التخوف من المواجهة البرية.. وادعاءات رئيس الوزراء الصهيوني في مؤتمر صحفي

التخوف من المواجهة البرية.. وادعاءات رئيس الوزراء الصهيوني في مؤتمر صحفي

سقطت كل ادعاءات جيش الاحتلال الصهيوني في الماء، فلا القبة الحديدية توفقت في ردع صواريخ المقاومة، ولا العتاد الحربي والترسانة المتطورة للعدو حققت له النصر المنشود.

وجذير بالذكر أن موجة سخط واسعة ظهرت بين أوساط الغاصبين بسبب رد المقاومة التي كانت سلطات الاحتلال تؤكد أنها قضت عليها في وقت سابق، وأمام دعوة مراقبين صهاينة لوقف العملية العسكرية بعد العجز عن تحديد مقر المقاومة وبروز خيار المواجهة البرية، ليسارع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الصهيوني للاجتماع بنداف أرغمان رئيس الشاباك قبل التئام المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب للقبول بالإجماع بتوصية قادة الأجهزة الأمنية جميعا، بمن فيهم رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع ورئيس الموساد ورئيس هيئة الأمن القومي، بقبول المقترح المصري لوقف اطلاق النار من قبل الطرفين وبدون أية شروط وبالطبع مع تلقي دعم دولي كبير.

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ عقد نتنياهو مؤتمرا صحفيا اليوم الجمعة 21 مايو/ أيار 2021 م، أين تحدث عن تفاصيل العدوان العسكري للجيش المحتل على قطاع غزة ورد المقاومة الفلسطينية.

وصرح نتنياهو أن العملية العسكرية حققت أهدافها ليضيف:” أن إنقاذ حياة المواطنين الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء مهم للغاية، وبدون القبة الحديدية لاضطررنا للتوغل البري إلى غزة من أجل إيقاف الإرهابيين من اطلاق صواريخهم”، ولكن الحقيقة أبعد من زعمه لأنه يدرك جيدا أن المقاومة تسعى لجره للمواجهة البرية وهي المعركة الحاسمة التي تحتاج لرجال أشداء أكثر منها لعتاد حربي.

ففي العقيدة الإسلامية ما يوضح استراتيجية اليهود في قتالهم للمسلمين، حيث قال الله تعالى:” لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ” (سورة الحشر/ الآية الآية14)، وقد نزلت هذه الآية في اليهود الذين يتحصننون خشية المواجهة، وها هي اليوم معركة سيف القدس تفضح جبن بني صهيون، وجيشهم الذي يمتلك أسلحة متطورة وعتادا بتقنيات تقنيات عالية، في حين تمنع المقاومة الفلسطينية من الحصول على أبسط أنواع الأسلحة وحظر أي دعم قد يصلها.

بعدما قررت قوات الاحتلال تحصين مغتصابتها وبناء جدار عزل، وتأمين مداخلها وفرض الحصار، وإرسال صواريخ على بيوت المدنيين العزل بدعوى مقاتلة إرهابيين كانوا يختبؤون بين صفوف المدنيين في إحدى المناطق الأكثر اكتظاظا في العالم، على حد مزاعم نتنياهو حيث تابع:” أطلقوا صواريخ على مواطنينا وفي الوقت نفسه كانوا يستخدمون مواطنيهم كدروع بشرية.”

وعلى عادة المحتل يواصل نتنياهو افتراءاته بالقول:” إسرائيل لم تبادر إلى هذا الصراع، تم الاعتداء علينا بلا سبب من قبل تنظيم حماس الإرهابي الذي أطلق 4000 صاروخ على عاصمتنا ومدننا، ولا دولة في العالم كانت ستقف مكتوفة الأيدي عندما يتم الاعتداء عليها بهذا الشكل الإجرامي، وإسرائيل لا تختلف عنها.”

فهل ستختلف فلسطين عن بقية الدول في رد العدوان عنها، قد يكون الاختلاف في أن رجال المقاومة الفلسطين ومن ورائهم كل شعوب الأمة الاسلامية يخوضون حرب عقيدة.

والميدان سيرد قريبا على خطاب النتن-ياهو الذي بثه التلفزيون العبري حيث قال:” “حماس لا تستطيع الاختباء بعد الآن، وهذا إنجاز عظيم لإسرائيل”، ليضيف متباهيا:” لقد قضينا على جزء مهم من قيادات حماس والجهاد الإسلامي، ومن لم يقتل يعرف اليوم أن ذراعنا الطويلة يمكن أن تصل إليه في أي مكان فوق الأرض أو تحت الأرض”.

إذن هل تعتزم قوات جيش الإحتلال الخروج من أبراجها العاجية، وترك حصونها المنيعة، والاستغناء عن صواريخها الموجهة وطائراتها الحديثة والمسيرة عن بعد في السماء للنزول إلى الأرض في مواجهة حقيقية من شانها ان تضمد الجراح وتنتصر لأهالي حي الشيخ جراح وكل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج؟.

397 مشاهدة