الصراع الأمريكي الإيراني في المنطقة العربية

الصراع الأمريكي الإيراني في المنطقة العربية

يعيش العالم منذ فترة في حالة ترقب مستمر لتطورات الصراع  الأمريكي الإيراني و وما ينجم عنه من انعكاسات على الشرق الأوسط ، حيث ينقسم العرب على ثلاث أولهما مؤيد لإيران الجارة المسلمة و المقاومة، و الآخر مناصر لأمريكا لمنع التمدد الإيراني، والثالث لا يناصر أي منهما بحكم العداء لأمريكا وسياستها الجائرة ومواجهة المد الشيعي وتواطئه مع الغرب كما حدث مع احتلال العراق ودعمها للجيش الأمريكي.

على هذا الأساس تم رسم خارطة جديدة  للمنطقة العربية ليتم تمزيق التحالف الخليجي، والذي كان راسيا لسنوات طويلة ، ومن قسم كل من قطر والأردن ضمن المعسكر المقرب من ايران ، و السعودية و الامارات  في المعكسر المعادي  لإيران ، وبعض الدول تحتفظ معها بعلاقة جيدة تصل الى القطيعة ، و أما الكويت تبدو كأنها متابعة للأحداث فقط ، بينما جميع حكومات هذه الدول تربطهم علاقات ممتازة مع أمريكا ، و ما يثير الجدل و التساؤل ان السعودية و الامارات والبحرين لم تقطع علاقاتها مع الحكومات العراقية المتاوالية والتي  تعلن ولاءها لإيران، و تنفذ أوامرها وتخدم مصالحها بشكل مباشر في المنطقة الخليجية.

العلاقة بين ايران و امريكيا تتسم بالعداء المعلن في كل مناسبة ومن غيرها، والظاهر ان الخلاف لم يهدا إلا من خلال فترة حكم ( محمد رضا بهلوي ) ، والذي قفز بالعلاقات بين الدولتين من ذروة الانخفاض والحرب الى ذروة الاستقرار والتفاهم، على عكس الفكر الذي اتبعه والده ( رضا بهلوي ) الذي اختار دعم ألمانيا ضد امريكا خلال الحرب العالمية الثانية.

الصراع الآن المعلن بين الدولتين من أجل الملف النووي الإيراني الذي استغرق سنينا من المد و الجذب، و كلف الحكومة الإيرانية الكثير من العقوبات ومن أهمها ( الخسائر الاقتصادية )، و قد يكون  الخيار العسكري قائم كما حدث عام 1981 عندما انطلقت الطائرات الأسرائيلية لضرب المفاعل النووي الاول ، وهو حتى الآن لايزال قيد الإنشاء في العراق، على الرغم من أن الضربة الإسرائيلية لم تسبق بعقوبات او انذارات .

وهنا يعود السؤال عن طبيعة العلاقات بين واشنطن و طهران هل هو عداء أم اختلاف أو تبادل مصالح وورقة استراتيجية تستخرج عند الحاجة!!

324 مشاهدة