تفسير حلم الصلاة وأركانها

تفسير حلم الصلاة وأركانها

الصلاة

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، وللصلاة أربعة عشر ركناً، وثماني واجبات، أما سننها فهي كثيرة منها القولية والفعلية.

الفرق بين الركن والواجب في الصلاة أن الركن لا يسقط عمدا ولا سهوا، بل لابد من الإتيان به، أما الواجب فيسقط بالنسيان، ويجبر بسجود السهو.

ولرؤيا الصلاة في الحلم عدة تأويلات وذلك حسب هيأة الرائي وما أتى به من أركان وواجبات ووقت الأداء والمكان الذي تقام فيه، ولمعرفة كل ذلك تم الاستعانة بما تركه الإمام محمد ابن سيرين في كتابه.

تأويل رؤيا صلاة الفرض والسنة والتطوع

قال الأستاذ أبو سعيد الواعظ -رحمه االله-: الأصل في رؤيا الصلاة أنها محمودة دينا ودنيا وتدل على إدراك
ولاية ونيل رياسة أو قضاء دين أو أداء أمانة وإقامة فريضة من فرائض االله تعالى، ثم هي على ثلاثة
أضرب فريضة، سنة وتطوع، فالفريضة منها تدل على ما قلنا وأن صاحبها يرزق الحج ويجتنب
الفواحش لقوله تعالى:” إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر”. والسنة تدل على طهارة صاحبها وصبره على المكاره وظهور اسم حسن له لقوله تعالى:” لقد كان لكم في رسول االله أسوة حسنة”، وشفقة على خلق االله تعالى، وعلى أن يكرم عياله ومن تحت يده ويحسن إليهم فوق ما
يلزمه ويجب عليه في الطعام والكسوة، ويسعى في أمور أصدقائه فيورثه ذلك عزا. والتطوع في الصلاة يقتضي كمال المروءة وزوال الهموم.
ومن رأى كأنه يصلي فريضة الظهر في يوم صحو فإنه يتوسط في أمر يورثه ذلك عزا، حسب
صفاء ذلك اليوم، فإن كان يوم غيم فإنه يتضمن حمل غموم.

ومن رأى كأنه يصلي العصر فإنه يدل على أن العمل الذي هو فيه لم يبق منه إلا أقله، فإن رأى أنه يصلي الظهر في وقت العصر فإنه يقضي دينه، فإن رأى إحدى الصلاتين انقطعت عليه فإنه يقضي نصف الدين أو نصف المهر لقوله
تعالى:” فنصف ما فرضتم”.

فإن رأى كأنه يصلي الظهر أو العصر أو العتمة ركعتين فإنه يسافر، فإن رأت مثلهما امرأة حاضت في يومه.

ومن رأى كأنه يصلي فريضة المغرب فإنه يقوم بما يلزمه من أمر عياله، فإن رأى أنه يصلي العتمة فإنه يعامل عياله بما يفرح به قلوبهم وتسكن إليه نفوسهم.

ومن رأى أنه يصلي فريضة الفجر فإنه يبتدئ أمرا يرجع إلى إصلاح معاشه ومعاش عياله.
ورؤية الصلاة قعودا من غير عذر تعني عدم قبول العمل، ومن رأى كأنه يصلي على جنابة مرض، فإن رأى كأنه يصلي
راكبا أصابه خوف شديد.

ورؤية الإمام في المنام وهو يصلي بالناس راكبا وهم ركبان فإن كانوا في حرب رزقوا الظفر.

فإن رأى كأنه يصلي في بستان فإنه يستغفر االله فإن رأى كأنه صلى في أرض مزروعة
قضى االله دينه منها.

ومن رأى كأنه يصلي في مسلخ حمام دل ذلك على فساد يرتكبه وقيل إنه يلوط بغلام.

وإن رأى كأن صلاة مفروضة فاتته ولا يجد موضعا يقضيها فيه تعذر عليه نيل ما يطلبه.

وتفسير حلم الصلاة في جماعة مستوية الصفوف يدل على تكثير التسبيح والتهليل لقوله تعالى:” وإنا
لنحن الصافون”
وقوله:” وإنا لنحن المسبحون”.

