هي فلسطين وكفى

هي فلسطين وكفى

هي فلسطين وكفى

كم هي جميلة تلك القبة الذهبية اللون ، وعينا على هذه الدنيا وصورتها تزين بيوتنا هنا في المغرب الأقصى.

في المدن كما القرى ،في أعالي الجبال وأقاصي الصحراء ، عند العرب والأمازيغ ،تلك القبة الصفراء محفورة في الذاكرة ومنحوتة في القلوب. تسأل عن اسمها فيجيبك الجميع وبريق الحب يلمع في العيون..إنها القدس الشريف عاصمة فلسطين.
حكت لي سيدة فلسيطينة كريمة وهي استاذة فاضلة التقيتها في دولة غامبيا وقد احتضنتني في بلاد الغربة وعاملتني ولا زالت معاملة الأم لابنتها، قالت لي انها صلت بجوار سيدة مغربية في المسجد النبوي الشريف ولما انتهت من الصلاة وسلمت عليها سالتها عن بلدها. فلما أخبرتها انها من فلسطين عانقتها وأجهشت بالبكاء.
تقول أمي الفلسطينية انها لأول مرة يصادفها هكذا موقف. السيدة تبكي وتعانقني لمجرد انني من فلسطين. فقلت لها والله يا حبيبتي ذاك موقف صادق وأنا على يقين انها لم تبالغ فهي بعناقك تشم رائحة الأقصى. خاصة وهي في رحاب صاحب الإسراء والمعراج صلوات ربي وسلامه عليه. فمن روحانية المكان هاج منها الفؤاد وتاق الى المسجد الأقصى فلما انتهت من صلاتها وجدتك بجانبها فاعتبرت ذلك من كرم الله عليها.
ثم سألتها، وهي التي غادرت حيفا وعمرها ثمان سنوات فكبرت لاجئة في الأردن وعملت مدرسة في السعودية وتزوجت وانجبت واستقرت بافريقيا،ولا تحمل اي وثيقة تدل على انها فلسيطينية. لماذا قلت لها انك فلسطينية وانت معك جواز سفر وهوية اخرى ؟؟؟ فقالت لي وكلماتها مازالت تتردد على مسامعي. انا فلسطينية من حيفا غادرتها مع عائلتي وعمري ثمان سنوات وقال لي ابي “سنعود بعد أسبوع لما يسترجعها العرب من اليهود “فمر أسبوع وأسبوعين………..؛ وستون سنة ولم نرجع وقد ترك والدي “شوال القمح” في مكان آمن حتى نعود ونأكله فالمسكين قد حرثه وحصده بنفسه من ارضه. لكن أبي قد مات لاجئا في الأردن وأنا هنا في غرب افريقيا مع أولادي و أحفادي وقد أخبرتهم عن مكان “شوال القمح” وتختم كلامها “رغم أني أحمل جوازي سفر وهويتين إلا أنني فلطسينية من فلسطين وكفى”.

419 مشاهدة