من هو المسيح الدجال؟

من هو المسيح الدجال؟

خروج الدجال أعظم فتن آخر الزمان

المسيح الدجال أو الأعور الكذّاب من أعظم فتن آخر الزمان، وعلامة من أشراط الساعة الكبرى، وقد حذر منه الأنبياء -عليهم السلام- أممهم، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما-، قال: كنا نتحدث عن حَجَّةِ الوداع، والنّبي -صلى الله عليه وسلم- بين أظهرنا، ولا ندري ما حَجَّةُ الوداع حتى حمد اللهَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأثنى عليه، ثم ذكر المَسِيحَ الدَّجَالَ، فأَطْنَبَ في ذكره، وقال:” ما بعث الله من نبي إلا أَنْذَرَهُ أُمَّتَهُ، أنذره نوح والنبيون من بعده، وإنه إن يخرج فيكم فما خَفِيَ عليكم من شأنه فليس يخفى عليكم، إن ربكم ليس بأَعْوَرَ، وإنه أَعْوَرُ عَيْنِ اليُمْنَى، كأنَّ عينه عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ..”(حديث صحيح، متفق عليه).

وللمسيح الدَّجَّال خوارق عجيبة يفتن الناس بها والسبيل الوحيد للخلاص منه هو أنّ اتباع ما جاء في القرآن الكريم والسنة الشريفة، وهذا ما سيتم عرضه بالتفصيل.

ما هي صفات المسيح الدجال؟

المسيح الدجال هو رجل ممسوح العين أي أنه لا عين ولاحاجب في جهة واحدة من عينه، عن ذلك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:” الدجال ممسوح العين، مكتوب بين عينيه: كافر” (رواه مسلم)، ولهذا سمي بالمسيح.

كما قيل أن سبب تسميته لأنه يمسح الأرض ويمتد به السير من جهة إلى جهة.

أما الدجال فمن لفظ الدجل ومعناه الخلط واللبس والتدليس، وهو رجل كذاب مخادع يخلط الحق بالباطل ليطمسه، ويوهم الناس.

والدجال بشر من بني آدم، ذكر شاب ضخم الخلقة، عظيم الرأس، أجلى الجبهة، شعره مجعد منحسر عن مقدم رأسه، عريض النحر، ممسوح العين اليمنى كأنها عنبة طافية، وعينه اليسرى عليها ظُفرةٌ غليظة، وهي اللحمة التي تنبت عند المآقي، ومكتوبٌ بين عينيه “كافر” يقرأها كل مؤمن أميّ أو قارئ، رجلاه تتباعدان فيما بينهما عند المشي، وهو عقيم لا نسل له.

وذلك لما روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:” بينما أنا نائم أطوف بالكعبة، فإذا رجل آدم سبط الشعر بيْنَ رجُليْنِ ينطف أو يهراق رأسه ماءً، قلت: من هذا؟ قالوا: ابن مريم، ثم ذهبتُ ألتفتُ فإذا رجلٌ جسيمٌ أحمرٌ، جعدُ الرأسِ، أعورُ العينِ، كأن عينه عنبةٌ طافية، قالوا: هذا الدجال، أقربُ الناس به شبهاً ابن قَطَن، رجل من خزاعة” (رواه البخاري ومسلم).

وعنه أيضا قال:” ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- يوماً بين ظهراني الناس المسيح الدجال، فقال: إن الله ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية، وأراني الليلة عند الكعبة في المنام، فإذا رجل آدم كأحسن ما يرى من آدم الرجال، تضرب لمته بين منكبيه، رجل الشعر، يقطر رأسه ماء، واضعاً يديه على منكبي رجلين يطوف بالبيت، فقلت: منْ هذا؟ فقالوا: المسيح بن مريم، ثم رأيتُ رجلاً وراءه جعداً، قططاً، أعور العين اليمنى، كأشبه من رأيت بابن قطن، واضعاً يديه على منكبي رجل يطوف بالبيت، فقلتُ: منْ هذا؟ قالوا: المسيح الدجال” (رواه البخاري وسلم).

تميم الداري وحديث الجساسة عن الدجال

جاء في صحيح مسلم، حدثنا عبدالوارث بن عبدالصمد بن عبدالوارث، وحجاج بن الشاعر. كلاهما عن عبدالصمد (واللفظ لعبد الوارث بن عبدالصمد)، حدثنا أبي عن جدي، عن الحسين بن ذكوان. حدثنا ابن بريدة. حدثني عامر بن شراحيل الشعبي، شعب همدان أنه سأل فاطمة بنت قيس، أخت الضحاك بن قيس -رضي الله عنهما- وكانت من المهاجرات الأول، فقال: حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله ﷺ، لا تسنديه إلى أحد غيره، فقالت: لئن شئت لأفعلن، فقال لها: أجل حدثيني، فقالت: نكحت ابن المغيرة، وهو من خيار شباب قريش يومئذ، فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله ﷺ، فلما تأيمت خطبني عبدالرحمن بن عوف، في نفر من أصحاب رسول الله ﷺ، وخطبني رسول الله ﷺ على مولاه أسامة بن زيد، وكنت قد حدثت أن رسول الله ﷺ قال “من أحبني فليحب أسامة”، فلما كلمني رسول الله ﷺ قلت: أمري بيدك، فأنكحني من شئت، فقال “انتقلي إلى أم شريك” وأم شريك امرأة غنية من الأنصار، عظيمة النفقة في سبيل الله، ينزل عليها الضيفان، فقلت: سأفعل، فقال “لا تفعلي.. إن أم شريك امرأة كثيرة الضيفان، فإني أكره أن يسقط عنك خمارك، أو ينكشف الثوب عن ساقيك، فيرى القوم منك بعض ما تكرهين، ولكن انتقلي إلى ابن عمك عبدالله بن عمرو بن أم مكتوم”، (وهو رجل من بني فهر، فهر قريش وهو من البطن الذي هي منه)، فانتقلت إليه، فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي، منادي رسول الله ﷺ ينادي: “الصلاة جامعة”، فخرجت إلى المسجد، فصليت مع رسول الله ﷺ، فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم.

فلما قضى رسول الله ﷺ صلاته، جلس على المنبر وهو يضحك، فقال “ليلزم كل إنسان مصلاه”، ثم قال “أتدرون لما جمعتكم؟” قالوا: الله ورسوله أعلم، قال “إني، والله! ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال، حدثني؛ أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهرا في البحر، ثم  أرفأوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر، لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقالوا: ويلك.. ما أنت؟، فقالت: أنا الجساسة، قالوا: وما الجساسة؟، قالت: أيها القوم! انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير، فإنه إلى خبركم بالأشواق، قال: لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة، قال: فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا، وأشده وثاقا، مجموعة يداه إلى عنقه، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا: ويلك.. ما أنت؟، قال: قد قدرتم على خبري، فأخبروني ما أنتم؟، قالوا: نحن أناس من العرب، ركبنا في سفينة بحرية، فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة، فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر، لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر. فقلنا: ويلك! ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة. قلنا وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانة، فقال: أخبروني عن نخل بيسان، قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها، هل يثمر؟ قلنا له: نعم، قال: أما إنه يوشك أن لا يثمر، قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية، قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟، قال: هل فيها ماء؟، قالوا: هي كثيرة الماء، قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب، قال: أخبروني عن عين زغر، قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء؟، وهل يزرع أهلها بماء العين؟، قلنا له: نعم.. هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها، قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟، قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب، قال: أقاتله العرب؟، قلنا: نعم، قال: كيف صنع بهم؟، فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه، قال لهم: قد كان ذلك؟، قلنا: نعم، قال: أما إن ذلك خير لهم أن يطيعوه، وإني مخبركم عني، إني أنا المسيح وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة، غير مكة وطيبة، فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة، أو واحدا منهما، استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها، قالت: قال رسول الله ﷺ ، وطعن بمخصرته في المنبر “هذه طيبة.. هذه طيبة.. هذه طيبة” يعني المدينة “ألا هل كنت حدثتكم ذلك؟”، فقال الناس: نعم، “فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة، ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق، ما هو من قبل المشرق، ما هو من قبل المشرق، ما هو” وأومأ بيده إلى المشرق، قالت: فحفظت هذا من رسول الله ﷺ.

متى وأين يخرج المسيح الدجال؟

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ -رضي الله عنه-، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم-‏:‏” عِمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة خُرُوجُ الدَّجَّالِ، ثُمَّ يَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ، أَوْ مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنَّ هَذَا هُوَ الْحَقُّ كَمَا أَنَّك هَاهُنَا، أَوْ كَمَا أَنْتَ قَاعِدٌ، يَعْنِي مُعَاذًا‏”.كما جاء

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:” الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها: خراسان” (رواه الترمذي).

وعليه فالدجال يخرج من المشرق وتحديدا من خراسان (أجزاء من غرب أفغانستان وأجزاء من جنوب تركمانستان حاليا)، ثم يتجه إلى أصفهان ( تسمى أصبهان أيضا وهي محافظة في إيران)، ويدخل الجزيرة من بين الشام والعراق يريد المدينة المنورة لكنه لا يلجها لأنها محرمة عليه، وعنذلك أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-:” على كل باب منها ملائكة يحفظونها”.

وأكثر أتباع الدجال من يهود أصفهان وعددهم سبعون ألفاً؛ وهم جنده، يؤمنون به وينصرونه، هم وغيرهم ممن يتبعهم،

فتن الدجال

من فتن الدجال أنه يأمر السماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت، ويأمر كنوز الأرض أن تخرج فتخرج وتتبعه، ويقطع الأرض بسرعة عظيمة كسرعة الغيث استدبرته الريح، روى مسلم -رحمه الله- من حديث النواس أن الصحابة: قالوا: يا رسول الله كم لبثه في الأرض؟، قال: أربعون يوماً، يوم كسنة، ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم، قالوا: وما إسراعه في الأرض؟، قال: كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم يعني ماشيتهم أطول ما كانت درا أعالي، ظهور مرتفعة، سمينة وأسبغه ضروعاً، وأمده خواصر” (رواه مسلم).

ومع الدجال نهر جار من ماء أبيض، و نهر من نار، وقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته على عدم اتباع ما يظهره الدجال ومخالفته بقوله:” فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه ناراً، وليغمض ثم ليطأطىء رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد يعني خلاف الظاهر تماماً، فقد قال: فناره جنة، وجنته نار، فإذا جئت إلى جنته ودخلتها في الحقيقة نار جهنم، وإذا جئت إلى ناره في الظاهر فإنها في الحقيقة جنة، وإذا شربت منه فإنه ماء بارد.

ويدعي الدجال الألوهية، إذ يأتي القوم فيدعوهم، ويقول: أنا الله فآمنوا بي، فيردون عليه قوله، يقولون: كفرنا بك، فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين قحط وجدب، ليس بأيديهم شيء من أموالهم، راحت أموالهم وحتى الماشية التي عندهم تموت، أموالهم تذهب، أراضيهم قحط، وما في مطر، ويمر بالخربة، بالأرض الخربة، فيقول لها: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل الكنوز الموجودة في هذه الأرض ستتبعها كجماعات، ستتبعه كجماعات النحل؛ لأن اليعسوب ملك النحل متى طار تبعته، فتتبعه كيعاسيب النحل.

وكل من له إيمان مهزوز أو من أهل النفاق فلن يثبت أمام فتن الدجال، ولن ينجوا منها إلا أهل الإيمان الصادق.

مكوث الدجال في الأرض

يظل الدجال في الأرض أبعون يوما ولكن مدتها الزمنية تختلف عن مقدار اليوم، وقد سأل الصحابة -رضوان الله عليه- النبي -صلى الله عليه وسلم- عن مدة لبث الدجال ؟، فقال:” أربعين يوما، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم، قلنا: يا رسول الله أرأيت اليوم الذي كالسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال:” لا، ولكن اقدروا له”، قلنا: يا رسول الله فما سرعته في الأرض؟، قال:” كالغيث استدبرته الريح” (رواه مسلم). 

نهاية الدجال

وعنْ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ – رضي الله عنه- عَنِ النَّبيّ ﷺ قال:” يخْرُجُ الدَّجَّالُ فَيتَوَجَّه قِبَلَه رَجُلٌ منَ المُؤمِنين فَيَتَلَقَّاهُ المَسالح: مسالحُ الدَّجَّالِ، فَيقُولُونَ لَهُ: إلى أيْنَ تَعمِدُ؟ فيَقُول: أعْمِدُ إلى هذا الَّذي خَرَجَ، فيقولُون له: أو ما تُؤْمِن بِرَبِّنَا؟ فَيقُولُ: مَا بِرَبنَا خَفَاء، فيقولُون: اقْتُلُوه، فيقُول بعْضهُمْ لبعضٍ: ألَيْس قَدْ نَهاكُمْ رَبُّكُمْ أنْ تَقْتُلُوا أحَدًا دونَه، فَينْطَلِقُونَ بِهِ إلى الدَّجَّالِ، فَإذا رَآهُ المُؤْمِنُ قالَ: يَا أيُّهَا النَّاسُ إنَّ هذَا الدَّجَّالُ الَّذي ذَكَر رَسُولُ اللَّه ﷺ فَيأمُرُ الدَّجَّالُ بِهِ فَيُشبحُ، فَيَقولُ: خُذُوهُ وَشُجُّوهُ، فَيُوسَعُ ظَهْرُهُ وبَطْنُهُ ضَرْبًا، فيقولُ: أَوَمَا تُؤمِنُ بِي؟ فَيَقُولُ: أنْتَ المَسِيحُ الْكَذَّابُ، فَيُؤمرُ بهِ، فَيؤْشَرُ بالمِنْشَارِ مِنْ مَفْرقِهِ حتَّى يُفْرقَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ يَمْشِي الدَّجَّالُ بَيْنَ الْقِطْعتَيْنِ، ثُمَّ يقولُ لَهُ: قُمْ، فَيَسْتَوي قَائمًا. ثُمَّ يقولُ لَهُ: أتُؤمِنُ بِي؟ فيقولُ: مَا ازْددتُ فِيكَ إلاَّ بصِيرةً، ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لاَ يفْعَلُ بعْدِي بأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، فَيأخُذُهُ الدَّجَّالُ لِيَذْبَحَهُ، فَيَجْعَلُ اللَّه مَا بيْنَ رقَبَتِهِ إلَى تَرْقُوَتِهِ نُحَاسًا، فَلا يَسْتَطِيعُ إلَيْهِ سَبيلًا، فَيَأْخُذُ بيَدَيْهِ ورجْلَيْهِ فَيَقْذِفُ بِهِ، فَيحْسَبُ الناسُ أنَّما قَذَفَهُ إلَى النَّار، وإنَّما ألْقِيَ فِي الجنَّةِ فقالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: هذا أعْظَمُ النَّاسِ شَهَادَةً عِنْد رَبِّ الْعالَمِينَ” (رواه مسلم).

ومن هنا يظهر كذب المسيح الدجال بمواجهة شاب مؤمن، ويفضحه الشاب حيث يخاطب الناس ويخبرهم أنه لا يقدر على فعل ما فعله به مع أحد بعده.

ثم تصرف الملائكة وجه الدجال جهة الشام فيذهب ومن معه إلى بيت المقدس، ويحاصر المسلمون داخله بيت المقدس.

فعن مُجمّع ابن جارية الأنصاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “يقولُ يُقتلُ ابن مريم الدّجال ببابِ لدّ”. (أخرجه الترمذي).

وفي حديث أم شريك بنت أبي العكر -رضي الله عنها-: يا رسول الله فأين العرب يومئذٍ؟ قال: هم يومئذٍ قليل، وجلهم ببيت المقدس، وإمامهم رجل صالح المهدي فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى يعني ليتقدم عيسى يصلي بالناس فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل فإنها لك أقيمت، فيصلي بهم إمامهم.

وروى مسلم -رحمه الله- من حديث النواس بن سمعان الكلابي عن النبي ﷺ:” فبينما هم كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفع تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فيدركه – يقصد الدجال- عند باب لد فيقتله” (رواه أبو داود).

يسلط الله المسيح عيسى – عليه السلام – على الدجال فيطارده حتى يدركه بمكان يسمى “باب لد ” وهو جبل ببلاد الشام، فيقتله هناك وتنتهي أشد الفتن على الناس، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:” ينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم … فإذا رآه عدو الله – الدجال – ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته” (رواه مسلم . وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( ثم ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق

أسباب النجاة من قتنة الدجال

جاء في السنة الشريفة ما فيه خلاص المؤمن من فتنة المسيح الدجال، والسلامة من شره ومن ذلك:

  • التعرف على صفات الدجال وأفعاله، وما يأتي به من خوارق، لكشف كذبه وعدم تصديقه،
  • حفظ العشر آيات الأولى من سورة الكهف وتدبرها، فعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:” من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال” (رواه مسلم).
  • التعوذ بالله من فتنته، وقد ورد في دعاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الصلاة بعد التشهد:” اللهم إني أعوذ بك من من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن المحيا والمماة، وفتنة المسيح الدجال” (متفق عليه).
  • عدم الذهاب إليه، والخروج من أرض يدخلها، لما قال النبي – صلى الله عليه وسلم -:” من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات” (رواه أبو داود).
  • التزام طاعة الله تعالى والإقبال على العمل الصالح، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:” بادروا بالأعمال ستاً: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو خاصة أحدكم، أو أمر العامة” (رواه مسلم).

438 مشاهدة