من رأى كأنه ترك صلاة فريضة فإنه يستخف ببعض الشرائع.

تفسير السجود والركوع في المنام

السجدة في المنام دليل الظفر ودليل التوبة من ذنب، ودليل الفوز بمال ودليل طول
الحياة ودليل النجاة من الأخطار.

فمن رأى كأنه سجد الله تعالى على جبل فإنه يظفر برجل منيع.

وإن رأى أنه سجد لغير االله تعالى لم تقض حاجته وقهر إن كان في حرب، وخسر إن كان تاجرا.

ومن رأى كأنه قائم في الصلاة فلم يركع حتى ذهب وقتها فإنه يمنع الزكاة المفروضة فلا يؤديها.

إن رأى كأنه يصلي فيأكل العسل فإنه يأتي امرأته وهو صائم.

وإن رأى كأنه قاعد يتشهد فرج عنه همه وقضيت حاجته.

فإن رأى كأنه سلم وخرج من صلاته على تمامها فإنه يخرج من همومه فإن سلم عن يمينه
دون يساره صلح بعض أموره، فإن سلم عن يساره دون يمينه فإنه يتشوش عليه بعض أحواله.

تفسير حلم الصلاة باتجاه الكعبة أو غيرها

رأى أنه يصلي نحو الكعبة دل على استقامة دينه.

فإن صلى نحو المغرب دل على رداءة مذهبه وجراءته على المعاصي لأنه قبلة اليهود، وهم اجترؤوا على أخذ الحيتان يوم سبتهم.

فإن صلى نحو المشرق دل على ابتداعه واشتغاله بالباطل لأنه قبلة النصارى.

وإن صلى وظهره للقبلة في الصلاة دل على نبذه الإسلام وراء ظهره بارتكاب بعض الكبائر.

وإن رأى أنه لا يهتدي إلى القبلة فإنه متحير في أمره، فإن صلى إلى غير قبلة إلا أن عليه ثيابا بيضا وهو يقرأ القرآن كما يجب رزق الحج لقوله تعالى:” فأينما تولوا فثم وجه الله”.

رؤية أمّ الناس في المنام

إن رأى من ليس بإمام في اليقظة كأنه يؤم الناس في الصلاة وكان للولاية أهلا نال ولاية شريفة وصار مطاعا، فإن أم بهم إلى القبلة وصلى بهم صلاة تامة عدل في ولايته، وإن رأى في صلاتهم نقصانا أو زيادة أو تغيرا جار في ولايته وأصابه فقر ونكبة من جهة اللصوص، فإن صلى بهم قائما وهم جلوس فإنه لا يقصر في حقوقهم ويقصرون في حقه أو تدل رؤياه أنه يتعهد قوما مرضى فإن صلى بقوم قاعدا وهم قيام فإنه يقصر في أمر يتولاه، فإن صلى
بقوم قيام وقوم قعود فإنه يلي أمر الأغنياء وأمر الفقراء، فإن صلى بهم قاعدا وهم قعود فإنهم يبتلون
بغرق أو سرقة ثياب وافتقار، فإن رأى أنه يصلي بالنساء فإنه يلي أمور قوم ضعاف، فإن أم بالناس
على جنبه أو مضطجعا وعليه ثياب بيض وينكر موضعه ذلك ولا يقرأ في صلاته ولا يكبر فإنه يموت
ويصلي الناس عليه.

وكذلك إن رأت امرأة كأنها تؤم بالرجال ماتت لأن المرأة لا تتقدم إلى في الموت.
إن رأى الوالي أنه يؤم بالناس عزل وذهب، ماله ومن صلى بالرجال والنساء نال القضاء بين الناس
إن كان أهلا لذلك وإلا نال التوسط والإصلاح بين الناس
ومن رأى أنه أتم الصلاة بالناس تمت ولايته فإنه انقطعت عليه الصلاة انقطعت ولايته ولم تنفذ
أحكامه ولا كلامه، فإن صلى وحده والقوم يصلون فرادى فإنهم خوارج، فإن صلى بالناس صلاة نافلة
دخل في ضمان لا يضره، فإن كان القوم جعلوه إماما فإنه يرث ميراثا لقوله تعالى:” ونجعلهم أئمة
ونجعلهم الوارثين
“.

إن رأى كأنه أم بالناس ولا يحسن أن يقرأ فإنه يطلب شيئا لا يجده.

ومن صلى بقوم فوق سطح فإنه يحسن إلى أقوام يكون له بذلك صيت حسن من جهة قرض أو صدقة.

تأويل الدعاء والاستغفار في المنام

من رأى أنه يدعو دعاء معروفا فإنه يصلي فريضة، فإن دعا دعاء ليس فيه اسم الله فإنه يصلي صلاة
رياء.

فإن رأى كأنه يدعو لنفسه خاصة رزق ولدا لقوله تعالى:” إذ نادى ربه نداء خفيا”، فإن كان
يدعو ربه في ظلمة ينجو من غم لقوله تعالى:” فنادى في الظلمات”.

وحسن الدعاء دليل على الدين، والقنوت دليل على الطاعة وكثرة ذكر الله تعالى دليل على النصر لقوله:” وذكروا الله
كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا”.

ومن رأى كأنه يستغفر الله تعالى رزق حلالا وولدا لقوله تعالى:” استغفروا ربكم إنه كان غفارا”
وإن رأى كأنه فرغ من الصلاة واستغفر الله تعالى ووجهه إلى القبلة فإنه يستجاب دعاؤه، وإن كان وجهه إلى غير القبلة يذنب ذنبا ويموت ولم يتب منه، فإن سكت عن الاستغفار دل على نفاقه لقوله تعالى:” وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول االله”.

إن رأت امرأة كأنه يقال لها استغفري لذنبك فإنها تتهم بفاحشة لقصة زليخا (امرأة العزيز التي راودت نبي الله يوسف عليه السلام).

من رأى أنه يقول سبحان الله فرج عن همومه من حيث لا يحتسب، فإن رأى كأنه نسي التسبيح أصابه حبس أو غم لقوله تعالى:” فلولا أنه كان من المسبحين”.

ومن رأى كأنه قال لا إله إلا اله أتاه الفرج من غم هو فيه وختم له بالشهادة، فإن رأى كأنه يكبر الله أوتي مناه ورزق الظفر بمن عاداه، فإن رأى كأنه يحمد االله نال نورا أو هدى في دينه.
وشكر الله تعالى في المنام نيل للقوة وزيادة النعمة، وإن كان صاحب هذه الرؤيا واليا ولي بلدة عامرة لقوله تعالى:” واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور”.

قيل من رأى كأنه يحمد الله رزق ولدا لقوله تعالى:” الحمد الله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل”.

تفسير حلم صلاة الجمعة

من رأى أنه يصلي يوم الجمعة فإنه يسافر سفرا ينال فيه خيرا وبرا ورزقا وفضلا.
ومن رأى كأنه يصلي صلاة الجمعة يوم الجمعة اجتمعت له أموره المتفرقة وأصاب بعد العسر يسرا، وقيل من رأى هذه الرؤيا فإنه يظن خيرا وليس كذلك.

من رأى أن الناس يصلون صلاة الجمعة في الجامع وهو في بيته أو حانوته أو قرية يسمع التكبير والركوع والسجود والتشهد والتسليم ويظن الناس قد رجعوا من الصلاة، فإن والي تلك الكورة (منطقة يجتمع فيها المساكن والقرى) يعزل.

تفسير رؤيا الفراغ من الصلاة

من رأى وإن كأنه يحفظ الصلاة فإنه ينال كرامة وعزا لقوله تعالى:” الذين هم على صلاتهم يحافظون”.

وإن رأى أنه يصلي وخرج من المسجد فإنه ينال خيرا ورزقا لقوله تعالى:” فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون”.

من رأى كأنه فرغ من الصلاة وقضاها نال من الله فضلا واسعا.

517 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *