التدبير الجيد بين القيام بالمهام والتطوع

التدبير الجيد بين القيام بالمهام  والتطوع

برعلا زكريا

لم يعد مفهوم الإدارة الحديثة يقتصر على إصدار الأوامر و المراقبة و التنسيق.
بل يتعدى ذلك إلى القيادة و تنشيط العمل الجماعي، والتطوع لإنجاز مهام لا تدخل بالضرورة في اختصاصات المدير أو المتصرف.

و ذلك لتحقيق الغاية الكبرى أو الهدف الأسمى وهو نجاح المقاولة.

و من خلال دراسة مدتها 10 سنوات حدد موقع (google) أهم صفات المدير الناجح. و هي : التدريب الجيد و إعطاء هامش حرية للمستخدمين في إنجاز الأعمال، والعمل عن طريق قيادة الفرق أو المجموعات. والمساهمة في العمل الميداني، بالإضافة لاكتسابه مهارات التواصل الجيد و إلمامه باستخدام الذكاء المعلوماتي و التكنولوجي.

لكن الأهم من ذلك أن يكون إنسانيا في تعاملاته، يجيد تحفيز العاملين تحت إمرته ،أو توبيخهم بطريقة إيجابية إذا اقتضى الحال.

بعيدا كل البعد عن التنمر و إذلال الموظفين و استغلال حاجتهم للعمل.

المدير الناجح هو من يضع ضمن أولوياته مسألة خلق بيئة آمنة سيكولوجيا داخل المنظومة التي يديرها، عن طريق تحقيق السلم الإجتماعي و الإستقرار المادي و المعنوي للمستخدمين.

وقد يتجاوز الأمر اختصاصاته ليجد نفسه مضطرا للتطوع و تقديم يد المساعدة إذا اقتضت الضرورة ذلك حتى في المسائل الشخصية.

كل ذلك لأنه يضع نصب عينيه أهدافا كبرى ومن أجل تحقيقها يعمل على إزالة الحواجز.

و كمثال على ذلك، لنفترض أن شركة لصيانة المصاعد تلقت إخبارا بأن هناك عطبا بمصعد بأحد الأبراج الذي يدخل في نطاق تعاقدها. وأن عامل الصيانة المسؤول عن تلك المنطقة ذهب لاصطحاب ابنه للمستشفى. فالمدير الناجح في حالة طارئة كهذه، سيتخذ قرارا بالذهاب لإصلاح المصعد بنفسه أو اصطحاب ابن العامل المختص للطبيب كي يتفرغ الأخير للعمل. وبهذا يكون قد قام بأمر لا يدخل ضمن مهامه. لكنه ضرب عصفورين بحجر واحد، حيث أنقذ سمعة المقاولة التي يديرها من جهة، وكسب حب و تقدير موظفيه من جهة أخرى لأنه ببساطة تصرف كإنسان.

393 مشاهدة