البحث عن علاج كورنا.. إنقاذ للأرواح أم تحقيق للأرباح

البحث عن علاج كورنا.. إنقاذ للأرواح أم تحقيق للأرباح

تقديم

في سباق مع الزمن ووسط منافسة شديدة يسعى العلماء والباحثون لإيجاد علاج عاجل وفعال ضد فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 المتسبب في وباء عالمي ينبئ بكارثة كبرى.

وبين الفرضيات والتحليل والتجريب ظهرت عدة أدوية من قبل جهات مختلفة، وأغلبها لعقارات سبق استخدامها لمواجهة فيروسات وأوبئة مثل الكلوروكين المستخدم في علاج الملاريا، في حين صرحت منظمة الصحة العالمية أنه لا يوجد حتى الآن دليل قاطع على فعالية الكلوروكين، لكنه جزء من التجارب المستمرة لإيجاد علاج لفيروس كورونا المستجد مستبعدة الوصول إلى لقاح جديد قبل سنة، ولو أن فريق بحث جزائري عراقي يؤكد توصله للعلاج المنشود.

البحث عن علاج كورنا.. إنقاذ للأرواح أم تحقيق للأرباح 1

فرنسا تدعم دواء الملاريا لعلاج كورونا

اقترح  البروفيسور ديدييه راؤولت عالم الأحياء الدقيقة، الباحث في علم الأوبئة ومدير المعهد الجامعي المتوسطي لمكافحة الامراض المعدية في مارسيليا بفرنسا دواء الملاريا كعلاج المصابين بفيروس كورونا المستجد وهذا بعد تجارب سريرية أجريت على مصابين بالفيروس أثبتت أن هذا الدواء يعطي نتائج جيدة.

أضاف البروفيسور راؤولت  أنه على قناعة تامة بأنه توصل إلى العلاج الأكثر فعالية لعلاج مرضى كوفيد -19

موضحا أن العقار مركب من “هيدروكسي كلوروكين” و“الأزيثروميسين”، حيث أظهرت أعمال أربعة فرق أنه فعال في مواجهة تكاثر أربعة أنواع من فيروسات كورونا في الخلايا.

واستشهد بتجارب الصينيين في علاج مصابي فيروس كورونا الجديد، إذ إنه وبعد تجارب سريرية صدر تقرير أولي يوصي باستخدامه لمعالجة المصابين.

وقال راؤولت أنه :”في الصين وإيران وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية ، يعد هيدروكسي كلوروكين بالفعل جزءًا من البروتوكولات العلاجية التي ينصح بها الخبراء، وبعضها مشهور عالميًا، وهناك حاجة ملحة لتنظيم مثل هذه التوصيات في فرنسا وهذا ما اقترحته على السلطات “.

وبناء على النتائج التي تظهر أن “هيدروكسي كلوروكين” يزيل الفيروس من الجهاز التنفسي مما يقلل من احتمال نقل المريض للعدوى ويحسن وضعه الصحي، واستنتج أن إضافة “الأزيثروميسين” إليه تزيد الفعالية.

ولكن السلطات الفرنسية مُمَثلة باللّجنة العلمية الاستشارية عارضت تعميم استعمال هذا الدّواء الذي تصنّعه شركة “سانوفي” “Sanofi” الفرنسيّة، لتتراجع لاحقا عن موقفها حيث أكد  وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران بأن اللّقاح الجديد لعلاج فيروس كورونا سيتم اعتماده بعد أن يتم اختباره على نطاق أوسع.

ماهو دواء الملاريا؟

هيدروكسي كلوروكين أو أملاح (كبريتات أو فوسفات)، هو بديل اصطناعي، يستخدم للوقاية والعلاج من الملاريا.

كما أنه يستعمل على نطاق واسع ضد أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة وأمراض الروماتويد مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.

يظهر تأثيرات مضادة للفيروسات في المختبر، غالبًا ما تكون آثاره الجانبية خفيفة، ولكن يمكن أن تكون خطيرة؛ والجرعة العلاجية قريبة من السمية إذا أسيء أخذها أو لم يتم التقيد بإرشادات ونصائح المختصين.

