتاب الجامعي.


[1] علم النفس وقضايا المجتمع  احمد اوزي.منشورات كلية الآداب الرباط العدد:25 السنة:1993ص:. 22

[2]  Wilhelm Wundt–  est un psychologue, philosophe et professeur d’université allemand.  Wundt crée le premier laboratoire de psychologie expérimentale, qui servira de modèle à tous les instituts.

[3] – علم  النفس المدرسة لعبد الرحمان العيسوي :47-مجلة المعرفة العدد:-1- السنة:2009.

[4] – التكوين السيكلوجي  للمدرسين لمحمد مومن :67 مجلة دفاتر التربية والتكوين العدد:8-9.السنة:2013.

[5] -علم النفس المدرسي :17لكامل محمد علي دار ابن سينا للنشر القاهرة: 2003

[6]علم النفس أصوله ومبادئه. القاهرة. عبد الخالق، أحمد محمد. دويدار، عبد الفتاح محمد إصدار  دار المعرفة الجامعية :1999..

521 مشاهدة