الأسرة المغربية بين الأمس واليوم

الأسرة المغربية بين الأمس واليوم

     لا أحد ينكر الدور الذي تلعبه الأسرة في تربية الناشئة وحمايتها من كل خطر خارجي يداهمها مرضا كان أو اعتداء شخص آخر عليها   ،إلا أن  في الآونة الأخيرة لوحظ تغير كبير في عادات وتقاليد الأسرة المغربية إذ تحولت من أسرة تقليدية يجتمع جل أفرادها تحت سقف واحد متخذين من حكايات الجدة وسيلة للترفيه والتسلية،  مما يجعل  الكل يشعر بالدفء العائلي إلى أسر  نووية صغيرة معظمها لا يتجاوز عدد أفرادها ثلاثة ،وهذا التحول يعود إلى عدة عوامل في مقدمتها وسائل التواصل الحديثة التي غزت سائر البيوت مما يساهم في  ذوبان جليد  الثقافة الأصلية شيئا فشيئا  بسبب هيمنة الثقافات الدخيلة والتي ساهمت في تكوين جيل

متردد متمرد  وحائر  تائه  لم يجد بعد بوصلة توجهه إلى الطريق الصحيح ،إنه جيل  يكتفي بالنظر في  الصورة دون امتلاك آليات التعليق عليها ومنشوراتهم في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي تعكس ذلك بشكل جلي فأغلبهم  يعبر عن مسمى واحد بلغات كثيرة كالجمع بين الفرنسية والعربية على سبيل المثال ، فشأنهم شأن الغراب الذي نسي مشيته بسبب تقليد مشية الحجلة كما ورد في قصص كليلة ودمنة . 

   الأسرة قديما رغم قلة الإمكانيات وقصر ذات اليد عاشت حياة سعيدة هنيئة ،مصدر أخبارها جدة أو جد إليهما يحتكم أثناء الخلافات بين بقية أفراد العائلة وقولهما

الفصل لا نقاش فيه، إنهما مصدر الحكمة والرأي السديد المكتسبين من مدرسة الحياة هذه الأخيرة التي  زودتهم بتجارب يستحضرونها وقت الأزمات ويعتبرون بها …في حين نجد الأسرة المعاصرة تختلف اختلافا كبيرا عن نظيرتها العتيقة حيث الطموح إلى تحقيق الكماليات والعيش الرغيد وتعمل جاهدة على  تحقيق ذلك بطريقة أو بأخرى ،ويبدو لي السبب في ذلك المنافسة المبالغ فيها  بين الأسر والمناسبات خير  دليل على ذلك ،إذ لم نعد نفرق بين نجل الفقير وابن الغني فكلاهما سواسية في الزي وطريقة تحليق الشعر ناهيك عن الهواتف و…    فنعم الأسرة التي  يتعاون أفرادها لمواجهة صعاب الدهر، وبئس أخرى يسودها الخمول والكسل فينفق الواحد منها على العشرة .     *علي أومنال.

660 مشاهدة