إذ تحفز الجرعة الزائدة على وجه الخصوص اضطرابات القلب والأوعية الدموية الخطيرة والمميتة، وهو ما يفسر لماذا لم يعد يُوصى بالعلاج الذاتي الذي كان موجودًا في الماضي في جميع أنحاء العالم.

يتم استخدامه بشكل متزايد في شكل هيدروكسي كلوروكين الأقل سمية مرتين إلى ثلاث مرات وأكثر تحملاً بجرعات عالية 7،8.

في العام الجاري 2020 ، تم اختباره كعقار مرشح لمواجهة فيروس سارس- CoV-2 (Covid-19) 9 مع المخاطر والنتائج التي لا تزال قيد المناقشة والتحليل لحد الساعة.

الولايات المتحدة الأمريكية تتبنى “الكلوروكين”

جدل واسع أثاره دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة بتصريحاته المتناقضة واتهاماته الموجهة ومساعيه المشبوهة، فهناك تقارير تقول بأن ترامب سعى للحصول على الحقوق الحصرية للقاح تقوم بتطويره شركة “كيور فاك” الألمانية، حيث أفادت صحيفة فيلت أم زونتاج نقلا عن مصادر حكومية في برلين بأن أمريكا عرضت على شركة “كيور فاك” الخاصة، الواقعة في مدينة توبينغن، على بعد 30 كيلومترا جنوب شتوتغارت، مليار دولار للحصول على الحقوق الحصرية لعقار يتم تطويره حاليا.

وقد أعلن ترامب مؤخرا تبنيه لـلكلوروكين، حيث قال خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، عندما قدم أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون خطة إنقاذ بقيمة 1.000 مليار دولار للاقتصاد: “سنكون قادرين على إتاحة هذا الدواء قريبا”.

وقد أعلنت الإدارة الأميركية أن الكلوروكين هو أحد الأدوية المطروحة ضمن القائمة، ويقتل أصلا الطفيليات أحادية الخلية المسؤولة عن مرض الملاريا، وعلم العلماء أن بإمكان الدواء الاتصال بالبروتينات البشرية، بالأخص بروتين “سيغما-1″، الذي يستهدفه الفيروس المستجد، ولا يزال يخضع للعديد من التجارب، وستبدأ اختبارات على نطاق واسع على أراضيها للقضاء على فيروس كوفيد-19.

البحث عن علاج كورنا.. إنقاذ للأرواح أم تحقيق للأرباح 2

ولكن إدارة الغذاء والدواء (FDA)، الوكالة الفيدرالية التي تشرف على تسويق الأدوية في الولايات المتحدة، قامت بتخفيف الحماس الرئاسي إلى حد ما من خلال الإشارة إلى أن العلاج لم تتم الموافقة عليه للفيروس التاجي المستجد.

ونشرت لاحقا بيانا على موقعها الرسمي حول استعمال بلازما النقاهة جاء فيه: “نظرا للحالة الصحية العامة التي يسببها تفشي كوفيد-19 الآخذ في الاتساع، تسهل إدارة الغذاء والدواء الوصول إلى بلازما كوفيد-19، للاستخدام في المرضى الذين يعانون من عدوى كوفيد-19 الخطيرة والتي قد تهدد الحياة فورا”..

وأوضح البيان: “على الرغم من أن المشاركة في التجارب السريرية هي إحدى طرق تمكين المرضى من الحصول على بلازما بشكل صحيح إلا أنها قد تكون غير متاحة بسهولة لكل المرضى بسبب صرعة انتشار الفيروس”.
ورغم كل هذه الإجراءات الطارئة والمساعي العلاجية إلا أن عدد الوفيات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة وصل إلى 704 شخص، فيما يوجد ما لا يقل عن 52976 إصابة، وفقًا CNN Health للحالات الأمريكية التي تم اكتشافها واختبارها في أمريكا من خلال أنظمة الصحة العامة.

أحد مكتشفي السارس يحذر من عقار الملاريا

في مقابلة مع صحيفة مركور الألمانية انتقد عالم الفيروسات الألماني البروفيسور، كريستيان دروستين إعلان الرئيس الأمريكي ترامب في الآونة الأخيرة عن فعالية عقار الملاريا “الكلوروكين”  ضد فيروس كورونا، محذرا أن العقار لا يخلو من الآثار الجانبية، وكان يستخدم  منذ فترة طويلة لعلاج فيروس سارس القديم لحقن الخلايا.

ويؤكد دروستن، أحد مكتشفي سارس، “أن عقار الكلوروكين مفيد فقط في حقن الخلايا، لكن المادة الفعالة به لا تعالج مرضى فيروس كورونا المستجد، لأن الدواء لا يصل إلى مكان الفيروس في الرئتين، حيث يلزم أولاً استقلاب المادة الفعالة في عقار الكلوروكين، لأن المنطقة المصابة بكورونا في الجسم لا تتأثر عند حقن الخلية بها”.

ويوضح دوستن أن ذلك يتم قياس الفيروس في الحلق وليس في الرئتين، وهذا هو أكبر مفهوم خاطئ للدراسة الفرنسية عن عقار الكلوروكين، وقياس الفيروس في الحلق لا علاقة له بمرض كورونا، هو فقط مؤشر أولي على بدء المرض”.

وأضاف: “لا أريد أن أقول أن الكلوروكين لا يعمل نهائيا ضد الفيروس، ولكن الطريقة التي تمت بها هذه الدراسة خاطئة”.(1)

أبحاث كندية لدعم “الكوليشيسن” كدواء لكورونا

تمول حاليا حكومة كيبيك فريق بحث تابع لـمركز الأبحاث بمعهد مونتريال لأمراض القلب، حيث يقوم الفريق بدراسة سريرية تشمل 6 آلاف مريض سيتم تجميعهم خلال ثمانية أسابيع بتطوع أشخاص مصابين بفيروس كورونا المستجد  “كوفيد-19” بعد دعوتهم للتواصل مع الرقم الهاتفي المخصص للدراسة المسماة” كول كورونا””COLCORONA” تحت إشراف الدكتور جان كلود تارديف، ثم الإمضاء على نموذج الموافقة المرسل عن طريق البريد الإلكتروني.

ويعتقد الباحثون أن “الكوليشيسن” “Colchicine” يمكن أن يعدل الالتهاب الذي يسببه الفيروس، وهو عبارة عن دواء مستخلص من زهرة اللَّحْلَاح، وتم تركيبه مخبريا من أجل التخفيف من أوجاع والتهابات المفاصل في حالات اشتداد مرض النقرس.

ويرى الدكتور تارديف أن هذا الدواء يمكن أن يقلل من حدوث مضاعفات رئوية تتعلق بـ“كوفيد-19”.

البحث عن علاج كورنا.. إنقاذ للأرواح أم تحقيق للأرباح 3

فريق بحث جزائري عراقي يتوصل لعلاج مرض كورونا

أكد البروفيسور الجزائري لوط بوناطيرو، رئيس منظمة المبدعين والباحثين العلميين، أنه اجتمع مع وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد الأسبوع الفارط، وتباحثا حول علاج محتمل ضد فيروس كورونا توصل إليه فريقه.

وأشار البروفيسور بوناطيرو إلى أن التحاليل المخبرية للدواء الذي تم اكتشافه رفقة شراكة مع أطباء عراقيين تم تجريبه من قبل الفريق العراقي وأعطى نتائج جد إيجابية، مؤكدا أن الإعلان النهائي للدواء في الجزائر بيد وزارة الصحة.

فمتى سيلقى الباحثون العرب الدعم والتشجيع من حكوماتهم التي يجب أن تولي اهتماما أكبر للبحث العلمي ورعاية الأنشطة وخص العلماء الذين أثبتوا كفاءتهم في عدة مناسبات بمعاملة لائقة؟.

في ظل تأزم الوضع وزيادة عدد الإصابات والوفيات على الصعيد العالمي بشكل متسارع، جدير الاهتمام بأي مبادرة وإن لم تكن من الدول الكبرى، لأن إنقاذ الأرواح أهم من حسابات القوة والمصلحة السياسية والاقتصادية والتاريخ يشهد للإنجازات العظيمة للطب والصيدلة العربية الإسلامية.

البحث عن علاج كورنا.. إنقاذ للأرواح أم تحقيق للأرباح 4
إحصائيات جائحة كورونا ليوم 24/03/2020

(1) https://www.merkur.de/welt/corona-medikament-malaria-drosten-mittel-impfstoff-experte-podcast-zr-13606157.html

 

 

 

341 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *