الأذان نداء المسلمين للعبادة

الأذان نداء المسلمين للعبادة

تقديم

وسط سكون الفجر وهدأته ينطلق صوت عميق رخيم مخملي يلامس شغاف الروح، ليبهج الأجواء بالتكبير ويضيء الهمم بالتوحيد، ويمدها عزما للسير في درب الهدى، إنه صوت الأذان أو نداء المسلمين العظيم.

تعريف الأذان لغة واصطلاحا

الأذان لغة الإبلاغ والإعلام، أما اصطلاحا فهو الإعلام بدخول وقت الصلاة، ويرفع الأذان بصوت المؤذن.

كان المسلمون يخفون أداء الشعائر الدينية في مكة خوفا من بطش قريش، ولكن بعد الهجرة إلى المدينة وبنائهم للمسجد واستقوائهم، صاروا يؤدون صلاتهم جماعة جيث يقصدون المسجد في موعد الصلاة من دون إعلام.

تشاور رسول الله ﷺ مع أصحابه لإيجاد طريقة يعلنون بها دخول الوقت لأداء الصلاة، فأشار بعضهم برفع راية إذا حان وقت الصلاة ليراها الناس، فاعترضوا على هذا الرأي لأنه لا يوقظ النائم ولا ينبه الغافل، وقال آخرون نشعل ناراً على مرتفع من الهضاب، فلم يقبل هذا الرأي أيضاً.

ورأى آخرون أن يستعينوا ببوق وهو ما كانت اليهود تستعمله للصلاة، فكرهه الرسول ﷺ ذلك، وذهب بعض الصحابة لاستخدام الناقوس وهو ما يستعمله النصارى، فكرهه الرسول ﷺ ذلك أيضاً.

ثم جاءه صحابي جليل برؤيا من منامه، وقد وافقت رؤيا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه – فأقر ذلك.

وعليه فألفاظ الأذان هي رؤيا حق رآها الصحابي عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة بن زيد، من بني جُشم بن الحارث بن الخزرج الأَنصاري الخزرجي الحارثي، أقرها رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، وقد وافق ذلك ما رآه الفاروق عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه-، وبهذا صار الأذان صار شرعا أقر به النبي -صلى الله عليه وسلم- للصحابيين على ما أراهما الله في المنام وأمره لعبد الله بن زيد أن يلقيه على بلال ليؤذِّن به.

فعن عبد الله بن زيد الأنصاري- رضي الله عنه- قال:” لما أجمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يضرب بالناقوس وهو له كاره لموافقته النصارى، طاف بي من الليل طائف وأنا نائم، رجل عليه ثوبان أخضران وفي يده ناقوس يحمله فقلت: يا عبد الله أتبيع الناقوس ؟، قال: وما تصنع به ؟ قال قلت: ندعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلك على خيرٍ من ذلك فقلت: بلى، قال تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسولُ الله، أشهد أن محمدًا رسولُ الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، قال: فلما أصبحت أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته بما رأيت فقال:( إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألْقِ عليه ما رأيت فإنه أندى صوتاً منك)، فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به، فسمع ذلك عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو في بيته فخرج يجرّ رداءه ويقول: والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي أُرِي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلله الحمد.” رواه أحمد ( 15881 ) والترمذي ( 174 ) وأبو داود ( 421 ) و ( 430 ) وابن ماجه ( 698 ).

كلمات الأذان

الأذان الذي أذن به بلال بن رباح -رضي الله عنه- في عهد رسول الله ﷺ هو ما جاء في حديث عبد الله بن زيد الأنصاري -رضي الله عنه-، وصفته: ﴿الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسولُ الله، أشهد أن محمدًا رسولُ الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله﴾. ويقول في أذان الفجر بعد حي على الفلاح الثانية: ﴿الصلاةُ خيرٌ مِنَ النوم، الصلاةُ خيرٌ من النوم﴾.

ما يجب فعله عند سماع الأذان

من آداب سماع الأذان الصمت والإنصات بتمعن، والترديد خلف المؤذن، لحديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال:” إذا سمعتم النداء فقولوا كما يقول المؤذن”. (متفق عليه).

إذ يقول السامع مثل ما يقوله المؤذن ماعدا عند قوله حي على الصلاة وحي على الفلاح فيقول لا حول ولا قوة إلا بالله.

وبعدها يصلي على النبي -عليه الصلاة والسلام- لقوله:” إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة”. (أخرجه مسلم).

ثم الدعاء كما جاء عن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال:” من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ، حلت له شفاعتي يوم القيامة”. (رواه البخاري).

451 مشاهدة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *