“توخيل” فعل كل شيء.. لكنه ريال مدريد

“توخيل” فعل كل شيء.. لكنه ريال مدريد

قلتها قبل مُباراة ريال مدريد وباريس، واليوم أكررها، إذا كنت تظن أن الريال فاز ب13 دوري أبطال أوروبا لأنه كان الطرف الأفضل أو المُرشح دائمًا للفوز، فأنت مُخطئ..الريال يفوز لأنه الريال..سيء، جيد، يفوز، فتنقسم الأراء بين حظ أبيض، أو شخصية البطل، والرأي يختلف بناء على انتمائك.
اليوم، لم يترك “توخيل” شيئًا للصدفة، بل قدم الألماني درسًا تكتيكيًا فاتنًا..جعل لفريقه اليد العليا بالمُباراة.
ليست 3/4/3، بل 4/3/1/2، بلا مركزية بالهجوم والعجيب، بلا مركزية بالوسط، الخطوة الأهم، قتل خطورة “فينسيوس” لأن الريال يطير بجناح واحد، “لوفتس تشيك”، و”كانتي” يتبادلا التواجد على اليمين، لمساندة “جيمس” في مواجهة سرعات “فينسيوس”، بل في بعض المواضع الهجومية، “تشيك” يعود كليبرو، ويتقدم ظهيرا الجنب، لتتحول ل3/5/2، لضمان تواجد “هافرتز” و”فيرنر” داخل الصندوق.
تكتيك (توخيل) جاء شاملاً، عرضيات، تواجد “ماونت” على حدود منطقة الجزاء للتسديد المُباشر، و”فيرنر” يميل للطرف دائمًا لسحب الظهير.
لقطة الهدف، تشيلسي جمع اللعب يمين دفاع الريال، فيرنر مال للطرف بجواره ألونسو وهافرتز، في محاولة لسحب يمين دفاع الريال “ناتشو” لخارج الصندوق، وهو ما حدث، في جزء من الثانية وصلت الكرة إلى “ماونت” داخل الصندوق، ليُسدد..ويُسجل.
تشيلسي..ضيّق مساحات اللعب، ضغط على الريال بداية من الثلث الأول لتعطيل البناء، بل عملية الضغط عطلت سلاح الكرات الطويلة المعروف عن كبير إسبانيا.
المُدرب الألماني، جرّ وسط الريال إلى معركة بدنية، لم يقوى “كروس” على تحملها، فظهر وسط الريال بشكل سيء طوال الشوط الأول..ولكن لحظة!..أين كان “أنشيلوتي”؟.
في كل مُباراة كبرى للريال، أقول نفس الشيء، يجب أن يُدرك “كارلو” أن ثنائية (كروس – مورديتش) في الوسط لم تعد تؤتي ثمارها، باريس حطمها، برشلونة قتلها، ولا زال “أنشيلوتي” يُصر عليها.
عامل السن، اللياقة، القدرة على الأحتكاك والأرتداد، كلها عوامل تُظهر وسط الريال بشكل كارثي في كل مُباراة يمتلك فيها خصمه وسط سريع بالتحول، والحل معروف..وعندما يحدث يُنقذ الريال..كامافيجا بدلاً من كروس.
الفرنسي سريع، قوي تحت الضغط، قوي في الأفتكاك والأرتداد وغلق المساحات، يُعيد التوازن فور نزوله، ومع كل مرة يضع قدمه داخل الملعب، يتغير شكل الفريق بالكامل.
أنشيلوتي لعب ب”فالفيردي” على الطرف الأيمن، لأنه يُدرك أن “الونسو” مفتاح لعب رئيسي في مُباراة اليوم..لكن هل أوقف “ألونسو”؟، بالطبع، لأن فالفيردي في كثير من الوقت كان مُجبرًا على الدخول للعمق قليلاً لسد فجوة الوسط، فيتقدم ألونسو ويصنع فجوة على اليسار.
والحقيقة لا يوجد سبب منطقي لأجلاس “رودريجو” دائمًا على مقاعد البدلاء، وتفضيل عدد كبير من الأسماء عليه؟، البرازيلي فعّال جدًا، ومُباشر..وبالطبع..أفضل من “أسينسيو” وكل الخيارات الأخرى.
تفوق تشيلسي كان واضحًا، حتى قرر “وجه قدم” مُودريتش التدخل، تمريرة لم يتوقعها أحد وضعت “رودريجو” أمام المرمى لم يكن في حاجة إلا لوضع قدمه فقط..ليقف “ميندي” متفرجًا.
الريال استعاد التوازن ب..رودريجو، كمافينجا، عودة فالفيردي للوسط بجوار كامينجا مع خروج كاسيميرو، عاد لوسط الريال الحيوية والقدرة على المُجاراة البدنية..خاصة أن حالة “كانتي” البدنية تراجعت بفعل تكرار الإصابات..ليتدخل بنزيما كالعادة..ويُنقذ الريال.
أولاً، كل مدريدي مدين بالكثير لبنزيما هذا الموسم، بل الموسم الماضي أيضًا، كريم يحمل الريال بمعنى الكلمة، على صعيد الأرقام والنتائج والحسم أمام المرمى..يفعل كل شيء.
ثانيًا، أنشيلوتي سيواجه جوارديولا بنسبة كبيرة بالدور القادم، وهو رجل يُدرب فريق يقبل الهدايا ولا يوجد هامش للخطأ أمامه، القدر كان رحيمًا أمام باريس وأمام تشيلسي، وقبل الوضع تعديل التشكيل فتعدلت النتيجة..السيتي لن يرحم في مثل هذا الوضع.
ثالثًا، هناك بعض الأسماء يجب ان يتخلص منها الريال، وأنا وأنت نعرفها جيدًا، شكرًا على الماضي الكبير..لكن الحاضر مُظلم.
رابعًا، كل التحية والتقديم لتوخيل..المُدرب الرائع جدًا تكتيكيًا، وصاحب مدرسة مُميزة، وبالطبع يجب أن يوضع ضمن قائمة أفضل المُدربين في أوروبا والعالم..وشخصيًا..أراه ضمن ال5 الأوائل.
مُباراة اليوم قد يفرح بها المُشجع المدريدي..لكن بها من الدورس، ما يجب أن ينتبه إليه فيما هو قادم..فمراحل الحسم قد هلّت..والخطأ قد يُفسد عمل موسم كامل.


باسم الصاوي: أتشرف بمتابعتكم لحسابي على Twitter وInstagram للحديث عن كرة القدم وغير كرة القدم:
https://twitter.com/BassemAlsawey
https://www.instagram.com/bassem.alsawey/

395 مشاهدة